" البريد الالكتروني " لعنة تواصل ملاحقة " هيلاري "

الحدث السبت ٠٢/يوليو/٢٠١٦ ٢٠:٢٨ م

واشنطن – ش

ذكرت شبكة " آيه بى سى" الأمريكية أن المرشحة الديموقراطية المفترضة فى انتخابات الرئاسة الأمريكية هيلارى كلينتون قد تمثل خلال أيام للتحقيق فى مكتب التحقيقات الفيدرالى " اف بى اي" بشأن استخدامها بريدها الإليكترونى الشخصى أثناء توليها منصب وزيرة الخارجية.
وقالت الشبكة الأمريكية أن مثول هيلارى أمام اف بى أى قد يشير إلى أن التحقيقات فى قضية البريد الأليكترونى أصبحت فى مراحلها الأخيرة، كما يأتى ذلك بعد إعلان وزيرة العدل الأمريكية لوريتا لينش تحويل القضية من وزارة العدل إلى محققين ونواب عموميين لتحديد ما إذا ينبغى توجيه الإدانة للمرشحة الرئاسية المفترضة.
وكان عدد من مساعدى هيلارى الحاليين والسابقين قد تم سؤالهم من جانب اف بى أى خلال الأشهر الماضية فى هذا الصدد. ومن ناحية اخرى، أكد المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست أن الإدارة الأمريكية تنأى بنفسها بعيدا عن تحقيقات اف بى أى بشأن استخدام هيلارى بريدها الاليكتروني.
وقال إيرنست فى تصريحات صحفية أن هذا تحقيق مستقل بعيد عن أى تدخلات سياسية مشيرا إلى أن الرئيس الأمريكى باراك اوباما ليس له يد فى قرار وزيرة العدل بتحويل القضية إلى محققى اف بى أى إذ أن اوباما شدد على أن التحقيق ينبغى أن يتم بصورة مستقلة عن البيت الأبيض. وكان لقاء وزيرة العدل الأمريكية مع الرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون فى مطار فينكس بولاية اريزونا الأمريكية فى الأسبوع الماضى قد اثار انتقادات حول مدى شفافية التحقيقات التى تجريها وزارة العدل حول بريد هيلارى الاليكتروني، وذلك على الرغم من تأكيد لينش أن اللقاء تطرق إلى موضوعات اجتماعية بعيدا عن التحقيقات فى قضية بريد هيلارى الاليكتروني.

أول امرأة
أعلنت هيلاري كلينتون في السابع من شهر يونيو الفائت فوزها بترشيح الحزب الديمقراطي للبيت الأبيض، مؤكدة أنه انتصار "تاريخي" تحققه المرأة ومنعطف للولايات المتحدة.
الرئيس الأميركي الديمقراطي باراك أوباما اتصل ببيرني ساندرز وهيلاري كلينتون التي هنأها بحصولها على الغالبية المطلوبة من المندوبين لتترشح إلى الانتخابات الرئاسية عن الحزب الديمقراطي.
كلينتون قالت أمام مؤيديها الفرحين في بروكلين في نيويورك: "بفضلكم قطعنا مرحلة مهمة. إنها المرة الأولى في تاريخ بلدنا تنال فيها امرأة ترشيح أحد الحزبين الكبيرين".
وأضافت أن "الفوز هذه الليلة ليس فوز شخص، بل يعود إلى جيل من النساء والرجال الذين قاتلوا وضحوا وجعلوا هذه اللحظة ممكنة".
وقبيل ذلك عُرض فيلم قصير عن النضال من أجل منح المرأة حق التصويت ومختلف إنجازاتها السياسية.
ومدّت السيدة الأولى السابقة ووزيرة الخارجية السابقة أيضاً اليد لخصمها في الانتخابات التمهيدية السيناتور عن فيرمونت بيرني ساندرز.
وقالت: "أريد أن أهنئ السيناتور ساندرز على حملته الرائعة". وأضافت أنه "أثار حماس ملايين الناخبين خصوصاً الشباب، لكن يجب أن تكون الأمور واضحة: السيناتور ساندرز وحملته والجدل الحاد الذي دار بيننا حول الحد الأدنى للأجور والحد من التفاوت الاجتماعي هو أمر جيد للحزب الديمقراطي ولأميركا".
وحملت المرشحة الديمقراطية بعنف على دونالد ترامب المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية التي ستجرى في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

