بغداد – ش – وكالات
دعا محافظ بغداد، علي التميمي، أمس السبت، إلى تدخل دولي لكشف ملابسات تفجير الكرادة، وسط بغداد، والذي تسبب بمقتل وإصابة مئات العراقيين، الأحد الماضي، فيما اعتبر سياسيون أن دخول خبراء دوليين للتحقيق بالتفجير، سيبيّن الحقائق بعيداً عن الضغوط الحكومية والسياسية.
وشدد التميمي، على ضرورة الاستعانة بالخبرات الدولية لمعرفة الأسباب الحقيقية التي تقف وراء التفجير، مطالباً في بيان، رئيس الوزراء، حيدر العبادي، بالإسراع بإشراك خبراء من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في التحقيق، لكشف ملابسات التفجير.
كما دعا الاتحاد الأوروبي، ومنظمة العدل الدولية، ومنظمات حقوق الإنسان الدولية، إلى إرسال خبرائهم إلى العراق، محذراً من خطورة تكرار التفجيرات المماثلة، في بقية أحياء العاصمة العراقية، إذا لم تتغير الخطط الأمنية.
وطالب محافظ بغداد أيضاً، بتكثيف الجهد الاستخباري لحماية مداخل العاصمة، موضحاً أن تنظيم “داعش” يطور خططه، مقابل جمود خطط الأجهزة الأمنية العراقية، التي تضم عددا كبيرا من الضباط الفاشلين.
وفي الأثناء؛ طالب نشطاء عراقيون وإعلاميون بفتح تحقيق دولي في تفجيرات منطقة الكرادة الدامية في بغداد والتي راح ضحيتها نحو 300 قتيل وعشرات الجرحى. وأطلق النشطاء والإعلاميون هاشتاغ #تحقيق_دولي_للكرادة، مرفقا بصور ومقاطع فيديو للحظات الانفجار الأولى وشهادات وتحليلات مختلفة حول طبيعة الانفجار والمواد المستعملة فيه.
من جهته تبنى موقع Change.org، التغيير الأمريكي حملة لجمع التوقيعات اللازمة لتقديم عريضة للمطالبة بتشكيل لجنة تحقيق دولية من قبل الأمم المتحدة للتوصل إلى أسباب هذا الدمار الهائل وغير المسبوق الذي خلفه التفجير.
وفي الأثناء؛ قال عضو تحالف القوى العراقية، محمد المشهداني، يوم أمس السبت، إن تفجير الكرادة، هو الأعنف في العراق منذ احتلاله عام 2003، مشيرا خلال حديثه لـ “العربي الجديد” اللندنية، إلى وجود غموض كبير في أسبابه.
وتساءل المشهداني “كيف لسيارة مفخخة صغيرة أن تحدث هذا الدمار الكبير الذي تسبب بمقتل وإصابة نحو 500 عراقي؟”، مؤكداً أن “السماح بدخول خبراء دوليين للتحقيق بالتفجير، سيبين الحقائق، ويكشف الكثير من الملابسات بعيداً عن الضغوط الحكومية والسياسية".
بدوره، شدد العبادي، على ضرورة القضاء على الفساد في وزارة الداخلية، مطالباً خلال اجتماعه بمسؤولين أمنيين الليلة الماضية، الوزارة بـ”تكثيف جهودها للكشف عن المجرمين والقضاء على الخلايا الإرهابية النائمة، واتخاذ إجراءات السلامة والأمان في الأسواق والمباني”. ورأى أن “اعتداء الكرادة جاء كردة فعل على الانتصار الذي تحقق في مدينة الفلوجة”، لافتاً إلى “وجود بعض المتاجرين بدماء العراقيين من أجل تحقيق مصالح سياسية”.
وعلى صعيد متصل؛ أقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ثلاثة مسؤولين امنيين في بغداد من مناصبهم بعد اعتداء في الكرادة أوقع 292 قتيلا الاحد الفائت وبعد ساعات على هجوم جديد اودى بحياة 40 شخصا وتبناهما تنظيم داعش.
