فرنسي من مفاجأة آيسلندية في مواجهتهما الليلة في باريس

الجماهير السبت ٠٢/يوليو/٢٠١٦ ٢٠:٣٥ م
فرنسي من مفاجأة آيسلندية

في مواجهتهما الليلة في باريس

باريس-أ ف ب

تدخل فرنسا المضيفة الساعية إلى إحراز لقبها القاري الثالث ومعادلة رقم إسبانيا وألمانيا مباراتها مع آيسلندا اليوم الأحد على “استاد دو فرناس”، في سان دوني في ربع نهائي كأس أوروبا 2016، وهي مدركة أن مهمتها لن تكون سهلة على الإطلاق بعد العروض الرائعة التي قدمتها منافستها حتى الآن.

وتخوض فرنسا المباراة وهي مرشحة لتخطي آيسلندا البالغ عدد سكانها 330 ألف نسمة فقط وتعتبر مغمورة على خريطة كرة القدم، لكنها نجحت في تحقيق نتائج لافتة في السنتين الأخيرتين بدأتها بالتغلب على هولندا في التصفيات المؤهلة إلى هذه البطولة وساهمت بنسبة كبيرة في عدم مشاركة المنتخب البرتقالي في العرس القاري.
واستهلت آيسلندا النسخة الحالية المقامة في فرنسا حتى 10 يوليو بانتزاع تعادل مستحق مع البرتغال ونجمها كريستيانو رونالدو قبل أن تقصي النمسا وتنتزع المركز الثاني في مجموعتها متقدمة على البرتغال بالذات. وفي ثمن النهائي، حققت آيسلندا مفاجأة مدوية بإسقاطها إنجلترا 2-1 على الرغم من تخلفها بهدف مبكر.
وقارن مدافع فرنسا بكاري سانيا ما يحققه المنتخب الآيسلندي بإنجاز ليستر سيتي الذي توج بطلا للدوري الإنجليزي الممتاز لأول مرة في تاريخه ضاربا جميع التوقعات خصوصا أن المدينة الإنجليزية والدولة الاسكندينافية تضمان العدد نفسه تقريبا من السكان.
وقال سانيا “يبدو لي المنتخب الآيسلندي مثل ليستر سيتي. لقد استحق بلوغ الدور ربع النهائي. لقد أظهر علو كعبه في التصفيات من خلال فوزه على تشيكيا وهولندا”.
وأضاف “يضم المنتخب الآيسلندي لاعبين جيدين ويجب عدم الاستهانة بقدراتهم”.
وناشد سانيا زملاءه بعدم الانتظار حتى الدقائق الأخيرة لتسجيل الأهداف لأنه إذا كان هذا الأمر نجح في مواجهة منتخبات الدور الأول فإنه قد لا يجدي نفعا ضد الكبار.
وكانت فرنسا احتاجت إلى هدف متأخر ضد رومانيا في المباراة الافتتاحية لتخرج فائزة 2-1، ثم سجلت هدفين في الوقت بدل الضائع لتتغلب على ألبانيا 2-صفر، وسقطت في فخ التعادل السلبي أمام سويسرا في المباراة الثالثة في دور المجموعات.
وفي ثمن النهائي، تخلفت فرنسا أمام جمهورية أيرلندا بهدف مبكر قبل أن تسجل هدفين سريعين في منتصف الشوط الثاني بواسطة انطوان جريزمان.
ويغيب عن المنتخب الفرنسي قلب دفاعه عادل رامي ولاعب الوسط نغولو كانتيه الموقوفين لحصولهما على بطاقة صفراء ثانية في البطولة، وسيحل بدلا من الأول صامويل اومتيتي المنتقل حديثا من ليون إلى برشلونة الإسباني، وبدلا من الثاني موسى سيسوكو أو يوهان كاباي.

الضغوط على فرنسا

واعتبر مساعد مدرب منتخب آيسلندا هيمير هالغريمسون الذي يعمل طبيبا للاسنان أيضا أن التطلعات المحدودة لفريقه ستصب في مصلحته، وقال في هذا الصدد: “هناك فارق كبير بين الضغوطات على آيسلندا وفرنسا. فبالنسبة إلى فرنسا، هي لا تستطيع خسارة هذه المباراة لأنها ستكون مأساة حقيقة بالنسبة إلى الشعب الفرنسي. لكن الشعب الآيسلندي سيكون سعيدا بمجرد أن نقدم عرضا جيدا أمام الدولة المضيفة”.
واضاف: “نحلم بتحقيق شيء كبير لكن يتعين علينا أن نكون واقعيين أيضا لأننا نستطيع أن نلعب أفضل مباراة لنا ونخسر أمام فرنسا”.
وتوقع يون دادي بودفارسون الذي سجل هدف الفوز في مرمى النمسا على الملعب الذي ستقام عليه مباراة الغد في الضاحية الباريسية، أن تواجه آيسلندا صعوبة أكبر في مواجهة فرنسا منها ضد انجلترا.
وقال في هذا السياق: “اعتقد بأن المباراة ستكون أصعب. ستلعب فرنسا بإيقاع سريع عندما تكون الكرة بحوزة لاعبيها وبالتالي سيكون الدفاع أكثر صعوبة في مواجهة هذا الأسلوب”. وأضاف: “يملك المنتخب الفرنسي سرعة في الخط الأمامي ولاعبين يتمتعون بمهارات فردية كبيرة، لذلك يتعين علينا أن نكون جاهزين لمواجهة هذا النوع من اللاعبين”. ويحوم الشك حول مشاركة قائد آيسلندا ارون غونارسون الذي يعاني من آلام في ظهره، لكن مدرب الفريق السويدي لارس لاغرباك توقع مشاركته في المباراة.

