باريس- هدى الزين
يعيش المسلمون في فرنسا طقوس احتفالية تعبر عن تقاليد وعادات بلادهم الأصلية من أجواء الفرح والبهجة بعد شهر من الصيام يمتد فيه النهار حتى العاشرة مساءً ورغم ظروف الإرهاب التي يعيشها العالم اليوم والأجواء الأمنية فالمسلمون يجمعهم العيد ويوحدهم بروح التكاتف والتسامح والمحبة ويحاولون تبديد الصورة القاتمة المشوهة للإسلام من خلال التعامل مع المجتمع المحيط بأسلوب حضاري وراقٍ يجسد قيم الإسلام وفضائله.
ما يزيد على خمسة ملايين مسلم في فرنسا ينتظرون صدور بيان من مسجد باريس الكبير عبر الإذاعات العربية ومحطات التلفزيون العربية والفرنسية عيد الفطر المبارك حيث يصدر عميد مسجد باريس د. دليل أبو بكر بيان المسجد معلناً للمسلمين انتهاء شهر رمضان المبارك وبدء عيد الفطر ومهنئاً الأمة الإسلامية بهذه المناسبة.
صلاة العيد الفطر
وتجمع صلاة العيد المسلمين بمختلف ألوانهم وجنسياتهم في المساجد وتشهد أول أيام العيد ازدحاماً كبيراً في المساجد وخصوصاً الكبرى وتضطر إدارة مسجد باريس على فرش الحصر والسجاجيد في الساحة التي تواجه المسجد لتتيح لأكبر عدد من المسلمين القيام بصلاة العيد،
حيث يؤم هذه الساحة الفقراء لأخذ نصيبهم من العيدية من الموجودين في صلاة العيد
ويتميز المغاربة والأفارقة بارتداء الزي الوطني لبلادهم مثل الجلابية الشعبية خصوصاً في صلاة العيد ومنهم من يفضل ارتدائها كل أيام العيد في إعادة الذكرى الجميلة للوطن البعيد.
بأي حال عدت يا عيد
ويأتي عيد الفطر هذا العام وأحوال المسلمين في وضع مؤلم وصعب على مستوى العالم والذي يمر على الإسلام بفترة حساسة بالنظر إلى تزايد حدة الهجمات الشرسة التي يتعرض لها المسلمون من خلال الإرهاب، إضافة إلى الحروب الضارية المشتعلة في سوريا والعراق واليمن وليبيا وتزايد حدة الهجمة الشرسة التي يتعرض لها المسلمون من قبل الغرب وخصوصاً من الأحزاب اليمينية المتطرفة لذلك يركز خطباء المساجد على نبذ الإرهاب والتطرف وعلى التلاحم والتعاضد بين المسلمين والعمل على اتخاذ السلوك القويم وإنتاج تعاليم الإسلام وقيمه الإنسانية القائمة على التعاون والتسامح والأخلاق الحميدة.
ورغم كل الآلم فإن للعيد بهجته بعد شهر من الصيام حيث تكتسي مظاهر الفرح والبهجة من خلال تبادل التهاني والزيارات بين الجيران والأصدقاء والأهل.
كما تمتلأ وسائل الاتصال الاجتماعي برسائل التهنئة عبر البلدان والأقطار بأجمل التهاني والكلمات المعبرة وصور الحلوى في عيد الفطر.
وتشهد البقالات العربية والتركية إقبالاً كبيراً على الحلويات والخبز المحلى بالسمسم وحبة البركة للضيافة والتمتع بأطايب الحلوى المشهورة في بلدانهم، والحلوى هي أساس الضيافة في البيوت العربية أيام عيد الفطر فنجد من الحلوى المغربية كعب غزال والفقاص وغريبة الكاوكاو
أو الزنجلان والبريوات والكعك المنقوش وبليغات باللوز.
أما في تونس، فنجد مختلف أشكال الحلوى تباع في محلات الحلويات والبقالات أو تصنعها ربات البيوت التونسيات مثل «محكوكة» و»رخايمية» و»رفيسة» و»جاوية» و»قطايف» وغيره وتمتلأ المحلات اللبنانية والسورية والتركية بحلويات العيد حيث تتصدر صواني أقراص التمر والغريبية والمعمول إضافة للكنافة والبقلاوة وزنود الست وغيرها.
عادات وتقاليد أهل المغرب
في المهجر تستقبل النساء المغربيات العيد ببيوت نظيفة حيث يعكفن في اليومين الأخيرين من رمضان على تنظيف منازلهن وشراء مستلزمات تحضير حلويات العيد، ليتم تزيين مائدة الفطور بها في أول أيام كسر الصيام.
وبعد أن ينتهين من ترتيب منزلهن، وتحضير حلويات وفطائر العيد-المسمن والبغرير-، يلتفتن لزينتهن حيث يقبلن على نقش الحناء على أيديهن وأرجلهن بأشكال هندسية جميلة مستوحاة من بيئات مختلفة إذ تعتبر الحناء رمزاً للأفراح في حياة المغاربة، ولا يمكن أن تمر مناسبة دينية أو حفل زفاف أو مولد أو ختان، دون أن يكون للحناء موقع خاص فيه، وتعتبرها الفتيات جالبة لفرص الزواج أما أطفال المهجر فهم يملؤون مدن الملاهي والحدائق والساحات العامة التي نصبت فيها الألعاب يتمتعون بالملابس الجديدة واللهو البريء في زمن هجر الفرح والعيد أطفال البلدان العربية التي تشهد اشرس الحروب والنزاعات والحروب.