"القاعدة" يهدد أمن عدن

الحدث الثلاثاء ١٢/يوليو/٢٠١٦ ٠٦:٢٦ ص
"القاعدة" يهدد أمن عدن

عدن – إبراهيم مجاهد
كشفت مصادر أمنية يمنية لـ "الشبيبة" عن معلومات خطيرة تتعلق بالهجوم المسلح الذي استهدف معسكر قوات الأمن الخاصة بمجمع "الصولبان" العسكري بمدينة عدن، جنوبي اليمن، صبيحة يوم عيد الفطر المبارك، الأربعاء الفائت.
وكذبت المصادر الرواية الرسمية التي تضمنها البيان الصادر عن قوات الأمن الخاصة التي اكتفت بالحديث عن مقتل "6" مسلحين هاجموا معسكر قوات الأمن الخاصة وتمركزوا فيه وفي مبنى القيادة لساعات قبل أن يتم إرسال حملة عسكرية معززة بمروحيات الآباتشي لتطهير المعسكر من مسلحي القاعدة، وفق اتهام قوات الأمن الخاصة؛ حيث ذكرت تلك المصادر أن المسلحين الذين نفذوا ذلك الهجوم المسلح يتجاوز عددهم الـ "20" شخص، كاشفة عن تمكن بقية المسلحين المهاجمين من الفرار وأسر أكثر من "15" جندي من أفراد قوات الأمن الخاصة وأخذهم معهم إلى جهة مجهولة.

عدن.. وضع أمني هش
المصادر الأمنية، التي فضلت عدم كشف هويته، ذكرت لـ "الشبيبة" أن مسلحي القاعدة يطالبون من الأجهزة الأمنية في عدن بالإفراج عن مسلحين من أفراد التنظيم تعتقلهم السلطات الأمنية بسجن المنصورة المركزي، مقابل إطلاق سراح الجنود الذين تم أسرهم أثناء ذلك الهجوم.
اقتحام معسكر قوات الأمن الخاصة، القريب من مطار عدن، من قبل عدد من المسلحين والتمركز فيه لساعات وتمكُن مجموعة منهم من الفرار وأسر عدد من الجنود يكشف هشاشة الوضع الأمني في هذه المدينة التي باتت عاصمة مؤقتة للبلاد وتتخذها الحكومة اليمنية مقراً لها. كما أن هذا الهجوم يكشف مدى التخبط والارتجالية التي تعيشها الأجهزة الأمنية في عدن رغم كثرة مسمياتها.
من جانب آخر اعتبر مراقبون سياسيون أن زيارة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ونائبه علي محسن، وعدد من الوزراء والمسؤولين اليمنيين إلى محافظة مأرب شرقي اليمن يوم الأحد المنصرم، تحمل دلالات ورسائل عدة موجهة إلى عدد من الأطراف الداخلية والخارجية، مؤكدين أن إحدى هذه الرسائل وجهها الرئيس هادي للأمم المتحدة التي كانت تسعى لإصدار بيان من مجلس الأمن يحث الأطراف اليمنية على تشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها ممثلين عن تحالف جماعة الحوثي والرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح. وهو الأمر الذي رفضه الرئيس اليمني خلال كلمته في مأرب؛ حيث قال: "كنا بالأمس مع الأمم المتحدة وهي تحاول منا تشكيل حكومة ائتلافيه، فقلنا لهم سنصدر بيان إننا لن نذهب الى مشاورات الكويت". كما اعتبر المراقبون حديث هادي يكشف عن حجم الضغوطات التي تمارس على الحكومة اليمنية للقبول بخارطة الطريق الأممية التي وضعها المبعوث الأممي الخاص لليمن، مشيرين إلى أن هادي أراد أن يرسل رسالة إلى المجتمع الدولي أنه قادر على اللجوء إلى قرار الحسم العسكري وإنهاء الانقلاب في اليمن وقطع الطريق أمام أي جولة مفاوضات سلام قادمة. كما اعتبر المراقبون هذه الزيارة واحدة من الجهود التي بذلتها اليمن ودول التحالف العربي لمنع صدور بيان من مجلس الأمن بخصوص تشكيل حكومة يشارك فيها جميع أطراف النزاع بالتزامن تنفيذ الانسحاب وتسليم السلاح.

إحباط تشكيل حكومة ائتلافية
وفي هذا السياق كشف مصدر دبلوماسي عن تمكن الحكومة اليمنية من إحباط مساع أممية لتشكيل حكومة ائتلافية تضم ممثلين عن الحوثيين وصالح. وأوضح المصدر الدبلوماسي بأن جهود بذلتها الحكومة اليمنية بمساندة من المجموعة العربية ودول افريقية أحبطت مساع في مجلس الأمن لإصدار بيان يؤيد تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم ممثلين عن الحوثيين وصالح بالتزامن مع عمليتي الانسحاب وتسليم الأسلحة.
وقال مصدر دبلوماسي لمراسل الجزيرة في نيويورك إن دولا غربية بينها بريطانيا والولايات المتحدة دعمت صيغة بيان تراعي مطالب الحكومة اليمنية الرافض تنفيذ خارطة طريق للحل بشكل متزامن وأن روسيا اعترضت على الصيغة ما حال دون تبني بيان لدعم جهود المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد لتحقيق تقدم في الجولة المقبلة من المحادثات في الكويت المقررة منتصف الشهر الجاري.
وتطالب الحكومة اليمنية بدعم من دول التحالف العربي بتنفيذ متسلسل لبنود قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 المتعلقة بإزالة آثار الانقلاب بما في ذلك الانسحاب من المدن وتسليم الأسلحة ومؤسسات الدولة والامتناع عن ممارسة سلطات حكومية في حين يشترط الحوثيون والرئيس السابق صالح البدء بتشكيل حكومة وحدة وطنية يكون مقرها صنعاء الخاضعة لسيطرتهم قبل بدء التنفيذ.

الخيار العسكري وارد
إلى ذلك رأى محللون عسكريون يمنيون أن الزيارة التي قام بها هادي ونائبه إلى محافظة مأرب، مقر قوات الجيش التابعة للشرعية، في هذا التوقيت واستمرار وصول تعزيزات عسكرية وصفت بالنوعية إلى مأرب ومنطقة نهم ومحافظة الجوف، التي تشهد مواجهات مسلحة عنيفة بشكل يومي، دلالة واضحة إلى أن قرار الحسم العسكري بالنسبة للحكومة اليمنية وقوات التحالف بات خياراً استراتيجياً، وأن الحديث عن أي مفاوضات قادمة لا يعدوا عن كونه إسقاط واجب أمام المجتمع الدولي والإقليمي الذي يسعى لحل الصراع في اليمن بعيداً عن الخيار العسكري.