العنف يتصاعد في أمريكا

الحدث الأحد ١٠/يوليو/٢٠١٦ ٢٣:٥٦ م
العنف يتصاعد في أمريكا

ميامي – ش – وكالات
تضاف مجزرة دالاس التي راح ضحيتها شرطيون بيض استهدفهم جندي سابق انتقاما من وحشية الشرطة ازاء السود، إلى سلسلة طويلة من اعمال العنف الدموية التي تعكس بنظر خبراء تصاعدا للتطرف والتعصب في الولايات المتحدة.

الاستقطاب في أمريكا
واعتبر مركز "بوفرتي لوو سنتر" الذي يتابع الحركات العنصرية والمتطرفة في الولايات المتحدة، ان التوترات العرقية والسأم من النخب السياسية، وعدم المساواة الاقتصادية، كلها عناصر تغذي الاستقطاب في البلاد.
وكان مرتكب المجزرة ميكا جونسون الجندي السابق البالغ 25 عاما مؤيدا لمنظمات تدافع عن حقوق السود ويدعو بعضها إلى العنف. وقال جونسون للشرطة إنه كان غاضبا بعد مقتل اثنين من السود برصاص الشرطة في ولايتي مينيسوتا (شمال) ولويزيانا (جنوب).
واشار "بوفرتي لوو سنتر" إلى أن المجموعات التي يرصدها هي حركات "لإنفصاليين سود" يعارضون "الاندماج والزواج بين الأعراق، ويسعون إلى مؤسسات منفصلة، أو حتى دولة منفصلة للسود في أمريكا".
وقال مارك بوتوك، الخبير في "بوفرتي لوو سنتر" والذي كتب عن صعود هذه الجماعات في العام الفائت، إن هذه المنظمات "صغيرة جدا عموما، لكنها معادية جدا للسامية، ومعادية جدا للبيض ومعادية جدا للمثليين ايضا".
لكن هذه الحركات تختلف جدا عن مجموعات مثل "حياة السود مهمة" التي ظهرت قبل عامين إثر مقتل عدد من السود العزل برصاص عناصر شرطة بيض في معظم الأحيان.
واوضح بوتوك لوكالة فرانس برس ان هذه الحركات غير مرتبطة بالمجموعة السلمية المعروفة بإسم "حياة السود مهمة"، لكنها استفادت بطريقة غير مباشرة من شعبية هذه المجموعة.

عنف الشرطة
وأضاف "كل الغضب (...) إزاء عنف الشرطة ضد السود ساهم في صعود هذه المجموعات السوداء المتطرفة". وسارعت مجموعة "حياة السود مهمة" عبر صفحتها على فيسبوك إلى النأي بنفسها عن مجزرة دالاس الجمعة. وكتبت ان "اعتداء الأمس هو نتيجة اعمال ارتكبها قناص منفرد"، معتبرة ان "تحميل مجموعة بكاملها مسؤولية اعمال شخص واحد، هو أمر خطير وغير مسؤول".
وكان جونسون يتابع على فيسبوك مجموعات "نيو بلاك بانثر بارتي" و"نايشن اوف اسلام" و"بلاك رايدرز ليبرايشن" وكلها مدرجة بحسب "بوفرتي لوو سنتر" على لائحة المجموعات التي تدعو إلى الكراهية.
واتهمت "نيو بلاك بانثر بارتي" اليهود سابقا بالمسؤولية عن اعتداءات 11 سبتمبر، وهي تعتبر ان البيض يحضرون لإبادة جميع من هم غير بيض، بحسب ما اوضح "بوفرتي لوو سنتر". أما "نايشن أوف إسلام" فمعروفة أيضا بمعاداتها للسامية وكرهها للبيض.

