بعد التحاقها بجيش الاحتلال الإسرائيلي القاهرة تسقط الجنسية عن "دينا المصري"

الحدث الخميس ٢١/يناير/٢٠١٦ ٠٠:٤٥ ص
بعد التحاقها بجيش الاحتلال الإسرائيلي
القاهرة تسقط الجنسية عن "دينا المصري"

القاهرة- خالد البحيري

انشغلت وسائل الإعلام المصرية ووسائل التواصل الاجتماعي بقضية الفتاة، دينا محمد المصري أو دينا عوفاديا التي انضمت للخدمة في جيش الاحتلال الإسرائيلي، وقرار رئيس الوزراء المصري، المهندس شريف إسماعيل إسقاط الجنسية المصرية عنها، حسبما جاء في الجريدة الرسمية وجاء نصه: "بعد الإطلاع على الدستور، وعلى قانون الجنسية المصرية الصادر بقانون رقم 26 لسنة 1975، أصدر مجلس الوزراء برئاسة المهندس شريف إسماعيل، قرارًا بإسقاط الجنسية المصرية عن دينا محمد علي المصري، لالتحاقها بالخدمة العسكرية بدولة أجنبية دون ترخيص سابق من وزير الدفاع والإنتاج الحربي.
صدر القرار يوم الأحد الفائت والذي يحمل رقم واحد لسنة 2016، ويبدأ العمل به اعتبارًا من اليوم التالي لتاريخ نشره".
"الشبيبة" في هذا التقرير تتقصى قصة "عوفاديا" من الإسكندرية على ضفاف البحر المتوسط (200 كيلو متر شمال القاهرة) إلى تل أبيب، فقد ولدت دينا لعائلة يهودية لم تخرج من مصر كما خرجت عائلات كثيرة مع بداية الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، وتأسيس ما يسمى بـ "دولة إسرائيل"، ويبدو أن السلطات المصرية، منحت الفتاة وأسرتها أسما يبدو إسلاميا رغم أن اسمها الحقيقي هو رولان عبد الله، فتم تسميتها دينا محمد عبد الله المصري، حتى لا تتعرض العائلة لأية مضايقات من جانب السكان أو المتعاملين معها في المؤسسات والمصالح الحكومية.
لكن قبل نحو 10 سنوات هاجرت أسرة دينا من الإسكندرية إلى تل أبيب عن طريق رحلة توقفت أولا في اسطنبول، وهناك أكملت دراستها في مدرسة ثانوية بتل أبيب، ثم التحقت بالخدمة الإلزامية بجيش الاحتلال ضمن مكتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية، وتقوم بمهمة نشر الأخبار عن الجيش عبر وسائل التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر ويوتيوب، كما التحقت شقيقتها بالخدمة في نفس المكتب بينما يخدم شقيقها في سلاح الطيران الإسرائيلي أيضا، إلا أن القرار بإسقاط الجنسية لم يشمل الأخيرين.

مظلومية تاريخية
وكجزء من الشخصية اليهودية التي تستدر العطف عن طريق الترويج الدائم لفكرة "المظلومية" نشر موقع الجيش الإسرائيلي قصة الفتاة المصرية خلال احتفالات عيد الفصح اليهودي وهو ذكرى خروج اليهود من مصر، وزعم الموقع (اطلعت "الشبيبة" على النسخة الإنجليزية منه وترجمتها بالعربية على الانترنت) أن دينا وعائلتها لم يتلقوا الحماية الكافية من السلطات المصرية، وأن الفتاة الصغيرة ابنت الـ15 عاما آنذاك كانت في طريقها للبحث عن هويتها ولا تعلم عن يهوديتها شيء، كما أنها غير مسلمة، ولا يسمح لها بالذهاب للصلاة في المسجد القريب من بيتها وتضطر في شهر رمضان لأن تصوم سرا دون علم عائلتها.
وزعم الموقع أن مضايقات حدثت للفتاة في المدرسة التي كانت تحفظ ضمن موادها القرآن الكريم فاضطرت عائلتها إلى نقلها إلى مدرسة مسيحية خاصة، وهناك شعرت بالارتياح أكثر، وتصورت أنها من عائلة مسيحية علمانية.

