نائب بلير: حرب العراق لم تكن شرعية

الحدث الأحد ١٠/يوليو/٢٠١٦ ٢٣:٥٤ م
نائب بلير: حرب العراق لم تكن شرعية

لندن – ش – وكالات
أعرب جون بريسكوت الذي كان نائبا لرئيس الوزراء البريطاني توني بلير في 2003 حين شاركت المملكة المتحدة في غزو العراق عن أسفه لتلك "الغلطة الكارثية"، مؤكدا أن الغزو "لم يكن شرعيا" وأن القرار وتداعياته ستلازمه بقية حياته.
وأدلى بريسكوت بهذا الموقف في افتتاحية نشرتها صحيفة صنداي ميرور أمس الأحد بعد أربعة أيام على صدور تقرير يدين قرار حكومة بلير المشاركة في غزو العراق.
وكتب بريسكوت الذي يشغل حاليا مقعدا في مجلس اللوردات انه "في العام 2004، قال الأمين العام للامم المتحدة كوفي أنان إن تغيير النظام كان الهدف الأول لحرب العراق وإنه كان غير شرعي. ببالغ الحزن والغضب أعتقد اليوم إنه كان محقا".
وأضاف إن "قرار دخول الحرب وتداعياته الكارثية ستلازمني بقية ايام حياتي". وأتى هذا الاعتراف بعدما وجه جون شيلكوت رئيس لجنة التحقيق البريطانية في قرار المشاركة في غزو العراق انتقادات قاسية لرئيس الوزراء الاسبق توني بلير، معتبرا ان اجتياح العراق عام 2003 حدث قبل استنفاد كل الحلول السلمية وان خطط لندن لفترة ما بعد الحرب لم تكن مناسبة.
واثر صدور التقرير قدم بلير اعتذاره عن الاخطاء المتصلة بخوض بريطانيا الحرب، لكنه دافع عن غزو العراق معتبرا انه جعل العالم "افضل واكثر امانا".
وكانت بريطانيا بررت تدخلها في العراق بوجود اسلحة للدمار الشامل. لكن بعد الاخفاق في العثور على اي من هذه الاسلحة، اصبح الهدف صدام حسين او تخليص شعب من ديكتاتور.
وكان زعيم حزب العمال جيريمي كوربن قدم الاربعاء اعتذار الحزب عن قرار خوض الحرب في العراق، معتبرا هذا القرار الذي كان صوت ضده في 2003 "قرارا كارثيا".
وفي الأثناء؛ أكدت صحيفة الديلي تلجراف أن الاستخبارت البريطانية حذرت رئيس الورزاء الأسبق توني بلير من التداعيات التي يمكن أن يسفر عنها احتلال العراق، وقدمت الاستخبارات تلك التحذيرات خلال الفترة التي سبقت غزو العراق في مارس من عام 2003.
وأشارت الصحيفة إلى تقرير بالغ السرية اطلعت عليه لجنة التحقيق في غزو العراق بقيادة السير جون تشيلكوت، إذ تضمن التقرير معلومات حول تخطيط تنظيم القاعدة لاستغلال غزو العراق في شن هجمات على بريطانيا، وتضمن تقرير الاستخبارات التحذير من وقوع وقوع الأسلحة البيولوجية والكمياوية العراقية في أيدي التنظيمات الإرهابية.
وكشف التقرير الذي أعدته لجنة الاستخبارات المشتركة التابعة لجهاز الخدمة الخارجية البريطانية (ام آي 6) في فبراير من عام 2003، أن تنظيم القاعدة والتنظيمات المتشددة الأخرى سوف تزيد من الهجمات التي تستهدف بريطانيا، وذلك مع بداية أية عمليات عسكرية في العراق.
وحدد التقرير أن القوات البريطانية في العراق والمصالح الغربية في منطقة الشرق الأوسط سوف تتعرض لهجمات من القاعدة والمنظمات الأخرى، بالإضافة إلى التخطيط لتنفيذ هجمات داخل الولايات المتحدة وبريطانيا ذاتها.
وعلى صعيد متصل؛ قال رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية في إيران، كمال خرازي: إنه "نصح رئيس الوزراء السابق توني بلير، بعدم مشاركة بريطانيا في غزو العراق، وذلك بسبب تجربة تصدي الشعب العراقي للمعتدين الأجانب".
ونقل موقع "شفق نيوز" الكردي، عن (خرازي)، تعليقه على اعتذار توني بلير بشأن مشاركة بريطانيا في غزو العراق عام 2003، قائلاً: إنه "في ذلك الوقت كنت قد حذرت رئيس الوزراء البريطاني، وقلت له إنكم لديكم في الماضي تجربة التدخل في العراق وتبعات ذلك، وتعلمون كيف يتصدى الشعب العراقي للمعتدين الأجانب، والآن أنصحكم ألا تشاركوا في هذه الحرب"، وبدأ الانتداب البريطاني على العراق في العام 1918م.
وتابع "خرازي": "لقد ابتسم توني بلير وقتها، في إشارة تدل على قرارهم القاطع بالهجوم على العراق"، مضيفًا "ثم التقيت به مرة أخرى خلال الحرب، حيث كان قد شعر بآثار العدوان على العراق، إذ قلت له مرة أخرى، اسحبوا قواتكم من المستنقع الذي صنعتموه بأيديكم، وهذه المرة بدا عليه التفكير ولكنه لم يجب، ألا أن مؤشرات الندم كانت على وجهه".
وأكمل أنه وبعد 5 سنوات من الفشل وتجربة مقاومة أهالي البصرة، والتي كانت بريطانيا قد تولت مسؤوليتها الأمنية، قررت بريطانيا الانسحاب مبكرًا من العراق، وهو قرار أثار غضب أمريكا وبوش شخصيًا".
وأشار رئيس المجلس الاستراتيجي الإيراني إلى أن نتيجة لجنة التحقيق واعتذار توني بلير اليوم، يثبتان تبعات العدوان على الدول الأخرى بالنسبة للمعتدي، حتى لو كان المعتدي هي القوى الكبرى، مضيفًا أن هذا الندم والاعتذار بمثابة وصمة عار في تاريخ الاستعمار البريطاني و يجب أن يكون درسًا لجميع المعتدين.

