طيارون أمريكيون: روسيا ليست حاليا عقبة ولا شريكا في مكافحة تنظيم داعش

الحدث السبت ٠٩/يوليو/٢٠١٦ ٢٢:٢٤ م
طيارون أمريكيون: روسيا ليست حاليا عقبة ولا شريكا في مكافحة تنظيم داعش

واشنطن – ش – وكالات
يقول الضباط والطيارون الأمريكيون المشاركون في مكافحة تنظيم داعش على متن حاملة الطائرات "ايزنهاور" إن روسيا قد لا تكون عقبة غير انها ليست بالتاكيد شريكا في الوقت الحاضر في سوريا.
واعلن الكرملين الاربعاء ان الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي باراك أوباما ابديا استعدادهما خلال مكالمة هاتفية لـ"تكثيف" التعاون العسكري بين البلدين.
وقال الكابتن بول سبيديرو قائد حاملة الطائرة "ايزنهاور" التي حلت في يونيو محل حاملة الطائرات "ترومان" لتكون منطلقا لمهمات ضد تنظيم داعش، انه ان كان ذلك موقف اوباما فـ"هو لم يبلغني به"، وأضاف "أنا شخصيا لم تعامل بتاتا مع الروس".
من جهته قال الاميرال جيسي ويلسون قائد المجموعة البحرية العاشرة التي تشكل "ايزنهاور" القطعة الرئيسية فيها إن "التنسيق حول الأهداف المحددة والتنسيق في العمليات يتم ضمن هيئات الإركان على مستوى اعلى".
أما على الارض، فان التعايش لا يكون بسيطا على الدوام. فالولايات المتحدة تتهم بانتظام الطيران الروسي بالقيام باعمال استفزاز حيال قواتها المسلحة ولا سيما سفنها الحربية.
وفي 3 يوليو اتهم الجيش الأمريكي الفرقاطة الروسية "ياروسلاف مودري" بـ"قلة المهنية" بعدما اقتربت بشكل كبير من طراد أمريكي تابع لمجموعة "ايزنهاور" في شرق البحر المتوسط.
وقبل اسبوعين من ذلك تبادل الروس والأمريكيون الاتهامات بالقيام بتحركات خطيرة في المنطقة نفسها حين اقتربت "ياروسلاف مودري" ايضا من سفينة حربية تابعة لمجموعة "ترومان" في حينه، فوصلت الى مسافة 70 مترا منها بحسب الروس و290 مترا بحسب الأمريكيين.
وقال الاميرال ويلسون مخففا من ابعاد الحادثين "اننا هنا في المياه الدولية، ومن حقهم مثلنا تماما ان يكونوا هنا"، مشيرا الى ان الطرفين ملتزمان بالاتفاقات الرامية الى ضمان الامن ولو ان البعض يتصرف "بين الحين والاخر" بطريقة "غير مهنية".
وقال "هذا ما لاحظناه مؤخرا، وابلغنا به، ولم يتكرر الامر بعد ذلك". وتتوجه حاملة الطائرات "ايزنهاور" حاليا الى مياه الخليج بعدما قضت اربعة اسابيع في البحر المتوسط.
كما تطرح المسالة ذاتها بالنسبة للطيارين الذين ينفذون مهمات ضد تنظيم داعش في سوريا، حيث يخوض الطيران الروسي حملة قصف دعما لقوات نظام الرئيس بشار الاسد.
وقال الاميرال ويلسون "ان طائراتنا غالبا ما تتقاسم المجال الجوي ذاته، وبالتالي نحرص على التنسيق فيما بيننا. والمسالة تجري بشكل جيد جدا. بامكاننا رصد طائرات روسية حين تقوم بعمليات بالقرب منا، ويمكننا التواصل ومنع حصول تصادم".
وقال اللفتنانت جيسون سايمون مسؤول احدى السريات التسع على متن المجموعة البحرية "نتلقى معلومات وتقارير حول العمليات الجارية، ونفهم كيف يعمل كل طرف".
واضاف "ليس علينا ان نخشى احتمال حصول اخطاء، فنحن لا نرى بعضنا اطلاقا والامور تسير على افضل حال". وراى ان المخاطر الرئيسية المرتبطة بهذه المهمات ضد عدو لا يملك اسلحة متطورة مضادة للطائرات تبقى داخلية، مثل امكانية حصول خلل فني كبير يرغم الطيار على قذف نفسه في منطقة معادية، وكذلك الهبوط على متن السفينة عند العودة، وهو ما وصفه بانه "من الامور التي تثير اكبر قدر من الخوف" وخصوصا حين تجري ليلا بعد مهمة منهكة استمرت سبع ساعات.
وقال الكابتن سبيديرو ان وتيرة المهمات عادت وارتفعت الى حوالى 12 طلعة في اليوم تتركز بصورة رئيسية فوق العراق، بمستوى ما كانت عليه الحملات الجوية في افغانستان خلال السنوات الـ15 الاخيرة.
وكثافة الغارات الجوية المقترنة بتنظيم افضل للقوات العراقية على الارض، اتاحت التصدي لتنظيم داعش واستعادة اراض منه في العراق. غير انها لم تات بنتائج بعد على ما يبدو في سوريا، ما حمل على البحث في اقامة تنسيق افضل مع روسيا في هذا البلد.
لكن هذا يفترض التوافق على الاهداف، اي بصورة رئيسية تحديد ملامح سوريا ما بعد النزاع، وكذلك على الوسائل، اذ انتقدت الولايات المتحدة بانتظام القصف الروسي وعواقبه بالنسبة للمدنيين.
واكد الاميرال ويلسون ان الغارات الأمريكية تسعى الى "ابقاء حصيلة الضحايا المدنيين بمستوى الصفر"، مشددا على التواصل مع الشركاء على الارض ودقة الذخائر المستخدمة، في نزاع لا يوجد فيه خط جبهة واضحا.
وحين سئل الاميرال عما اذا كان من الممكن في هذه الظروف التعاون مع طيران روسي لم يبد الحرص ذاته، اجاب "هذا يتحدد على مستوى اعلى".