23 يوليو..البناء لايتوقف

مقالات رأي و تحليلات السبت ٠٢/يوليو/٢٠١٦ ٢١:٠٢ م
23 يوليو..البناء لايتوقف

د حامد بن شظا المرجان

فى هذا الشهر المبارك من كل عام تحتفل السلطنه بذكرى عزيزه على مواطنى هذا البلد العزيزوهى ذكرى الثالث والعشرين من يوليو المجيد لعام 1970 فأشرق على عمان فجر عصر جديد من الازدهار عندما جاء جلالة السلطان قابوس بن سعيد وتسلم مقاليد الحكم ليقود عمان ومواطنيها الى النهضة وبناء دولة عصرية حديثه بكل المقاييس. غطت انجازات جلالته حفظه الله كل مناطق السلطنة والتى تصافح كل العيون وتحاور كل العقول وتتحدث بلغة يفهمها ويسمعها العالم أجمع ومن الأهمية بمكان الاشارة الى أن السلطان قابوس بن سعيد هو أول قائد عماني فى العصر الحديث ينعقد له لواء الاجماع الوطني على امتداد الأرض العمانية. وهو إجماع ينعقد بالرضا والحب فهو إجماع يستوعب كل العقول والقلوب فجلالة السلطان حفظه الله قام بدور حاسم وشديد الاهمية فى تحقيق الوحدة الوطنية العمانية بكل ما تعنيه من تظافر وتماسك وتكامل ووئام بين أبناء شعبه وذلك من جوانب عظمة شخصية جلالته المؤمنة بوطنها. وقد استطاع جلالته حفظه الله أن يرسخ مفهوم الوطن ومعنى المواطنة وهو ما شكل فى الواقع نقطة تحول شديدة الاهمية فى حياة المجتمع العماني الحديث وعلى سبيل المثال لا الحصرتضمن الباب الثالث من الدستور العمانى او النظام الاساسى للدولة المواد من 15 حتى40 "المواطنون جميعهم سواسية أمام القانون وهم متساوون فى الحقوق والواجبات العامة ولا تمييز بينهم بسبب الجنس أو الأصل أو اللون او اللغه او الدين او المذهب او الموطن او المركز الاجتماعى". المواطن العمانى يشعر بمواطنيته وبإنتمائه وبتميزه فى وطنه بأنه موضع اهتمام ورعاية جلالته حفظه الله.
اننا لا نستطيع بأن نتحدث فى هذا المقال عن المنجزات التى حققها جلالة السلطان حفظه الله فى فترة بسيطة اعتبرها كثير من المراقبين العالميين بأنها إنجاز عدة قرون وليس سنوات. إن ما يميز القيادة العمانية الحكيمه فى عالم تحيط به المشاكل السياسية ان السلطان قابوس بن سعيد ايده الله بنصره حدد أسس سياسة عمان الداخليه و الخارجية من خلال علاقه السلطنه مع دول العالم الشقيقة أو الصديقة وفق مبادئ محددة وثابتة ومستقرة جعلت من السياسة الخارجية وعلاقات عمان مع الدول الأخرى عنصرا يعزز حركة التنمية الوطنية والتعاون الدولى ويزيد فرص عمان فى الحركة الاقتصاديه والسياسيه إقليميا ودوليا.
التزمت عمان فى سياستها الخارجية بعدم التدخل فى شؤون الغير ولا تقبل التدخل فى شؤونها الداخلية هذه السياسة جعلت من عمان دولة يحترمها المجتمع الدولى ويقدر مواقفها نحو السلام والأمن العالمي وقد استطاعت هذه السياسه بان تجنب العالم عدة حروب فى منطفه الخليج والشرق الاوسط لولا جهود هذا القائد الحكيم الذى قاد العالم الى توقيع اتفاقيه عالميه مهدت لاستقرار المنطقه والسلام والامن العالمى "ايران والدول المجتمع الدولى".اما على صعيد السياسه الداخليه فإن جلالة السلطان قابوس بن سعيد حفظه الله يؤكد التفاني فى حب الوطن والمواطنيين حين قال " ان الجميع فى هذا الوطن سواسية لا فرق بين صغير وكبير وغني وفقير فالمساواة تفرض أن يكون الكل اخوة فى ظل العدالة الاجتماعية والميزة والتفاضل بمقدار الاخلاص والكفاءة فى العمل المثمر البناء والكل مدعوون الى التنافس الشريف فى خدمة هذا الوطن العزيز" وأكد جلالته حفظه الله أيضا "اننا لانألوا جهدا ولا ندخر وسعا فى العمل على رفع مستوى الفرد العمانى الذي يتساوى مع غيره من العمانيين فى كافة الحقوق والواجبات والذى يأخذ بقدر ما يقدم من جهد وعرق وإخلاص ووفاء لهذا البلد الكريم وعمان أم تحب كل ابنائها والعمانيون كلهم أبناء لهذا الام الحنون تريدهم جميعا بررة أوفياء لذا فحبها وتقديرها يتفاوت من ابن الى ابن لكنها تحب الجميع عفا الله عما سلف مبدأ أعلناه وسنظل على وعدنا وعهدنا"
