طرابلس – عواصم – ش – وكالات
فور الإعلان عن تشكيل حكومة وفاق وطني في ليبيا يوم أمس الثلاثاء، أخذت عدد من الدول في طرح مسألة مواجهة تنظيم داعش في تلك البلاد، حيث قال وزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي، باولو جينتيلوني، أمس إن بلاده «مستعدة للتعاون في أي عملية عسكرية في ليبيا إذا ما لزم الأمر»، فيما بحث وزير الخارجية المصري سامح شكري في القاهرة مع نظيره الليبي محمد الدايري الأوضاع في ليبيا وكيفية تجاوز الأزمة الأمنية والسياسية هناك، إضافة إلى جهود تشكيل حكومة الوفاق الوطني، مؤكداً على دعم القاهرة للحكومة الليبية الجديدة في مواجهة داعش.
برلين وعلى لسان وزيرة الدفاع الألمانية أورسلا فون دير ليين حذرت من خطورة المكاسب الميدانية التي حققها المتشددون في ليبيا، وقالت إنها تمثل تهديدا جديدا لأوروبا، خاصة فيما يتعلق بتدفق موجة جديدة من اللاجئين، مشيرة إلى أنها لا تستبعد نشر قوات ألمانية في ليبيا.
كل هذه المؤشرات تأتي في ضوء الإعلان عن حكومة الوفاق الوطني الليبية التي تشكلت بموجب الاتفاق الذي وقع الشهر الفائت برعاية الأمم المتحدة في المغرب، فيما حض المبعوث الأممي البرلمان المعترف به دوليا على منحها الثقة سريعا.
وحكومة الوفاق التي سيرأسها رجل الأعمال فايز السراج ستضم 32 وزارة كما أعلن المجلس الرئاسي لهذه المؤسسة على صفحته على فيسبوك. وكان يفترض بموجب الاتفاق الموقع في المغرب أن يشكل المجلس الرئاسي الحكومة الأحد لكن الأمر أرجئ 48 ساعة.
ووقع في مدينة الصخيرات المغربية في ديسمبر أعضاء في برلماني السلطتين اللتين تتنازعان الحكم في ليبيا منذ عام ونصف عام، اتفاقا سياسيا ينص على تشكيل حكومة وفاق وطني لكن لم يقره المجلس المعترف به دوليا في شرق البلاد أو مجلس طرابلس (المؤتمر الوطني العام).
ولكي يمكن لهذه الحكومة أن تباشر مهامها يجب أن تنال ثقة البرلمان المعترف به بغالبية الثلثين في غضون أسبوعين ويومين. وتشهد ليبيا منذ عام ونصف عام نزاعا مسلحا على الحكم بين سلطتين، حكومة وبرلمان يعترف بهما المجتمع الدولي في شرق البلاد، وحكومة وبرلمان موازيان يديران العاصمة طرابلس بمساندة تحالف جماعات مسلحة تحت مسمى «فجر ليبيا» ولا يحظيان باعتراف المجتمع الدولي.
وقد حض المجتمع الدولي باستمرار على تشكيل حكومة الوفاق في ليبيا على أمل توحيد سلطات البلاد من أجل إرساء الاستقرار في هذا البلد في مواجهة الخطر الإرهابي المتصاعد فيه.
ويسعى تنظيم داعش الذي يسيطر على مدينة سرت (450 كلم شرق طرابلس) للتمدد وتوسيع نفوذه في المناطق المحيطة بها والغنية بآبار النفط. وقد تبنى في مطلع الشهر اعتداءين داميين أوقعا أكثر من 56 قتيلا، وشن هجمات استهدفت مناطق نفطية في شمال البلاد التي تضم أكبر احتياطي نفطي في أفريقيا يقدر بحوالي 48 بليون برميل.
ويستفيد تنظيم داعش في سوريا كما في العراق من تهريب النفط كأبرز مصدر تمويل له، والمجموعة الدولية قلقة من تزايد نفوذ المتطرفين في ليبيا حيث لتنظيم داعش في هذا البلد نحو ثلاثة آلاف مقاتل بحسب باريس.