لحظة فارقة
وعلى لسان دينا قال الموقع الإسرائيلي: إن خمسة ملثمين ينتمون للتيار السلفي المتشدد في مصر اقتحموا منزلهم وحطموا محتوياته، وصرخوا فيهم "عيلة يهودية" وطالبوهم بالرحيل عن مصر في أقرب فرصة وإلا تم خطف أطفالهم والتنكيل بهم- هكذا زعمت دينا ولا يمكن التأكد من صدقية روايتها من عدمه لأنه لم تتقدم عائلتها ببلاغ للسلطات المصرية للتحقيق في الواقعة-.
وأضافت: بقينا رهن الاحتجاز في منزلنا قرابة شهر لا نخرج منه أبدا ولا نذهب لمدارسنا، وعندما تعبت نفسيتي سمحت لي أمي بزيارة صديقتي المسلمة إلا أنها أغلقت الباب في وجهي وهنا أيقنت أن مصر كلها أغلقت الباب في وجهي وكان قرار الرحيل إلى تل أبيب حتيما –بحسب زعمها- والطريق إليها قريبا جدا.
وتابعت: في إسرائيل تم استقبالنا بكل حفاوة من قبل عمي وأحد الحاخامات، والتحقت بالدراسة في مدرسة دينية بتل أبيب ومنها إلى الجيش الإسرائيلي.
وعلق موقع الجيش الإسرائيلي على رواية دينا وقصتها بالقول: منذ مئات السنين وقصة اضطهاد اليهود مستمرة وخروجهم إلى القدس مستمرا، لكن هذه هي قصة القرن الحادي والعشرين، وبطلتها الآن تعيش في أمان وتخدم بلادها، وتتعمق هويتها اليهودية والإسرائيلية أكثر من أي وقت مضى.

*-*

وسائل الإعلام المصرية تهاجم "دينا" وتتهمها بالعمالة

رغم أن دينا تخدم في الجيش الإسرائيلي منذ عامين تقريبا إلا أن وسائل الإعلام المصري لم تنتبه للأمر إلا بعد صدور قرار سقوط الجنسية عنها، وخرجت برامج التوك شو تتهمها بالعمالة والخيانة، وتطالب برأسها، وتؤكد أنها جلبت العار لكل المصريين، ويبدو أنه لم يصل إلى علمهم أنها من عائلة يهودية، وأن اسمها الإسلامي هو اسم حركي اقتضته الظروف والإجراءات الأمنية.
وقال الإعلامي أحمد موسى: إن "دينا" من مدينة الإسكندرية وأصبح اسمها الجديد "فادية"، وتم تجندها في جيش الكيان الصهيوني، والتقطت صورا مع المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي ادرعي، وهذه مجموعة من حثالة العالم.
وأضاف أن الجيش الإسرائيلي أقام احتفالية بالفتاة المصرية التي انضمت للصفوف الجيش الإسرائيلي، مؤكدا "أن هذه الفتاة ارتدت زي الجيش الإسرائيلي الملطخ بالدماء، ولا يشرفنا أن تكون مصرية بعد إسقاط الجنسية عنها، لأنها عار علينا أن يعيش معنا مثل هؤلاء".
وتساءل ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي: هل تم إسقاط الجنسية عنها فقط لأنها لم تستأذن وزير الدفاع المصري قبل الخدمة في الجيش الإسرائيلي؟
وفي المقابل هاجمت وسائل إعلام إسرائيلية قرار إسقاط الجنسية عن "عوفاديا" وقال موقع "ماكور" الإسرائيلي، أن السبب الرئيسي وراء هجرة "دينا" إلى إسرائيل وحصولها على الجنسية الإسرائيلية فيما بعد أنها لم تجد الحماية الكافية لها داخل مصر.
وتحت عنوان "الشابة التي خدمت في الجيش الإسرائيلي.. رئيس الحكومة المصرية يسقط جنسيتها"، قالت الإذاعة العسكرية "جالي تساهال" إنَّ دينا عوفديا "يهودية هاجرت إلى إسرائيل من مصر وخدمت في الجيش الإسرائيلي".
وأضافت: "عوفاديا، ابنت الـ24 عاما سافرت إلى إسرائيل قادمة من الإسكندرية قبل عشرة أعوام، بصحبة عائلتها وخدمت في وحدة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، واليوم هي مواطنة إسرائيلية.. ودينا رفضت التعقيب على الأمر".