خبراء يسلطون الضوء على قدرات واحتياجات الطفل المعاق

بلادنا الخميس ٢١/يناير/٢٠١٦ ٠٠:٣٠ ص
خبراء يسلطون الضوء على قدرات واحتياجات الطفل المعاق

مسقط - ش

أوصت الجلسة الحوارية "ثقافة الطفل المعاق: مسؤولية التأسيس" التي نظمها النادي الثقافي بمسقط ضمن برنامج اليوم العالمي للمعاق، بالتعاون مع مركز الوفاء لتأهيل الأطفال المعوقين بولاية بدبد، أمس الأول الاثنين، وقدم لها الإعلامي البارز أحمد الحراصي، بضرورة العمل الجاد على تفعيل دور الجمعيات والمراكز المتخصصة بإعداد وتأهيل ذوي الإعاقة بشراكة كاملة بين العديد من الوزارات المعنية يتقدمها وزارة التنمية الاجتماعية والصحة والتعليم والإعلام.
وطالب المشاركون في الجلسة الحوارية الثرية التي شهدت حضوراً كثيفا ممثلي العديد من المراكز والجمعيات المتخصصة في رعاية ذوي الإعاقة، باستراتيجية واضحة لرعاية الطفل تفعيلاً للقانون الصادر 2014 وكذلك تهيئة جهات تتابع وتراقب آلية تمتع المعاقين بحقوقهم التي كفلتها القوانين في السلطنة، ومن ثم تأسيس آلية للمراجعة والمحاسبة، والتوسع في المسوح الوطنية الشاملة الدقيقة حول أعداد المعاقين وأنواع إعاقاتهم المختلفة ومسبباتها وسبل التعامل معها، بخاصة أن الثقافة المجتمعية لأسباب عديدة قد تؤدي إلى إحجام الأسر عن الافصاح عن حالات الإعاقة التي قد يولد بها أبنائهم لاعتبارات اجتماعية وثقافية ربما آن الأوان لتغييرها وتصحيحها.
ودعت الجلسة الحوارية إلى تحقيق أهداف محددة تتمثل في الاهتمام بثقافة الطفل ذي الإعاقة وتسهيل دمجه مع أقرانه، وحق الطفل ذي الإعاقة في الاهتمام بتثقيفه بالوسائل المباشرة وغير المباشرة حتى ولو لم يكن يجيد القراءة والكتابة إلى جانب تسليط الضوء على القدرات والإمكانيات لدى الطفل المعوق وصقلها في مجالات عدة بأسلوبه الخاص تصل به إلى درجة الإبداع، والاستفادة من المثقفين والمبدعين في المجتمع العماني في تبني أفكاره وتجسيدها عن طريق الفن التعبيري بغية رفع مستوى الوعي لدى المجتمع، إلى جانب تفعيل دور الإعلام المرئي والمسموع في نشر ثقافة الأطفال من ذوي الإعاقة، بالإضافة إلى إبراز متطلبات أسرة الطفل ذي الإعاقة من الجهات الإعلامية والثقافية .

إحصائيات

وخلال مشاركته أمام الجلسة الحوارية سلط الإعلامي د.سمير محمود، أستاذ الإعلام بجامعة السلطان قابوس، الضوء على حجم وأهمية موضوع الإعاقة في السلطنة استناداً إلى الاحصاءات التي يوفرها المركز الوطني للمعلومات والإحصاء في السلطنة والتي ورد فيها أن عدد العمانيين ذوي الاحتياجات الخاصة بالسلطنة 62.506 ألف حالة، يشكلون 3 % من إجمالي عدد السكان بحسب بيانات 2010 شكل الذكور منهم 54% والإناث 46%، وأن أعلى نسبة لذوي الاحتياجات الخاصة سجلت في محافظة شمال الباطنة بنسبة 23.2% من إجمالي الاحتياجات الخاصة بالسلطنة وأقلها بمحافظة الوسطى، مشيراً إلى أن الإعاقة البصرية جاءت في المرتبة الأولى تلتها الإعاقة الحركية في المشي وصعود السلم ثم إعاقة القدرة على الاعتناء بالنفس ثم إعاقة فقدان التذكر أو التركيز على الترتيب بحسب التقرير نفسه.
وقال د. محمود إن ما تم إنجازه في هذا الإطار كبير جداً بالنظر لعدد المراكز والجمعيات والمدارس وكذا أعداد المعاقين المنخرطين في التعليم بجميع مراحله، إلا أن التحديات عديدة وأبرزها تحديات دمج المعاقين في المجتمع، مجتمع المدرسة والجامعة والمجتمع عامة وتلك مشكلة يتحمل مسؤوليتها الجميع ، الإعلام مسؤول والتعليم والصحة والثقافة السائدة في المجتمع، ما يستوجب تضافر الجهود لتحقيق الدمج الشامل الحقيقي للمعاقين في المجتمع.
وانتقد الدراما العربية في تناولها لشخصيات ذوي الاحتياجات الخاصة بقوله:" الدراما العربية حافلة بنماذج خضعت لتحليل دقيق وكشفت أن ما يقدم للجمهور حول هذه الفئة هو كل ما يدعو للأسى والشفقة والتعاطف وطلب المساعدة والرحمة، أو ما يتعرض للعنف الجسدي والإساءة وما يواجه مشكلات وصعوبات في الحياة، في وقت غابت الصور المضيئة والنماذج الواعدة والمشرفة عن التناول الإعلامي سواء صناع الرادة والتحدي في المجالات الفنية والرياضية والعلمية والثقافية وغيرها.
وتساءل د.محمود عن حجم الاهتمام الإعلامي بذوي الاحتياجات الخاصة، وعدد الصحف والمواقع الإلكترونية والقنوات والإذاعات والبرامج التي تعنى بهؤلاء وبمخاطبتهم، وعدد الإعلاميين المتخصصين المؤهلين لمخاطبة أصحاب الإعاقات وذويهم بلغة احترافية تناسب إعاقاتهم، مشيراً إلى أن الاهتمام الإعلامي بهذه الفئة محدود للغاية ومؤقت في أغلب الأحوال، الأمر الذي يستوجب بذل مزيد من الجهد من قبل صناع القرار الإعلامي في السلطنة للتوجيه نحو استراتيجية إعلامية محددة وعادلة في تناول قضايا ومشكلات ذوي الإعاقات والقدرات الخاصة بحيث لا يتم تهميشهم إعلامياً ومجتمعياً، وتبني قنوات وبرامج ومنصات إعلامية جديدة وتفاعلية تستفيد من قدرات الانترنت، وبحيث يكون بمقدور كل الأسر وأصحاب الإعاقات وغيرهم التفاعل معها لخدمة قضايا أصحاب الاعاقات، إضافة إلى تفعيل نتائج الدراسات المتخصصة في إعداد وتأهيل الكوادر الإعلامية التي تتناول قضايا المعاقين.

