تهديد لشرطة دالاس يعزز المخاوف الأمنية لديها

الحدث الأحد ١٠/يوليو/٢٠١٦ ٢٣:٥٥ م
تهديد لشرطة دالاس يعزز المخاوف الأمنية لديها

دالاس – ش – وكالات

سيطر الذعر على دالاس مجددا إثر تلقي المقر العام لشرطة المدينة الواقعة في جنوب الولايات المتحدة تهديدا من مجهول ورصد شخص مشبوه في احد المباني، بعد يومين من اقدام قناص على قتل خمسة شرطيين خلال تظاهرة سلمية.
وقالت الشرطة في بيان ان "دائرة شرطة دالاس تلقت تهديدا من مجهول ضد قوات الأمن في سائر انحاء المدينة واتخذت اجراءات احترازية" لتعزيز أمن عناصرها.
وافاد عناصر في الشرطة وكالة فرانس برس ان هذه الاجراءات شملت فرض طوق أمني حول المقر العام، بينما اكدت وسائل اعلام محلية ان عناصر من وحدة التدخل السريع "سوات" انتشروا حول المبنى.
لكن الشرطة نفت لاحقا على تويتر فرض طوق أمني حول المقر العام، مؤكدة انها اعلنت حال التأهب في اجراء احترازي يأتي بعد يومين من مقتل خمسة من عناصرها واصابة سبعة آخرين برصاص رجل اسود.
وبحسب صحيفة "دالاس مورنينغ نيوز" فإن الانذار صدر اثر رصد رجل يرتدي قناعا، موضحة ان "رجلا يرتدي قناعا اسود تم رصده في موقف للسيارات يقع خلف المقر العام".
وافادت وسائل اعلام انه على اثر ذلك، بدأ رجال الشرطة بتفتيش الموقف. ولاحقا، اوضحت الشرطة عبر حسابها على تويتر، انها اجرت عملية تفتيش اولى للموقف من دون ان تعثر على شيء، وان طواقم التحري ستجري عملية تفتيش ثانية على سبيل الاحتياط.
وشاهد مراسل وكالة فرانس برس العديد من عناصر الشرطة المسلحين ببنادق يسيرون دوريات في الجزء المخصص للزوار من موقف السيارات. يأتي ذلك بعد ليلة جديدة خرجت فيها مسيرات في مدن أمريكية عدة تنديدا بممارسات الشرطة العنيفة ضد السود.
ويطالب المحتجون الذين تقودهم حركة "حياة السود مهمة" بالعدالة لأمريكيين اسودين التون سترلينغ وفيلاندو كاستيل قتلا هذا الاسبوع برصاص الشرطة في لويزيانا ومينيسوتا، ونشر لقطات فيديو للحادثين اثارت صدمة في المجتمع الأمريكي.
ونفى محامي الشرطي الذي قتل فيلاندو كاستيل السبت ان يكون موكله جيرونيمو يانيز اطلق النار بدافع العنصرية، مؤكدا في المقابل ان كاستيل كان مسلحا. وقال ان ما حمل الشرطي على اطلاق النار "لا علاقة له بالعرق، بل هو على ارتباط بوجود سلاح".
وعلى اثر تواتر حوادث مقتل رجال من السود برصاص الشرطة، وبعد الحادثين الاخيرين، وقال القناص الذي قتل قبل ايام خمسة شرطيين في دالاس واسمه ميكا جونسون (25 عاما) لمفاوضيه قبل مقتله انه يريد قتل رجال شرطة من البيض انتقاما لمقتل السود.
وبات المسؤولون في دالاس متأكدين الان من ان جونسون، الجندي السابق في الجيش، تحرك بمفرده ولا علاقة له باي تنظيم أو مجموعة كما كان يخشى في البداية.
لكن مشاهد الرعب في دالاس بولاية تكساس جددت المخاوف من فصل مظلم جديد من العنصرية في أمريكا.
وطالبت حركة "حياة السود مهمة" التي قادت تظاهرات استمرت اشهرا في انحاء البلاد احتجاجا على وحشية الشرطة تجاه الأمريكيين من اصل افريقي، بوضع حد للعنف وليس التصعيد.
وتظاهر مئات الأشخاص سلميا السبت في نيويورك لليلة الثالثة على التوالي، رافعين لافتات تحمل اسمي التون سترلينغ وفيلاندو كاستيل. وشهدت مدن اخرى السبت ايضا مسيرات، بينها انديانابوليس وفيلادلفيا، حيث دعا المنظمون إلى "عطلة نهاية اسبوع من الغضب".
وليل الجمعة استخدمت الشرطة في فينيكس واريزونا رذاذ الفلفل لتفريق المتظاهرين الذين رشقوها بالحجارة. وفي روتشستر، نيويورك، القي القبض على 74 شخصا خلال اعتصام احتجاجي.
غير ان مناطق اخرى، من اتلانتا إلى هيوستن، مرورا بنيو اورلينز وديترويت وبالتيمور، جرت الاحتجاجات التي نظمت نهاية الاسبوع تنديدا بعنف الشرطة من دون حوادث.
وسعى السياسيون الأمريكيون إلى توحيد صفوف الأمريكيين بعد اسبوع من اعمال العنف. وكتبت المرشحة الديموقراطية إلى الانتخابات الرئاسية الأمريكية هيلاري كلينتون على "تويتر" ان "على الأمريكيين البيض (...) الاستماع عندما يتحدث الأمريكيون الافارقة عن العوائق التي تواجههم".
من جهته قال نيوت غينغريتش المرشح البارز لمنصب نائب الرئيس على لائحة المرشح الجمهوري للبيت الابيض دونالد ترامب "الاخطر في أمريكا هو ان تكون اسود". واضاف "احيانا من الصعب بالنسبة إلى البيض ان يفهموا ذلك. إنه خطر يومي".