عمان شعب يحب قيادته

مقالات رأي و تحليلات الأحد ١٠/يوليو/٢٠١٦ ٠٠:٠٩ ص
عمان شعب يحب قيادته

د.حامد بن شظا المرجان

توجد رغبه لدى الكثيرين من ابناء المجتمع فى فهم التحولات السياسيه والاقتصاديه لدى المجتمع العمانى حيث لم تعد مجرد اهتمامات بنخب سياسيه محصوره فى دائرة محدوده. وانما اصبحت تحظى باهتمام طبقه كبيره من المجتمع تحدوه الرغبه فى فهم السياسات والبرامج الاقتصاديه وهو مما يساعده على فهم نفسه ومجتمعه وبيئته الوطنيه والاقليميه والدوليه. وتعود الرغبه فى المعرفه الى التطور الذى حصل فى المجتمع العمانى خلال الاربعين سنه الفائتة من تطور وتحديث فى مجال التعليم والمعرفه.
ان الوعى الاجتماعى باهمية مشاركه المواطنيين فى القرار السياسى ياتى من خلال المشاركه الفعاله والايجابيه لابناء هذا الوطن وهذا مانراه من تفاعل وحوار جيد للمواطنيين مع القضايا المختلفه فى السلطنه. ان مجلسي الشورى والدوله فى عمان جاءت بفضل الله تعالى و ارادة ودعم جلالة السلطان ابقاه الله، حيث وعد جلالته مواطنيه عندما تقلده الحكم فى 23 يوليو 1970 بانه سيعيد امجاد عمان ويحقق لها التطور والتقدم فى جميع المجالات وبالفعل تحقق ما وعد به جلالته حفظه الله واصبحت السلطنه من الدول المتقدمه . المتابع للشان العمانى الداخلى يعرف حق المعرفه بان حضرة صاحب الجلاله السلطان قابوس بن سعيد حفظه الله حقق ما وعد به شعبه من تطور وازدهار اذهل به المجتمع الدولى وكثير من الموسسات الاقتصاديه والسياسيه والتى كانت تعتقدبان السلطنه لا يمكن بان تتطور .
ولاجل التاكيد فإن كثير من خبراء التنميه فى الخمسينات من القرن الفائت قالوا فى ادبياتهم بان عمان من الدول التى يصعب تنميتها، للقارى بان يرجع لادبيات التنميه فى العالم الثالث اذا اراد التاكد. الجميع يعرف على سبيل المثال بان المشاكل التى تعانى منها عمان اليوم هى مشاكل تنمويه بعضها نتج عن التخطيط والتحديث مثل مشكله الباحثيين عن عمل وهى مشكله تعانى منها كثير من دول العالم بالرغم بان سياسة صاحب الجلاله التنمويه اكدت على التعميين واهميته فى الوقت الذى كانت السلطنه لاتعانى من مشكله الباحثين عن عمل. هناك مشاكل اخرى مثل الاعتماد على النفط وهو منتج يعتمد على التحولات الاقتصاديه الدوليه وما يتعلق بتقلبات الاسعار.
الخطط الخمسيه للدوله توكد دائما على تنويع مصادر الدخل واستغلال موارد الدوله فى اقامه المصانع وغيرها من المنتجات الوطنيه ولكنها لم ترق للطموح.علينا جميعا كمواطنيين بان نقتدى دائما بتوجيهات بانى عمان الحديثه ونظرته البعيده فى معالجته لقضايا المجتمع و يجب علينا تجنب الثقافه السياسيه السلبيه التى لاتخدم الوطن ولا مستقبله وان نراعى التطور التنموى العمانى بسلبياته وايجابياته. قد يسال القارى ما قصدنا بالثقافه السلبيه، بان نكون متفائلين وننظر الى قضايا مجتمعنا نظره واسعه النطاق نراعى ظروف بلدنا الاقتصاديه والسياسيه والثقافيه، اذا كان هناك قضايا او مشاكل افرزها التطور التنموى اوالحراك الاقتصادى والسياسى الاقليمى و الدولى فنحن لا نختلف عن العالم فلابد من وجود الاخطاء فى تطبيق التنمية وبالتالى لابد من وجود الحلول بدون التاويل السلبى الذى لا يخدم مصالح الوطن العليا.الدراسات التى تتحدث عن الفكر السياسى والاقتصادى للسلطان قابوس اثبتت رؤية السلطان قابوس فى كثير من القضايا الداخليه والدوليه.
