تقرير إخباري: جهود إسرائيلية مكثفة لإفشال قرار أممي ينفي علاقة اليهود بالأقصى

الحدث الأحد ١٠/يوليو/٢٠١٦ ٢٣:٥٠ م
تقرير إخباري:
جهود إسرائيلية مكثفة لإفشال قرار أممي ينفي علاقة اليهود بالأقصى

القدس المحتلة – نظير طه
تبذل إسرائيل جهودًا دبلوماسية مكثفة في الفترة الأخيرة، من أجل إفشال اقتراح فلسطيني أردني ينفي علاقة اليهود بالمسجد الأقصى، تم تقديمه للجنة التربية والعلوم والثقافة التابعة للأمم المتحدة (يونيسكو) ويؤكد أنه أرض فلسطينية محتلة، وأن أضرارًا جسيمة سببها اليهود له.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، اليوم الأحد، أن إسرائيل تواصل بذل جهودها واستغلال كافة علاقاتها الدبلوماسية من أجل الضغط على أعضاء اللجنة لرفض القرار. بعد الانتكاسة الأخيرة التي تلقتها الدبلوماسية الإسرائيلية خلال شهر أبريل الفائت في أعقاب اعتماد اليونسكو تسمية المسجد الأقصى وليس جبل الهيكل، واعتبار أن لا علاقة تربط اليهود بالمسجد الأقصى.
وأشارت الصحيفة إلى أن اللجنة تضم في صفوفها 21 دولة هي: أنغولا وأذربيجان وبوركينا –باسو، وكوبا وفنلندا وإندونيسيا وكرواتيا، وجمايكا وكزاخستان، والكويت ولبنان وبيرو والفيليبين وبولندا والبرتغال وكوريا الجنوبية وتونس وتركيا وتنزانيا وفيتنام وزيمبابوي.
وخلافًا لمقترحات سابقة، ينص هذا الاقتراح على العودة للوضع القائم قبل حرب الأيام الستة التي احتلت خلالها إسرائيل مدينة القدس والضفة الغربية والجولان السوري وشبه جزيرة سيناء، فيما نصت مقترحات سابقة على الإبقاء على الوضع الذي كان قائمًا قبل الانتفاضة الثانية عام 2000.
ويستعرض الاقتراح الفلسطيني الأردني الانتهاكات الإسرائيلية للمسجد وباحاته والمواجهات داخله، إضافة لاقتحامات المستوطنين، والضرر البالغ الذي تعرضت له عدة أماكن في الحرم القدسي التي تعتبر معالم تاريخية هامة، ويظهر أن إسرائيل تحتل المسجد وتنتهك جميع الأعراف والمعاهدات الدولية، ما اعتبرته الصحيفة مقدمة، في حال إقراره، لتقديم شكوى في المحكمة الدولية.
في سياق متصل واصل المستوطنون اقتحام المسجد الأقصى، أمس الأحد، تحت حراسة مشددة من شرطة الاحتلال في القدس، وغطاء من السلطات التي تقوم باعتقال وإبعاد نشطاء فلسطينيين عن المسجد الأقصى لاجتثاث محاولات التصدي لهذه الاقتحامات.
واقتحم عشرات المستوطنين المسجد الأقصى، صباح اليوم الأحد، وقاموا بجولة في الباحات مصحوبة بشرح عن ما يسمى 'جبل الهيكل' ومكان الهيكل المزعوم، والجديد هذه المرة أن أحد نشطاء اليمين الاستيطاني قام ببث فيديو مباشر للاقتحام على موقع التواصل الاجتماعي 'فيسبوك' من خلال إحدى صفحات اليمين المتطرف.
وتهدف هذه الاقتحامات، التي تزايدت وتيرتها مؤخرًا، فرض نظام جديد في الحرم القدسي يهدف إلى تقسيمه زمانيًا ومكانيًا، ليتيح للمستوطنين دخوله في أوقات معينة، كما فعلت شرطة الاحتلال خلال العشر الأواخر من شهر رمضان، إذ خالفت النظام المتعارف عليه وسمحت للمستوطنين باقتحام المسجد، ما أدى إلى اشتباكات بين المصلين والشرطة.
ونفذت قوات الاحتلال 47 حالة اعتقال في مدينة القدس المحتلة منذ بداية يوليو الجاري وأفرجت عن معظم المعتقلين بشرط الإبعاد عن المسجد الأقصى والبلدة القديمة لفترات متفاوتة، بالإضافة إلى دفع كفالات مالية، وفق ما أورده رئيس لجنة أهالي الأسرى المقدسيين أمجد أبو عصب.
وأضاف أبو عصب أن قوات الاحتلال واصلت خلال عيد الفطر حملة اعتقالاتها بالمدينة المحتلة، واعتقلت عددًا من المقدسيين، عقب اقتحام منازلهم، وأخضعتهم للتحقيق لعدة ساعات، ومن ثم أفرجت عنهم بشروط.
وأوضح أن سلطات الاحتلال تستهدف من خلال اعتقالاتها رواد المسجد الأقصى، بهدف إفراغه من المصلين وإتاحة المجال للمستوطنين المتطرفين لاقتحامه دون أي قيود.
وتوقع استمرار حملة الاعتقالات في القدس خلال الأيام المقبلة، نظرًا لأن الاحتلال يصعد من هجمته بحق المدينة، واستهدافه للأقصى.
وتابع “لقد شهدنا أن الاحتلال حاول التلاعب في موضوع العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، حيث سمح للمستوطنين باقتحام المسجد، رغم تواجد أعداد كبيرة من المصلين فيه”.
وكانت شرطة الاحتلال الإسرائيلي شكلت مؤخرًا وحدة جديدة في مركز تحقيق “القشلة” بالقدس القديمة لتنفيذ اعتقالات بحق المقدسيين، وخاصة من له علاقة بالمسجد الأقصى.