التعليم الجامعي

وابدى د. محمود سعادته بزيادة أعداد المعاقين المنخرطين في التعليم الجامعي حيث وصلت نسبتهم إلى 2 % في عام 2010 وهذا تطور عددي كبير ومبشر، إلا أنه يستدعي تحركا سريعا في المقابل لتوفير بيئة تعليمية مواتية لذوي الإعاقات المختلفة بخاصة أصحاب الإعاقة البصرية الذين قد لا تتوفر لهم الكتب بالطرق المهيئة لتناسب إعاقتهم.
تجدر الإشارة إلى أن الجلسة الحوارية هدفت إلى الاهتمام بثقافة الطفل ذي الإعاقة وتسهيل دمجه مع أقرانه، وحق الطفل ذي الإعاقة في الاهتمام بتثقيفه بالوسائل المباشرة وغير المباشرة حتى ولو لم يكن يجيد القراءة والكتابة. إلى جانب تسليط الضوء على القدرات والإمكانيات لدى الطفل المعاق وصقلها في مجالات عدة بأسلوبه الخاص تصل به إلى درجة الإبداع، والاستفادة من المثقفين والمبدعين في المجتمع العماني في تبني أفكاره وتجسيدها عن طريق الفن التعبيري بغية رفع مستوى الوعي لدى المجتمع، إلى جانب تفعيل دور الإعلام المرئي والمسموع في نشر ثقافة الأطفال ذوي الإعاقة، و إبراز متطلبات أسرة الطفل من ذوي الإعاقة من الجهات الإعلامية والثقافية.

مشاركة واسعة

ويُذكر أنَّ الجلسة شارك فيها عدة جهات معنية تتمثل في وزارة التربية والتعليم ممثلة في "الإشراف التربوي-التربية الخاصة/مدارس الدمج)، والمديرية العامة لمدارس القطاع الخاص، وجامعة السلطان قابوس ممثلة في كلية الآداب وكلية التربية، ووزارة الإعلام ممثلة في معدي البرامج، وزارة التنمية الاجتماعية ممثلة في المديرية العامة للأشخاص من ذوي الإعاقة، والمديرية العامة للرعاية الاجتماعية والأسرية، ووزارة الصحة ممثلة في التثقيف الصحي، إلى جانب بعض الفرق التطوعية الأهلية.
وخلال الجلسة تحدث مدير دائرة التنمية الاجتماعية ببهلا د.خلفان محمد الفهدي عن مسيرة مراكز الوفاء التابعة لوزارة التنمية الاجتماعية ودورها في تعزيز ثقافة الطفل منذ الثمانينيات وحتى الآن، وتحدثت مديرة مكتب جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب د.عائشة بنت سعيد الغابشية عن التجربة الإعلامية ودورها في نشر الوعي بثقافة الإعاقة، فيما تحدث د. محمد حسين حسن قطناني المدرب الدولي المعتمد في التربية الخاصة، عن علاقة أطفال ذوي الإعاقة بالتلفاز وتحليل بعض مضامين برامج الأطفال. وتحدث فهد بن يوسف بن سيف الأغبري أخصائي اتفاقيات دولية بالمديرية العامة للتنمية الأسرية بوزارة التنمية الاجتماعية، عن حقوق الطفل من ذوي الإعاقة، فيما ناقش إياد ضمرة رئيس قسم صعوبات التعلم بمدرسة مسقط العالمية، موضوع ثقافة الطفل من ذوي الإعاقة.
وتناولت صفية بنت راشد بن حمود الدغيشي المدير المساعد لمدير مكتب الإشراف التربوي برنامج دمج المعاقين: الأهداف، الإيجابيات، التحديات ومقترحات الحل. وتحدثت فتحية بنت حمد الزدجالية مشرفة إدارية بمركز الوفاء لتأهيل الأطفال المعوقين ببدبد، حول موضوع ثقافة الأطفال من ذوي الإعاقة في بيئتهم الطبيعية.