مسقط - ش
حقق فريق رحلة عبور الربع الخالي تقدما سريعا نحو الدوحة في اليوم الثامن والثلاثين من رحلته المثيرة، حيث أكمل الفريق ثلاثة أرباع المسافة ويتبقى له 252 كيلومترا للوصول إلى الدوحة المتوقع في الثامن والعشرين من الشهر الجاري بحسب ما صرح قائد الفريق مارك إيفانز.
وقد تمكن الفريق من قطع مسافة 30 كيلومترا يوميا بشكل متوسط، وذلك في الأيام التي لا تعترضهم فيها العواصف الرملية المفاجئة.
وسينظم حفل استقبال رسمي في قطر للفريق للاحتفال بوصول الرحالة الابطال: محمد الزدجالي وعامر الوهيبي ومارك ايفانز الذين بدؤوا رحلتهم من صلالة الى الدوحة في ديسمبر الماضي. وقد تحمل أعضاء الفريق الظروف المناخية الصعبة خلال الرحلة كدرجات الحرارة العالية والمنخفضة والعواصف الرملية.
تحديات كبيرة
ولم تكن رحلة الفريق سهلة، حيث أصيب أحد الجمال بالمرض، إلى جانب الكثبان الرملية، كما واجه الفريق أمطارا غزيرة أثناء المسير في منطقة لم تشهد امطارا من ست سنوات. وعانى الفريق من درجات الحرارة العالية في النهار وتقرحات الاقدام.
وتعليقا على هذه التحديات، قال مارك ايفانز "نحن راضون عن التقدم الحاصل في الرحلة والذي نتج عن تكاتف جهود الجميع واصرارهم على تحقيق الهدف. كل يوم نفعل ما بوسعنا للمشي 30 كيلومترا للوصول إلى الدوحة قبل الوقت الذي حددناه في الخطة".
واضاف "في نقاط كثيرة، لاقينا كثيرا من الناس في 20 تجمعا، والتقينا بأجيال متعددة ناقشنا معها تاريخ الرحلة واعتزازهم بها".
وعن كرم الضيافة العربية قال ايفانز "من الأمور المهمة لي في هذه الرحلة أنه وعلى الرغم من التقدم التكنولوجي، لم يتغير شيء من ناحية الكرم العربي والضيافة التي قوبلنا بها، وكان من الجيد رؤية الوجه الحقيقي لمنطقة الشرق الأوسط".
ويكمل ايفانز "من التحديات الكبيرة لنا إدارة الأمور النفسية خلال الرحلة، وتقرحات الاقدام ورفض الابل للسير في بعض الاحيان.. وكانت اصعب أيامنا في الجزء السعودي من الرحلة حيث الحرارة الشديدة والتعرق الشديد الذي حدث لنا، والكثبان الرملية العالية التي كانت تغوص فيها أقدام الجمال للركب، ورفض الابل للمسير أحيانا".
وقال ايفانز "ستظل ذكرى هذه الرحلة للأجيال القادمة وسنحكي قصصها لهم في المستقبل".
وأضاف "سنعبر من الرمال وندخل الى منطقة حصوية تنحدر تدريجيا الى مستوى البحر في قطر. وفي هذه المناطق ذات الحصى توجد السبخات، بئر خطيرة يعرفها الرحالة، وبعد الامطار، تتحول هذه المنطقة الى مستنقعات طينية، يصعب فيها قيادة السيارات، وركوب الجمال. واذا علق احد الجمال في هذا الطين سيكون من الصعب إنقاذه منه".
وتحدث عضو الفريق محمد الزدجالي عن تجربته في هذه الرحلة، حيث قال "نعيش الحلم بعبور الصحراء الأكبر في العالم ونحن فخورون بما حققناه حتى الان. سنواصل المشي حتى نحقق هدفنا بالوصول الى الدوحة وإعادة أمجاد أجدادنا الأوائل. نتقدم بحسب الخطة المرسومة ونحن في أحضان الطبيعة بعيدا عن ضوضاء المدينة وضغوطات الحياة اليومية. مثل هذه التحديات الصعبة تعلم الانسان أن يكون اقوى في مواجهة الصعاب وان يكون اكثر مرونة في الظروف المختلفة والعيش في موارد شحيحة. نود ان نشكر مؤسسة تحدي العربية لإتاحة الفرصة لنا للمشاركة في هذا التحدي وعبور هذه الصحراء الشاسعة".
وسيلتحق مجموعة من الشباب القطري بالفريق عند دخوله الى الحدود القطرية الأسبوع المقبل.
رحلة ملهمة
وتهدف رحلة عبور الربع الخالي الى إلهام الشباب العربي لتحمل المسؤولية والاعتماد على الذات وتحمل الصعاب لتحقيق الأهداف وتجاوز العقبات المختلفة في الحياة. وقد انطلقت هذه الرحلة من صلالة في العاشر من شهر ديسمبر الجاري ويضم فريق الرحلة ثلاثة رحالة عمانيين وهم محمد الزدجالي وعامر الوهيبي وعلي المسهلي والرحال الانجليزي مارك ايفانز.
وقد انطلق الفريق من بيت الحصن بمدينة صلالة، في رحلة توقعوا لها أن تستمر لمدة شهرين، يقطع فيها الرحالة مسافة 1300 كيلومتر للوصول الى مدينة الدوحة بدولة قطر الشقيقة. وقد اقترب الفريق من عبور الحدود العمانية السعودية ليبدأ معها المرحلة الأصعب من المسابقة والتي تشهد تحديات أكبر كتقلب درجات الحرارة في الفترات الصباحية والمسائية والكثبان الرملية العالية التي تتطلب وقتا وجهدا كبيرين في صعودهما، بالإضافة الى الأمور اللوجستية كوسائل الاتصال والتغذية.
وتقتفي هذه الرحلة أثر الرحالة الأوائل، حيث استغرق الرحالة برترام توماس وصالح بن كلوت ستين يوماً للوصول إلى وجهتهم عبر مناطق القبائل الصحراوية، والعواصف الرملية والطبيعة القاسية، ولهيب الصحراء الحارق وبردها القارس، واستطاعوا البقاء على قيد الحياة بكميات بسيطة من المياه والتمور واللحم المجفف والشوربة المعلبة. وتتم الرحلة هذا العام سيرا على الاقدام مع حمل أغراض الفريق على ظهور الجمال.