التقشف يدفع جوبا لإلغاء احتفالات عيد الاستقلال

الحدث السبت ٠٩/يوليو/٢٠١٦ ٢٢:٢١ م

جوبا – ش – وكالات
لأسبابٍ أمنية، وأخرى اقتصادية، وبهدفِ التقشف، جمهورية جنوب السودان، تلغي الاحتفالات بعيد الاستقلال لهذا العام، ويتزامنُ ذلك مع قتل خمسة من جنود القوات الموالية لرئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت باشتباك في جوبا مع القوات المتمردة سابقاً الموالية لرياك مشار نائب الرئيس، والتي عادت إلى العاصمة بموجب اتفاق سلام هش.
وقال نيارجي رومان الناطق باسم مشار: «حصل اشتباك بين قواتنا وقوات الجيش الشعبي»، مؤكداً معلومات نشرتها وسائل إعلام. وأضاف رومان: «حصل الاشتباك في حي غوديل أثناء عودة عربتين من وحدة الحماية التابعة لنا من مكتب نائب الرئيس إلى المدينة».
وقال إن الظروف والأسباب الدقيقة للاشتباك لم تعرف بعد، مضيفاً: «قتل وفق معلوماتنا خمسة من جنود الجيش الشعبي لتحرير جنوب السودان وأصيب اثنان من مقاتلينا».
ورداً على أسئلة بعض وسائل الاعلام، أكد وزير الدفاع كيول مانيانغ حصول الاشتباك وحصيلة القتلى. وأكد الحصيلة كذلك ناطق باسم الجيش الشعبي. وكان الوضع هادئاً أمس، والحركة عادية في العاصمة، وفق مراسلين.
وقال الناطق باسم مشار: «أريد أن أقول للناس إن لا داعي للخوف. الوضع هادئ الآن وقادة الطرفين أمروا القوات بالبقاء في ثكناتها»، مشيراً إلى فتح تحقيق.
ويثير الحادث المخاوف من انهيار عملية السلام الهشة في جنوب السودان في الذكرى الخامسة لاستقلاله التي تصادف السبت. وقررت الحكومة عدم تنظيم احتفالات، في حين تعاني البلاد من أزمة اقتصادية عميقة بعد حرب اهلية استمرت سنتين وأوقعت عشرات الآلاف من القتلى.
وعاد مشار إلى جوبا في أبريل الفائت، تطبيقاً لاتفاق سلام موقع في آب (أغسطس) 2015 وشكل مع سلفاكير حكومة وحدة وطنية، ولكن المعارك استمرت على الأرض. وبموجب الاتفاق، تتمركز وحدة من المتمردين السابقين تضم 1370 جندياً وشرطياً في جوبا لحماية مشار. ويؤكد الجيش الشعبي انه لم يبق في جوبا سوى 3420 جندياً.
وفي ذكرى مرور خمس سنوات على استقلال جنوب السودان، ليس هناك ما يستحق الاحتفال بالمناسبة. واتفاق السلام الذي يفترض ان ينهي الحرب الأهلية المدمرة لا يزال هشاً والبلاد على شفا المجاعة. وقتل عشرات الآلاف معظمهم من المدنيين منذ نهاية 2013 واندلاع الحرب الأهلية التي اجتاحت الدولة الفتية ودمرت اقتصادها، ما دفع الحكومة إلى إلغاء الاحتفال للمرة الأولى.
وبعد الحرب الأهلية الأولى (1983- 2005)، حصل جنوب السودان على استقلاله من الخرطوم في 9 تموز (يوليو) 2011 إثر استفتاء. وبعد سنتين أي في نهاية 2013، اندلعت حرب أهلية في الدولة الوليدة. وانفجر النزاع داخل الجيش الذي يشهد انقسامات سياسية واتنية يغذيها التنافس بين الرئيس سلفاكير ونائبه رياك مشار.