عصبية شديدة
اورد "بوفرتي لوو سنتر" ان عدد المجموعات التي يرصدها عبر الانترنت وتصنف ميليشيات أو مجموعات تدعو إلى ابادة العرق الابيض، أو تابعة للنازيين الجدد، قد ازداد بنسبة 14 بالمئة بين عامي 2014 (784) و2015 (892).
وهو عدد تضاعف مقارنة بالعام 1999، عندما كان هناك 457 من تلك المجموعات في الولايات المتحدة. ويمثل كل من "كو كلوكس كلان" والجماعات السوداء الانفصالية، على التوالي، 21 و20 بالمئة من مجموع الحركات التي تدعو إلى الكراهية.
وازداد عدد المجموعات المرتبطة بـ"كو كلوكس كلان" من 72 عام 2014 إلى 190 في 2015. والعام الفائت أقدم مدافع شاب عن العرق الابيض على قتل تسعة سود داخل إحدى كنائس شارلستون في كارولاينا الجنوبية.
وارتفع عدد مجموعات الانفصاليين السود من 113 إلى 180 العام الفائت، عندما ادت اعمال وحشية ارتكبتها الشرطة إلى احياء التوتر العنصري. وذكر الرئيس الأمريكي باراك اوباما ان الرجلين الاسودين اللذين قتلا في مينيسوتا ولويزيانا لم يشكلا حالتين معزولتين، معتبرا انهما مؤشر "الى التحديات الاوسع نطاقا في نظامنا القضائي"، متحدثا بشكل خاص عن "الفوارق العرقية".
وكثيرة هي الأمثلة التي تجعل الأمريكيين في حالة من الغضب الشديد.

الخطاب العنصري
فبينما كانت البلاد الخميس تحت تأثير صدمة مقتل الرجلين الأمريكيين من اصل افريقي، اثارت جثة رجل اسود تتدلى من شجرة في اتلانتا ردود فعل كثيرة. وقالت الشرطة ان الحادث كان انتحارا. لكن السكان اعربوا عن قلقهم من مشهد ذكرهم بجرائم قتل كانت ترتكبها جماعة "كو كلوكس كلان" قبل عقود.
وقال سكوت سيمبسون الناطق باسم مؤتمر الحقوق المدنية وحقوق الإنسان إن الحملة الانتخابية الرئاسية وما تتضمنه من خطاب عنصري ومعاد للمهاجرين يعتمده المرشح الجمهوري دونالد ترامب تولدُ أيضا "بيئة يصبح التطرف فيها اكثر مقبولية". وأوضح "عندما يصبح خطاب الكراهية مهيمنا، فإنه يتيح للناس التعبير عن اراء متطرفة ما كانوا ليعبروا عنها علنا (...)"، مضيفا ان هذا "يتيح للناس استهداف المجموعات" ايضا.

*-*

حادث دالاس يلقي بظلال على زيارة أوباما لإسبانيا
مدريد – رويترز
اجتمع الرئيس الأمريكي باراك أوباما بملك إسبانيا وبالقائم بأعمال رئيس وزرائها في مدريد أمس الأحد لكن أعمال العنف التي شهدتها الولايات المتحدة طغت على رحلة كان هدفها إظهار التضامن مع أوروبا.
وهذه هي أول زيارة لأوباما إلى إسبانيا خلال رئاسته. وقال مسؤولون بالبيت الأبيض إن من المهم أن يقوم أوباما بهذه الرحلة لأن إسبانيا هي الدولة الوحيدة بين الدول الكبرى في أوروبا التي لم يزرها منذ توليه المنصب.
وكان مقررا أن يمكث أوباما يومين في إسبانيا بعد حضور قمة حلف شمال الأطلسي في وارسو خلال اليومين الماضيين. وخلال القمة تعهد الأمريكيون والإسبان وحلفاء آخرون بالوقوف متحدين أمام تهديدات من روسيا ولمواجهة تداعيات تصويت البريطانيين لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي.
لكن مقتل خمسة من الشرطة الأمريكية في دالاس على يد قناص يوم الخميس بعد قتل الشرطة مواطنين من ذوي الأصول الأفريقية في ولايتي لويزيانا ومينيسوتا دفع البيت الأبيض لاتخاذ قرار باختصار الزيارة ليوم واحد ليتسنى لأوباما الذهاب إلى دالاس.
وألغيت بالتالي خطط لجولة يزور فيها الرئيس معالم إشبيلية وللقاء مواطنين إسبان. وسيختصر الرئيس الذي وصل إسبانيا مساء أمس السبت اجتماعيه بالملك دون فيليبي والقائم بأعمال رئيس الوزراء ماريانو راخوي اليوم الأحد.
وسيلقي أوباما كذلك كلمة أمام القوات في قاعدة بحرية قبل العودة للولايات المتحدة مساء اليوم. وفي مقابلة مع صحيفة إل باييس الإسبانية أمس الأول وصف أوباما إسبانيا بأنها "شريك أوروبي لا غنى عنه."