*-*
بريطانيا فشلت بالتخطيط لمرحلة ما بعد صدام حسين
تطرقت صحيفة "الصنداي تلغراف" في مقال نشرته بعنوان "في الواقع لا خطة كان يمكن أن تنقذ العراق بعد الحرب" إلى "استنتاج تقرير تشيلكوت أن بريطانيا فشلت في التخطيط لمرحلة ما بعد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في العراق".
وأشار كاتب المقال ديفيد بلير الى أنه "حتى لو وضعت الولايات المتحدة وبريطانيا خططا محكمة لمعالجة الأوضاع بعد سقوط صدام حسين فإن الوضع في العراق كان سيكون شبيها بما هو عليه الآن"، لافتاً الى أن "خطأ سير جون شيلكوت يكمن في افتراضه أن هناك طريقة أفضل لاحتلال العراق وبنائه لاحقا، وأن حكومة بلير لم تجد الوسيلة المناسبة لذلك لأنها لم تعط الأمر الاهتماتم الكافي".
وشدد على أنه "يرى أن احتلال قوتين غربيتين للعراق كان سيفشل في أي الأحوال، مع أن الوضع كان سيكون افضل لو ضعت بريطانيا والولايات المتحدة خطة أفضل"، واصفا "ما شهده في بغداد التي وصل إليها بعد 48 ساعة من هدم تمثال صدام، حالة الفوضى والنهب والسلب في المدينة: قصور صدام والفنادق والمدارس، حيث استولى الناهبون على كل ما استطاعوا الوصول إليه". وأضاف: "الخطأ الذي ارتكبه المحتلون يكمن في تسريحهم للجيش وتطهير النظام البيروقراطي الذي كان قائما في العراق، مما جعل بناء الدولة بالغ الصعوبة".