ترامب يرد
وقالت كلينتون: "عندما يقول دونالد ترامب إن قاضياً مميزاً في إنديانا لا يمكنه القيام بمهامه بسبب أصوله المكسيكية أو يسخر من صحفي مُصاب بإعاقة أو يصف النساء بالخنازير، فهذا أبعد بكثير مما كنا نتصوره"، بينما كان مؤيدوها يعبرون عن غضبهم.
وأضافت: "نعتقد أن التعاون أفضل من النزاع والوحدة أفضل من الانقسام والانفتاح أفضل من الكراهية، الجسور أفضل من الجدران"، ملمحة بذلك إلى الجدار الذي قال ترامب إنه يريد بناءه على الحدود مع المكسيك.
ومساء الثلاثاء، بدأت نتائج الاقتراع في آخر "ثلاثاء كبير" في الانتخابات التمهيدية تعلن في الولايات الـ6.
وفازت كلينتون في نيوجيرسي لكن ما زالت نتيجة الانتخابات كاليفورنيا مجهولة. ويأمل ساندرز في تحقيق فوز رمزي في هذه الولاية.
وكان ترامب هاجم وقائياً كلينتون في خطاب في أحد ملاعب الغولف التي يملكها في برايركليف مانور بالقرب من نيويورك، وكشف الحملة التي ينوي إطلاقها على المرشحة الديمقراطية.

فصل جديد
في شهر يناير الفائت أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أنها لن تنشر مجموعة من الرسائل الإلكترونية، التي كانت وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون قد خزنتها على خادم خاص، وذلك لاحتوائها على معلومات مصنفة "سرية للغاية"، في فصل جديد من فصول العاصفة السياسية التي أثارتها هذه القضية في واشنطن.
أثارت قضية استخدام هيلاري كلينتون حسابا بريديا إلكترونيا خاصا في مراسلات تتعلق بعملها حين كانت وزيرة للخارجية سجالا في واشنطن انعكس على حملتها للانتخابات الرئاسية عام 2016.
وعادت قضية البريد الإلكتروني الخاص لهيلاري كلينتون إلى الواجهة في أسوأ الأوقات، قبل ثلاثة أيام من أول اقتراع في إطار الانتخابات التمهيدية في ولاية ايوا، مع إعلان الخارجية الأمريكية أنها وجدت رسائل سرية مرسلة من قبلها عندما كانت وزيرة للخارجية.
وأعلن المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي عن نشر دفعة جديدة من ألف صفحة من هذه الرسائل التي أرسلت أو استقبلت عبر الخادم الخاص للمرشحة الديمقراطية عندما كانت وزيرة للخارجية مساء الجمعة.
وقال للصحافيين أن تصنيف هذه الوثائق "سيتم تحديثه بناء على طلب أجهزة الاستخبارات لأنها تحتوي على معلومات مصنفة ضمن خانة سري للغاية".
وسببت هذه القضية عاصفة سياسية في الولايات المتحدة وتشكل إحدى النقاط المفضلة لدى الخصوم الجمهوريين لمهاجمة كلينتون. وينتقد هؤلاء خصوصا استخدامها لبريدها الخاص لغايات مهنية وهو أمر تحظره قواعد الإدارة وقد يضر بإسرار دولة.
وقال كيربي إن "هذه الوثائق لم تكن مصنفة سرية عندما أرسلت". وأضاف "لكن نستطيع أن نؤكد أنه في إطار نشر الرسائل البريدية لوزيرة الخارجية السابقة شهريا، لن تبث الوزارة سبع مجموعات من هذه الرسائل".
وأكد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري من جهته أن "هذه الرسائل أعيد توصيفها بطلب من أجهزة الاستخبارات". وأضاف "لكن لا أستطيع أن أذكر أي تفاصيل أخرى
من جهة أخرى ابقيت 18 رسالة الكترونية تم تبادلها بين هيلاري كلينتون والرئيس باراك أوباما سرية ولم تنشر.
وقال كيربي إن هذه الرسائل لا تتضمن معلومات سرية وعدم نشرها ناجم عن الرغبة في حماية الحياة الخاصة للرئيس خلال وجوده في منصبه.
وأضاف الناطق باسم الخارجية الأمريكية أن هذه الرسائل ستنشر العام المقبل بعد انتهاء ولاية الرئيس أوباما.