حمى الكرة

تفشي حمى كرة القدم يتواصل في آيسلندا حيث تنتظر الجماهير بشغف المواجهة النارية، وقال ستيرمير جيلاسون الشريك المؤسس لرابطة مشجعي المنتخب الوطني التي يطلق عليها “تولفان” والتي تضم 400 عضو “يمكنك أن ترى اللون الأزرق في كل مكان، أنا أرتدى القميص الأزرق لمنتخب آيسلندا في العمل”. وأضاف: “إنه توتر شديد، و فرحة كبيرة، ولكن التوتر سائد بين الناس أيضا، ولكن ليس على النحو السيئ بل على النحو الجيد”.
وسافر جيلاسون”27‏‏ عاما” إلى فرنسا بعد حصوله على تذكرة للمباراة التي يستضيفها استاد دو فرانس، لكنه يتشكك في إمكانية أن يذوق طعم النوم قبل المباراة.
وحجز أعضاء آخرون في رابطة مشجعي المنتخب الوطني على نفس الطائرة من بينهم قارعو طبول، الذين يسعون لإعطاء دفعة معنوية إضافية خلال ترديد أغنية “فايكينج” التي يشارك فيها الجماهير واللاعبون. وأوضح جيسلاسون أن قصة الرابطة بدأت من خلال فريق في اسكتلندا وتم تعديلها من جانب نادي محلي في آيسلندا.
الاهتمام بالمنتخب الوطني يزداد في الدولة الواقعة شمال المحيط الأطلسي والتي يبلغ تعدادها السكاني 330 ألف نسمة.
واتسعت القاعدة الجماهيرية لمنتخب آيسلندا بعدما حقق الفريق مفاجأة تلو الأخرى في أول مشاركة له في كأس الأمم الأوروبية.
وأكد جيسلاسون “ندرك أنها مباراة صعبة ونلعب في مواجهة أصحاب الأرض”. وفي الوقت الذي يضم فيه منتخب فرنسا بين صفوفه مجموعة من أسماء العيار الثقيل، أشار جيسلاسون إلى أن منتخب آيسلندا يمكنه أن يعتمد على “القلب والإرادة”.
وبعد أن فجر منتخب آيسلندا واحدة من أكبر مفاجأت يورو 2016 وأطاح بإنجلترا من دور الستة عشر عبر الفوز 2 1/‏‏، عقب المسيرة الملهمة في دور المجموعات، أكد جيسلاسون أن الحديث بدأ يزداد بشأن السفر لمؤازرة الفريق في روسيا خلال مونديال 2018 وضرورة التوحد خلف المنتخب الوطني خلال التصفيات الأوروبية المؤهلة لكأس العالم.
وأشار جيسلاسون “نثق في أننا بمجرد وصولنا إلى هناك، سيكون بإمكاننا أن نفعل الأمر مجددا ومجددا ومجددا”. وفي الوقت الذي يلعب فيه منتخب آيسلندا بأداء تكتيكي منضبط ويمتلك جماهير على قدر هائل من الحماس، فإن منتخب فرنسا يتفوق في النواحي الحسابية، إذا أن السويدي لارس لاجرباك المدير الفني لمنتخب آيسلندا الذي سبق له تدريب السويد ونيجيريا، لم يسبق له الفوز على منتخب الديوك خلال 11 مواجهة سابقة جمعته به.
وشدد لاجرباك وشريكه في التدريب هيمير هالجريمسون، على ضرورة أن يواصل الفريق اللعب بشكل منضبط وأن يحتفظ بتركيزه.
ومن المتوقع أن يحتشد الآلاف من المشجعين في وسط ريكيافيك لمشاهدة مباراة المنتخبين الآيسلندي والفرنسي اليوم الأحد.
ونظرا للإقبال الشديد من جانب جماهير آيسلندا للسفر إلى فرنسا من أجل متابعة مباراة دور الثمانية، فقد رفعت شركات السياحة أسعار باقات السفر بشكل مبالغ فيه، مما دفع البعض للقيام بأمور غير تقليدية لمتابعة مباراة المنتخب الوطني أمام فرنسا اليوم. ورفض داجور أرناسون الارتفاع الجنوني في أسعار تذاكر السفر، لذا توجه من آيسلندا إلى برشلونة الجمعة، حيث قضى ليلة أمس الأول في المدينة الإسبانية رفقة ثلاثة من أصدقائه قبل التوجه إلى باريس صباح اليوم الأحد.
ومن المتوقع أن يحضر نحو ثمانية آلاف مشجع آيسلندي المباراة أمام فرنسا على استاد دو فرانس.