كما اعلن العبادي قبول استقالة وزير الداخلية محمد الغبان الذي قدم استقالته اثر الاعتداء الانتحاري الذي وقع الاحد بحافلة ركاب صغيرة مفخخة في حي الكرادة المكتظ.
وتبنى اعتداء الكرادة الذي ادى ايضا الى اضرار هائلة، تنظيم داعش الذي ما زال قادرا على الضرب بهجمات انتحارية تؤدي الى سقوط اعداد كبيرة من التقلى، رغم الهزائم التي لحقت به.
وقع اعتداء الكرادة الذي يعد احد الهجمات الاكثر دموية منذ الغزو الأمريكي للعراق (2003-2011)، اثناء تسوق العراقيين قبل عيد الفطر. وقال مكتب رئيس الحكومة في بيان ان "رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي اصدر الجمعة امرا باعفاء قائد عمليات بغداد من منصبه، واعفاء مسؤولي الامن والاستخبارات في بغداد من مناصبهم". وقائد عمليات بغداد هو الفريق عبد الامير الشمري.
واوضح مصدر مقرب من العبادي ان المسؤولين الاخرين اللذين تم اعفاؤهما، هما رئيس استخبارات بغداد في وزارة الداخلية، والمسؤول عن أمن العاصمة في مكتب مستشار الامن الوطني. وجاء قرار رئيس الوزراء بعد ايام على تقديم وزير الداخلية محمد الغبان استقالته التي اعلن العبادي الجمعة انه قبلها في الحال.
*-*
أربيل تؤكد دعمها لبغداد في الحرب ضد "داعش"
أكدت رئاسة إقليم كردستان العراق، دعمها للحكومة العراقية في الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي، وأدانت الهجوم الذي استهدف مرقد “السيد محمد” إبن الإمام علي الهادي في قضاء “بلد” جنوبي محافظة صلاح الدين شمالي العراق والذي أسفر عن مقتل وإصابة 80 عراقيا. وأعربت عن استعدادها التام للتنسيق المستمر مع بغداد في الحرب ضد الإرهابيين، وقالت: “إن الجانبين يقفان في جبهة واحدة مشتركة ضد الإرهاب، وأن أربيل تقف دائماً موقف التضامن والتعاطف مع ضحايا العمليات الإرهابية في مدن العراق”.
ووصفت رئاسة كردستان، في بيان صحفي التفجير الانتحاري، الذي استهدف المرقد بأنه “جريمة إرهابية وحشية” أدت إلى استشهاد وجرح عشرات المواطنين، معربة عن التعازى لذوي شهداء المجزرة وتمنت الشفاء للجرحى. وأضافت: “إن الهجمات الإرهابية التى تستهدف الأماكن والمزارات والمراقد تدُّل على مدى الانحدار الأخلاقي للإرهابين الذين هم أعداء الله والإنسانية، وهم أعداء مشتركون لجميع المكونات الدينية والقومية”.
وعلى صعيد متصل؛ كشفت قيادة عمليات بغداد، أمس السبت، عن ضبط نحو 500 صاروخ محلي الصنع وتدمير 5مضافات ومعامل تفخيخ في مناطق متفرقة في بغداد. وقالت القيادة في بيان ان "امرية الهندسة العسكرية فرقة 14 تمكنت من معالجة 31 عبوه ناسفة، وتطهير طريق بطول 100 متر ضمن قاطع الفلوجة". واضافت ان قوة من فوج المغاوير الفرقة الاولى للتدخل سريع، تمكنت من تنفيذ واجب ضمن منطقة حي الضباط الثانية حيث تم العثور علة ورشة لتصليح الاسلحة، ومعمل لتصنيع العبوات الناسفة ومعملين لتصنيع الصواريخ وضبط 497 صاروخا محلي الصنع ، و156 عبوة ناسفة و120 صمام تفجير و53 هيكل رشاشة و35 قنبرة هاون و10 قاذفات RBG7 والعثور على سجن لحجز الاشخاص ضمن قاطع الفلوجة.