وتواجه كلينتون جدلا حادا حول عشرات الآلاف من الرسائل الإلكترونية التي أرسلتها أو تلقتها عندما كانت وزيرة للخارجية من 2009 إلى 2013.
وتنشر وزارة الخارجية بانتظام لضمان الشفافية آلافا من نحو ثلاثين ألف رسالة سلمتها لها كلينتون.
ويتضمن العديد من هذه الرسائل معلومات سرية وبعضها مصنفة على أنها "سرية للغاية" مما يثير قضية أمان هذه الرسائل.
ونظام المراسلات الكترونية هذا اكتشفه المحققون البرلمانيون الذين كانوا يطالبون بالاطلاع على مراسلات كلينتون المتعلقة بليبيا وبهجوم بنغازي الذي وقع في أيلول/سبتمبر 2012. وتؤكد كلينتون من جهتها أن أي معلومات حساسة لم تتعرض للخطر باستخدامها هذا البريد الخاص.
وقال زعيم الحزب الجمهوري راينس بريبوس في بيان "بهذه التفاصيل الجديدة التي تفيد أن معلومات +سرية للغاية+ عثر عليها على خادمها السري، أزالت كلينتون كل الشكوك: لا يمكننا أن نثق بها للرئاسة".
وأضاف بريبوس أن "محاولات هيلاري كلينتون الالتفاف على القوانين الشفافة لحكومتنا باعتمادها حصرا على خادم غير مؤمن في قبو منزلها، عرضت أمننا القومي وجهودنا الدبلوماسية للخطر. إذا لم يكن ذلك يجعلها غير مؤهلة للرئاسة فلا أعرف ما هو".
ورأى السناتور مارك روبيو أحد المرشحين الجمهوريين للرئاسة، ان كلينتون يجب أن تلاحق قضائيا. وقال "إذا فعل عضو في فريقي ما فعلته، هل تعرفون ماذا يحدث؟ سيطرد ويلاحق". وأضاف "هذا الأمر وحده يجردها من الاهلية" للوصول إلى البيت الأبيض.

ذروة المنافسة
في مارس الفائت المنافسة بين المرشح الرئاسي الأمريكي دونالد ترامب ومنافسته المحتملة هيلاري كلينتون بلغت ذروتها خلال جولة انتخابية له في سان خوسيه بولاية كاليفورنيا حيث قال وبشكل مباشر "يجب أن تسجن هيلارى كلينتون بسبب استخدامها سيرفر بريد إلكتروني خاص أثناء عملها وزيرة للخارجية.وأضاف ترامب "سأقول دائما هذا .. ينبغي أن تدخل كلينتون السجن"
وتابع أنه إذا تم انتخابه رئيسا فإنه سوف يوجه نائبه العام للتحقيق مع كلينتون بسبب استخدامها سيرفر خاص.
وكانت كلينتون قد هاجمت ترامب في وقت سابق وصفته بأنه "غير صالح مزاجيا" ليصبح رئيسا