مجلس الأمن يريد تعزيز مهمة الأمم المتحدة في جوبا

الحدث الثلاثاء ١٢/يوليو/٢٠١٦ ٠٦:٣٦ ص
مجلس الأمن يريد تعزيز مهمة الأمم المتحدة في جوبا

جوبا – ش – وكالات
وقعت معارك عنيفة بالاسلحة الثقيلة صباح أمس الاثنين بين قوات رئيس جنوب السودان سلفا كير والمتمردين السابقين بزعامة نائبه رياك مشار في جوبا، غداة موجة عنف أثارت ذعر السكان وردود فعل شاجبة من المجتمع الدولي.
وطلب مجلس الأمن الدولي من الدول المجاورة لجنوب السودان المساعدة في وقف القتال وزيادة مساهمتها في قوات حفظ السلام الدولية، بينما دعت واشنطن إلى وقف فوري للمعارك، وأمرت الموظفين غير الاساسيين في سفارتها في جوبا بمغادرة البلد.
ميدانيا، افاد شهود وسكان عن "معارك عنيفة جدا" في انحاء مختلفة من العاصمة، وعن نشر دبابات ومروحيات قتالية وسماع دوي مدافع. وتحدثت السفارة الأمريكية عن "معارك خطيرة بين قوات الحكومة والمعارضة".
وذكر مصدر دبلوماسي غربي لوكالة فرانس برس ان معارك عنيفة دارت صباحا بالقرب من المطار. وكان شهود افادوا في وقت سابق ان حي مونوكي يشهد اطلاق نار، وكذلك جبل، وهو احد الاحياء التي شهدت امس الاشتباكات الاكثر عنفا.
وافادت بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان ووسائل اعلام محلية ان حدة الاشتباكات تتصاعد. وادت المعارك منذ الجمعة إلى مقتل نحو 300 شخص، بحسب مصادر محلية.
وسكتت اصوات المدافع ليل أمس الأول تزامنا مع انعقاد مجلس الأمن الدولي في جلسة طارئة طالب فيها رئيس جنوب السودان سلفا كير ومنافسه نائب الرئيس رياك مشار "ببذل قصارى جهودهما للسيطرة على قواتهما وانهاء القتال بشكل عاجل".
وهي المعارك الاولى بين الجيش والمتمردين السابقين منذ عودة زعيم المتمردين رياك مشار إلى البلاد في أبريل لتولي منصب نائب رئيس الجمهورية سالفا كير الذي كان عدوه في زمن الحرب، وبعد ثلاثة اعوام من نزاع اودى بحياة الالاف وادى إلى ازمة انسانية.
وهطلت امطار غزيرة على جوبا طوال الليل، ما فاقم وضع الاف المدنيين المذعورين الذين فروا على عجل من المناطق التي شهدت المعارك الاعنف أمس الأول.
ووصف مراسل وكالة فرانس برس الذي كان موجودا الاثنين في جوبا الوضع بأنه "مخيف". ولجأ السكان إلى مخيم للأمم المتحدة يضم 28 الف نازح واندلعت معارك بالقرب منه.
ووجه مجلس الكنائس المؤثر في جنوب السودان دعوة عبر الاذاعة من اجل وقف القتال. وجاء في ندائه "ندين كل أعمال العنف بلا استثناء. لقد ولت ايام حمل واستخدام السلاح. وحان الوقت لبناء دولة سلمية".
وتتمركز القوات الموالية لمشار في مراكز محددة في العاصمة بموجب اتفاق سلام وقع في اغسطس 2015. وتحدثت الأمم المتحدة عن استخدام قذائف الهاون والقذائف الصاروخية واسلحة ثقيلة الاحد. كما تم نشر مروحيات هليكوبتر قتالية ودبابات.
وتزأمنت المعارك مع الذكرى الخامسة لاستقلال جنوب السودان، واثارت مخاوف من تجدد القتال على نطاق واسع في كل انحاء البلاد التي مزقتها منذ ديسمبر 2013 حرب اهلية مدمرة ادت إلى مقتل عشرات الآلاف وتشريد الملايين.
ودعا الاعضاء الـ 15 في مجلس الأمن الدولي في بيان تبنوه بالإجماع، دول المنطقة والاتحاد الافريقي إلى "البحث بشكل حازم مع قادة جنوب السودان في معالجة هذه الأزمة".
وقال اعضاء المجلس انهم "يعتزمون تعزيز" مهمة الأمم المتحدة في جنوب السودان (مينوس)، وطلبوا من دول المنطقة "الاستعداد لتوفير قوات إضافية إذا قرر المجلس ذلك".
ويعقد وزراء خارجية منطقة إيغاد (الهيئة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا) الاثنين اجتماعا في نيروبي لمناقشة الازمة. ووفقا لمسؤول في الأمم المتحدة، قتل عنصر صيني في قوات حفظ السلام خلال القتال في جوبا واصيب 12 آخرون من جنسيات مختلفة، اثنان منهم حالتهما خطيرة. وبين المصابين روانديون.
وأكد مجلس الأمن ان "الهجمات ضد المدنيين أو ضد أفراد ومباني الأمم المتحدة قد تشكل جرائم حرب". ووجهت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الانسانية الاحد انتقادات شديدة إلى موقف مجلس الأمن حيال الازمة في جنوب السودان واتهمته باعتماد "استراتيجية خاسرة" في هذا البلد.
واضافت المنظمة في بيان ان على مجلس الأمن الدولي "ان يفرض حظرا على الاسلحة يمكن ان يسمر ارضا على الفور مروحيات جنوب السودان الهجومية التي تقودها طواقم اجنبية ويحد من قدرة القوات المسلحة على استهداف مدنيين". ودعت الولايات المتحدة أمس الأول إلى وضع حد فوري للعنف في جنوب السودان.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية انها أمرت بسحب الموظفين غير الأساسيين من سفارتها في جوبا، ودانت تقارير عن تعرض مواقع مدنية للقصف. وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي ان واشنطن تطالب كير ومشار "وحلفاءهما السياسيين والعسكريين بسحب قواتهم واعادتها إلى ثكناتها والحؤول دون وقوع اعمال عنف جديدة واراقة دماء".