.وفى أول أيام تقلده للحكم خاطب جلالة السلطان المعظم مواطنيه قائلا" اننا نعاهدكم بأننا سنقوم بواجبنا تجاه شعب وطننا العزيز. كما أننا نأمل، أن يقوم كل فرد منكم بواجبه لمساعدتنا على بناء المستقبل المزدهر السعيد المنشود لهذا الوطن إن الحكومة والشعب كالجسد الواحد، إذا لم يقم عضو منه بواجبه ، اختلت بقية الاجزاء فى ذلك الجسد. اننا نأمل أن نكون عند حسن ظنكم، كما نأمل كذلك، فى نفس الوقت ان تكونوا عند حسن ظننا"هذا ما وعد به صاحب الجلالة حفظه الله شعبه وأوفى بوعده .
ومنذ اليوم الأول لتولي جلالته مقاليد الحكم أطلق دعوته الشهيرة لإيقاد مشاعل العلم وبدء مسيرة التعليم ولو تحت ظلال الشجر وبمباركة القائد سابقت عمان الزمن لبلوغ الامال وشهدت السنوات الفائتة من بدء النهضه المباركة حركة وانتشارا واسعا فى مجال إقامة المدارس والجامعات والمعاهد الحكوميه والخاصه حيث اصبح لدينا اكثر من 18000 الف من حملة الدكتوراه والماجستير واكثر من ربع مليون من حملة البكالوريوس فى كافة التخصصات واكثر من 650 الف طالب وطالبه. وإذاكان التعليم مهما لبناء حاضر مستقبل أبناء عمان على هدى من العلم فإن بناء الجسم والإهتمام الصحي لايقل أهمية وكما حدث فى مجال التعليم وبناء صروح العلم سارت خطى الدولة سريعة تقتلع جذور الأمراض وتصن المجتمع ضدها من خلال انشاء المستشفيات فى جميع انحاء السلطنه. في هذا الصدد حققت الخدمات فى السلطنة تطورا كبيرا يواكب مسيرة النهضة المباركة.
لا شك ان الإنسان هو الاستثمار الحقيقي للأوطان لذا كان لابد من الوقوف أمام تركة الماضي وتقييم واقع المجتمع العماني بكل مفرداته ودراستها وتعيين مواقع القوة والضعف وبرمجة خطط العمل لتسير خطى البناء والنهضة بصورة سليمة وفى خط تكاملي فى جميع الإتجاهات لتأخذ حركة التنمية مسارها الصحيح فى سبيل إنجاز الامال والوصول الى الأهداف السامية الرامية الى بناء عمان الحديثة. عمان ارض حباها الله بتنوع الثروات النسبيه المختلفه كالمعادن في الجبال والشواطيء الممتدة من من مسندم شمالا الى ضلكوت جنوبا بطول 3250 كيلومتر من الشواطئ. ونطل على ثلاث بحار ومحيط. وهكذا اكتملت البنيه الاساسية بالسلطنه بعد 46 عاما من العمل الوطنى الخلاق والدؤؤب وفى هذا الإطار اعتمدت الحكومة برامج لتنمية الاقتصاد الوطنى يتماشى مع تطور الاقتصاد العالمى. ولكي تكون توجهات العمل صحيحة والبناء متكاملا كان لابد من ربط عمان داخليا وخارجيا بوسائل الاتصال والمواصلات الحديثة يوجد فى السلطنه اربع مطارات دوليه وثمانيه داخليه واربع موانئ عملاقه على بحر عمان وبحر العرب فى المحيط الهندى والذى سوف يربط عمان بجميع قارات العالم من خلال مشروع الدقم الاقتصادى هذا بالاظافة للتطور الكبير فى تكنولوجيا الاتصال والمعلومات والتى تشكل فى حد ذاتها احدى الدعامات الرئيسية فى مشاريع البنية الاساسية للسلطنة.حفظ الله مولانا صاحب الجلاله وامده بالعمر الطويل وكل عام وانتم بخير.