خطى وئيدة في الاتجاة الصحيح

مقالات رأي و تحليلات الأحد ١٠/يوليو/٢٠١٦ ١٩:٤٩ م
خطى وئيدة في الاتجاة الصحيح

علي العبيد
خبير تدريب

مما لا شك فيه أن البعض يسعى الى الجودة عملاً والبعض الاخر تمنياً وهذا على مستوى الافراد والجماعات بل المؤسسات أو الدول بحسبان أن الجودة صفة ايجابية لتحقيق أهداف طموحة يأمل الكل في بلوغها ولا يتأتى ذلك الا عبر خطوات ثابتة تملؤها العزيمة والاصرار وحب العمل.. ولا تتحقق هذه الجودة بالاماني والاحلام بل بالجهد والمثابرة خلال رحلة ممتدة ومشاوير وخطى وئيدة من الدراسات والبحوث العلمية.
تبدأ هذه الخطى في سن مبكرة للطفل قبل أن يشب عن الطوق تحت اشراف ومتابعة الاسرة ودورها المتنامي في هذه المرحلة العمرية وذلك بتربية النشء على حب التفوق بين أقرانهم وأترابهم في المدارس للحصول على درجات دراسية عالية وليس الاكتفاء بمعدلات النجاح العادية.. ويتم تحفيز الاطفال معنوياً أو مادياً اذا دعت الضرورة مما يدفعهم الى بذل المزيد من العطاء وحب المعرفة منذ صغرهم حتى يصبح ذلك مسلكاً طبيعياً في حياتهم اليومية.. مما يشكل لديهم قدرات فردية عالية لا تجعلهم يبذلون جهوداً مضنية قبل اسابيع من مواعيد الامتحانات الدورية أو النهائية والتي قد تفضي الى جوانب سالبة على أدائهم ونتائج تحصيلهم العلمي وعلى الاسرة مراعاة قدرات اطفالها ومواهبهم في شتى ضروب المعرفة والمهارات والتي يتم تعزيزها وتوجيهها الوجهة السليمة بقدر المستطاع وبالتعاون والمتابعة مع المختصين في المدارس والمعاهد التي توفر البيئة العلمية االحديثة من تنوع في مصادر المعرفة واكسابهم مهارات تقنية المعلومات وعلوم الحاسب الآلي وعدم التخلي عن مصادر المعرفة التقليدية من ترقية المهارات اليدوية والابداعات الذهنية من قراءة ومطالعة ومهارات رياضية وفنون وتحرير المراسلات الورقية وتحسين الخطوط في الكتابة اليدوية مما ينمي قدرات الطفل الذهنية وامكاناته الابداعية وسرعة التصرف والاتقان في اتخاذ القرارات المناسبة في الاوقات المناسبة وهكذا تتعزز في اطفالنا مهارات اساسية متينة تدعم مسيرتهم الدراسية نحو آفاق التعليم العالي والتي تتوسع فيها ميادين المنافسة العلمية بحسبان أن منتسبي هذه المراحل المتقدمة من أصحاب المهارات والمعارف والعقول المصقولة.. وهنا تأتي الفروق واضحة في الاجادة بقدر ما اكتسبه الفرد من شحنات ذهنية منذ الصغر والتي تؤدي الى الارتقاء بميوله المهنية وتنميتها عبر الانخراط في قاعات العلم وبين جدران المكتبات لسبر أغوار المعارف الدولية والاستفادة من المشاركات في ورش العمل والندوات التخصصية وتبادل الخبرات والمهارات المهنية..
وفي هذا السياق يمضي الشاب الى مسارات وميادين العمل والانتاج والخدمات العامة ليتبوأ المناصب المهمة في المؤسسات الحكومية أو المنشآت الخاصة مزوداً بالمعرفة والقدرة العالية من حسن التصرف وانجاز القرار الملائم بالسرعة والجودة الملائمة بما تقضي به متطلبات كل مرحلة من مراحل العمل.
إن سوق العمل لا يعترف إلا بالجودة والمجيدين في الخدمات أو المنتجات ولا يمكن تحقيق الجودة إلا عبر رضا عملاء المؤسسة أو المنشأة من الداخل والخارج ويقصد بذلك الكوادر البشرية العاملة في مقر العمل والزبائن المستفيدين من خدمات ومنتجات هذه الوحدات من الخارج وأحسب أن رضا الزبون الداخلي والخارجي من أهم مقومات النجاح في سوق العمل لان ذلك يعتبر معياراً ملموساً ومؤشراً عملياً على نجاح المؤسسة أو المنشأة في بلوغها مراتب عالية من الجودة والاتقان.