بغداد – ش – وكالات
كشفت النائبة العراقية عن اتحاد القوى، ناهدة الدايني، يوم أمس الأحد، أن العائلات النازحة والتي عادت إلى مناطق سكناها في ديالى، نزحت مرة أخرى إلى كردستان، بسبب الوضع الاقتصادي والأمني في المحافظة، في الوقت الذي قدم فيه قائممقام المقدادية زيد ابراهيم استقالته للسبب المذكور.
وقالت الدايني في تصريح صحفي لها يوم أمس الأحد: إن "العوائل في ديالى تعيش حالة من الرعب بسبب الوضع الاقتصادي والأمني وفرض فصول (أتاوات) عشائرية وتؤخذ بقوة السلاح وبدون مذكرات قضائية".
وأضافت أن “هنالك فراغ أمني واقتصادي في المحافظة وحالات تجريف للبساتين والاستيلاء على ما يزرعه الفلاحون، فضلا عن عمليات القتل والخطف التي تقوم بها جماعات مسلحة".
وتابعت الدايني إن “هذه الأوضاع المربكة أثرت سلبا على القرارات السياسية والاقتصادية”، مطالبة الحكومة بـ”متابعة المنافذ في ديالى من اجل النهوض باقتصاد المحافظة وخاصة منفذي سومر والصفرة، اللذان يعودان باموال طائلة للحكومة والمحافظة”.
وفي غضون ذلك؛ أعلن المكتب الإعلامي لوزير التخطيط سلمان الجميلي يوم أمس الاحد عن ان الأخير التقى في مكتبه بمقر الوزارة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق يان كوبيتش.
وذكر بيان صادر عن المكتب انه جرى خلال اللقاء بحث عدد من القضايا المهمة بين العراق والمنظمة الدولية وفي مقدمتها دور المجتمع الدولي في توفير المستلزمات الاساسية للنازحين فضلا عن الاسهام في عملية اعادة الاستقرار والاعمار للمناطق المحررة ومن ثم عودة النازحين إلى ديارهم
ونقل البيان عن الوزير قوله ان “الانتصار الكبير الذي تحقق في الفلوجة ليس للعراق فقط انما هو يمثل انتصارا للمجتمع الدولي لان داعش يهدد الجميع”، داعيا الأمم المتحدة إلى اخذ دورها في حشد المجتمع الدولي من اجل تقديم المزيد من العون والمساعدة للعراق لتمكينه من مواجهة التحديات الناجمة عن محاربة الإرهاب.
وبيّن ان “اهم التحديات التي تواجه الحكومة اليوم هي كيفية تأهيل واعمار المناطق المحررة واعادة النازحين والعمل على وأد الفكر المتطرف وعدم السماح بعودة داعش مرة اخرى من خلال تحقيق المفاهيم الايجابية في واقع المدن المحررة في ابعادها الاقتصادية والثقافية والاجتماعية وحتى السياسية ، وهذه ليست مسؤولية العراق فقط”.
واشار الجميلي إلى ان “معركة تحرير الفلوجة تعد من المعارك المثالية لولا بعض الخروق التي حدثت في منطقتي الصقلاوية والكرمة”.
واضاف ان “لجنة حكومية شكلت لهذا الغرض للتحقيق في الانتهاكات التي حدثت هناك للوقوف على مصير المفقودين”، لافتا إلى ان “عدد النازحين من الفلوجة كان كبيرا وغير متوقع فاق الاستعدادات الحكومية ما ادى إلى حدوث الكثير من الإشكالات”.
وعبر الجميلي عن شكره للجهود الدولية لاسيما جهود الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها التي ساهمت في التخفيف من ازمة النازحين ، كاشفا عن ان الاسبوع الاول من شهر تموز سيشهد عودة الموجة الاولى من النازحين إلى الكرمة فيما يجري العمل على قدم وساق لاعادة افتتاح الدوائر الخدمية في الفلوجة لكي تمارس عملها في اعادة الاستقرار للمدينة بالسرعة الممكنة.
وذكر بيان وزارة التخطيط أن الممثل الخاص لبان كيمون قد قال إن المنظمة الدولية تعمل وبالتنسيق مع الحكومة العراقية والعواصم العالمية على إيجاد الحلول والمعالجات للمشاكل التي يوجهها العراق لاسيما في مجال إعادة تأهيل وإعمار المناطق المحررة وعودة النازحين.
وكشف كوبيتش إن اجتماعا مهما للدول المانحة سيعقد في العاصمة الامريكية واشنطن في العشرين من شهر تموز برعاية الأمم المتحدة تشارك فيه الولايات المتحدة الامريكية وعدد من لدول الأوروبية لغرض توفير المبالغ الضرورية لتأمين الاحتياجات الأساسية ومتطلبات إعادة الاعمار في محافظة الانبار وباقي المناطق المحررة.. داعيا الاطراف العراقية جميعا إلى تسوية مشاكلها مع بعضها لاسيما في محافظة الأنبار لكي لاتؤثر هذه المشاكل على توجهات الدول المانحة في تقديم المنح للعراق.
*-*
اعتقال إحدى “الخلايا المتواطئة” في تفجير الكرادة
أفادت قيادة عمليات بغداد يوم أمس الاحد باعتقال احدى “الخلايا المتواطئة” مع تنظيم داعش الإرهابي في تفجير حي الكرادة وسط العاصمة. وقالت القيادة في بيان صحفي إن “الأجهزة الامنية اعتقلت إحدى الخلايا المتواطئة مع العصابات الارهابية في تفجير الكرادة”. وأضاف البيان إن “هذه المجموعة قامت بالاعتداء على ممتلكات شهداء التفجير الارهابي وسرقة شقق ومحلات المواطنين والتحريض ضد القوات الأمنية”، مشيراً إلى أن “الأجهزة الأمنية تقوم بالتحقيق مع هذه المجموعة".
وقالت مصادر أمنية وطبية أمس الأحد إن 82 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب 200 في تفجيرين شهدتهما بغداد قرب منتصف ليل أمس الأول مشيرة إلى أن معظمهم لقوا حتفهم في تفجير استهدف منطقة تسوق مزدحمة.
وانفجرت شاحنة تبريد ملغومة في حي الكرادة بوسط بغداد مما أسفر عن مقتل 80 شخصا وإصابة 200 على الأقل. وأعلن تنظيم داعش المسؤولية عن الهجوم في بيان نشره أنصاره على الإنترنت وقال إن التفجير انتحاري.
وكان حي الكرادة مزدحما وقت وقوع التفجير لوجود كثيرين ليتناولوا وجبة السحور. وقالت الشرطة إن عدد القتلى قد يرتفع إذ أنه من الممكن أن يكون هناك المزيد من الضحايا تحت أنقاض المباني المدمرة.
والتفجير هو الأكبر من حيث عدد القتلى في البلاد منذ أن طردت القوات العراقية الشهر الماضي متشددي تنظيم داعش من الفلوجة معقل التنظيم غربي العاصمة والتي كانت مركزا لانطلاق مثل هذه الهجمات.