وبما اننى اتحدث عن الثقافه السياسيه العمانيه ليسمح لى عزيزى القارى بان اشرح باختصار كيف ان السلطان المعظم خطط بحكمه الانتقال بعمان الى دولة القانون، كان هدف جلالته حفظه الله بناء نظام شورى ديموقراطى عمانى نابع من الجذور التاريخيه لهذا المجتمع، نظام يساعد المجتمع والدوله على اتخاذ القرارات والسياسات المناسبه التى تخدم البلد والمواطن منطلقا جلالته حفظه الله من معتقد سياسي بانه لا يمكن لاى حوار اجتماعى ان يكون فعال الا اذا تميز بقيم وتوجهات سياسيه مثل الاعتدال و هو الاعتدال فى قراراته مراعيا الظروف الاقتصاديه والسياسيه والاجتماعيه للدوله والمجتمع، والتسامح والذى هو اساس المصالحه والتعاون بين ابناء الوطن الواحد، هذا بالاظافه الى المشاركه والمعرفه للقضايا الاجتماعيه ذات الابعاد المختلفه، وهذه التوجهات تحمى المجتمع من الخوض والابتعاد عن كثير من المشاكل التى تقف عائقا نحو تقدمه وازدهاره وتساعده على النمو والتطورنحو مجتمع يسوده الامن والاستقرار والامان والتماسك الوطنى الذى نحظى به اليوم.
اذا رجعنا لادبيات الفكر السامى لجلالته نرى بان التوجهات والقيم والمبادى التى تبناه بانى نهضه عمان هى توجهات انسانيه ذات اهداف ساميه و ابعاد مختلفه لبناء مجتمع يسوده العدل والمساواه والتماسك بين ابناء الوطن الواحد وهذا ما يحسده علينا الكثيرين. النظره الثاقبه لقائد المسيره الخيره تعرف بوضوح بان الدول والمجتمعات تختلف فى معتقداتها وقيمها ومواقفها الوثيقة الصله بالسياسه، وان عناصر الثقافه السياسيه هذه تحدد بوضوح فى الدول فى اطار التاريخ والتطور الحضارى. ونحن جميعا نعرف بان الثقافه السياسيه فى عمان بفضل الفكر المتنور للسلطان قابوس تطورت بشكل ايجابى. اذا كانت الثقافه نتاج قوى تاريخيه عظيمه لكن القيم تتشكل من خلال ما يقوم به الزعماء السياسيون من اعمال مدروسه. هناك من خطط لاكثر من اربعين سنه لاجل تطوير هذا البلد المعطاء وحرص على توازن اوضاعها السياسيه والاقتصاديه من اجل رفاهية المواطن والاخذ به الى المستوى العالمى من التقدم والازدهار. لاشك بان تاثير العادات والتقاليد والاعراف وغيرها طبيعى فى المجتمعات التقليديه حيث لا يمكن لاى مجتمع مهما تطور بان يبتعد عن تراثه وثقافته ولكن يجب ان لا تكون هذه التقاليد والاعراف على حساب مصالح الوطن العليا اى يجب علينا جميعا بان نضع مصلحة عمان فوق كل اعتبار، مايحدث فى محيطنا الاقليمى من دمار بسبب الثقافه السياسيه السلبيه لبعض الشعوب يجعلنا نشكر المولى عزوجل على ما اعطاه عمان من امن واستقرار بفضل حكمة قيادتنا الحكيمه.ان الاعتدال فى المواقف يودى الى ردم فجوات الثقافه السلبيه ومن خلال هذا التماسك تبرز ثقافه تتصف بالاعتدال والتكيف وهذا ما نطمح اليه فى موسساتنا مجتمعنا المدنى وفى شبابنا وابناء المجتمع كافه خاصه عندما نناقش قضايا التنميه والاقتصاد فى وسائل اعلامنا او فى تواصلنا من خلال الاعلام الاجتماعى الفيس بوك والتويتر وغيرها من وسائل الاعلام الحديثه.

باحث ومستشار تنموى