المسالخ البلدية بين التأهيل والتطوير «تجربة شخصية»

مقالات رأي و تحليلات الثلاثاء ١٢/يوليو/٢٠١٦ ٠٠:٣٠ ص

ناصر بن سلطان العموري
abusultan73@gmail.com

بداية يتقدم عمود نبض قلم بالتهنئة العطرة لكافة القراء الكرام بمناسبة عيد الفطر المبارك، وكل عام والجميع بخير... محور حديثنا في قضية اليوم عن المسالخ البلدية ومدى تهيئتها لاستقبال الأضاحي خلال أيام العيد.

ربما يعلّق البعض أن المسالخ موجودة منذ فترة وكان حالها كذا وكذا وما هو الجديد في موضوع هذا المقال!. في اعتقادي أن الحال قد تغيّر الآن خصوصا بعد تنبيهات وزارة البلديات الإقليمية من خطورة الذبح في الأماكن غير المهيأة نتيجة لانتقال بعض الأمراض التي باتت تهدد سلامة وصحة المواطنين. تنبيهات وتحذيرات عُرضت بطريقة جميلة من حيث وضوح المعلومة وتبيانها للمتلقي وأسلوب عرضها. ولكن السؤال هنا هل رافق ذلك تهيئة المسالخ لاستقبال الأعداد الكبيرة من الأضاحي لاسيما أن السواد الأعظم من المواطنين كان يقوم فيما سبق بالذبح في المزارع والأماكن غير المخصصة؟

نقدر جهود وزارة البلديات وما تتبعها من بلديات إقليمية في توعية المواطنين حول ما ذكر ولكن للأسف لم يرافق ذلك الارتقاء بمستوى المسالخ. وأنا أتكلم هنا عن المسالخ الموجودة في المحافظات وعن تجربة شخصية حصلت لي عندما عشت مؤخرا محنة الذبح في المسلخ البلدي التابع لإحدى ولايات محافظة الداخلية أثناء أيام عيد الفطر المبارك وبالفعل كانت تجربة صعبة ومريرة عانيت خلالها الأمرين مما حصل لي وللاخوة الموجودين وقتها... انتظار بالساعات تجاوز الخمس ساعات وعدم وجود تنظيم في توزيع الأدوار والعمل بمبدأ (يالي اعرفه اقدمه) بل الأدهى والأمر هو انعدام النظافة في المسلخ والذي من المفترض بما أنه مسلخ بلدي أول من يطبق معايير السلامة فتجد منظر المواشي المذبوحة وهي ملقاة وكأنها تعرضت لحملة إبادة ناهيك عند عدم توفر الأماكن المخصصة للانتظار بل وأصبح المكان المخصص للصلاة بمثابة مقر نوم للمتعبين والفارين من طول الانتظار... كل هذا موثق بالصور لمن أراد التأكد من قبل الجهات المعنية.

إلى هنا وكنت أحسب أن الحالة فردية والأمور طيبة في المسالخ الأخرى إلى أن علمت من خلال مواقع التواصل الاجتماعي والتحقيقات التي أجرتها بعض الصحف المحلية أن الوضع قد يكون عاماً وأن السلبيات جلها مشترك من قلة الأيدي العاملة وانعدام النظام والنظافة وهذه نتيجة متوقعة نظراً للإمكانيات المحدودة التي تعاني منها بعض المسالخ التي لم تصل إليها يد التطوير، أو التحديث، وبقيت على حالها منذ سنوات رغم تعاقب الشركات المشغلة لها وأغلبها يعمل بمبدأ “مشي حالك”. ومن الملاحظ كذلك أن الشركات التي تفوز بمناقصات التشغيل للمسالخ، ليست لديها القدرة على استيعاب الأعداد الكبيرة من المواشي التي تفد إلى المسلخ، لأسباب عدة منها قلة الأيدي العاملة بها، وغياب المعدات الحديثة التي تضمن سرعة العمل وجودته، كما أن القدرة الاستيعابية لبعض المسالخ ضعيفة للغاية وذلك لصغر مساحتها رغم ما يفد إليها من أعداد كبيرة من الأضاحي.

أعتقد أنه آن الأوان لوزارة البلديات الإقليمية لتقييم الوضع الراهن لبعض المسالخ في عدد من الولايات وليكن عيد الفطر المنقضي وما تم فيه من أحداث تخص المسالخ، بمثابة تجربة اختبار ورجع صدى لها يتم بعدها تلافي وعلاج السلبيات التي طفت على السطح وبقوة... المسالخ البلدية من المفترض أن تكون هي الملاذ الآمن لمن يرغب، فلنجعلها كذلك.