بريطانيا .. استقطاب مابعد صدمة الاستفتاء يثير المخاوف الامنية

الحدث السبت ٠٢/يوليو/٢٠١٦ ٢٠:٢٨ م

لندن - ش - العمانية

كشفت إحصائيات جديدة لمجلس رؤساء الشرطة الوطنية البريطانية عن ارتفاع جرائم الكراهية التي يتم الإبلاغ عنها خمس مرات أكثر من المتوسط الأسبوعي خلال سبعة أيام منذ تصويت البريطانيين على الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وأوضحت الإحصائيات أنه بين الخميس وحتى الأربعاء الماضي أي لمدة أسبوع كان هناك 331 حادثا تم الإبلاغ عنها عبر شبكة الإنترنت وهو ما يعادل 47 حالة كل يوم.
وقالت رئيس مجلس رؤساء الشرطة الوطنية سارة ثورنتون "من المهم أن نتذكر أن هذه هي آلية التبليغ الوحيدة والتركيز المكثف على هذه القضية خلال الأيام القليلة الماضية شجع المزيد من الناس على الإبلاغ" .. مضيفة "لا نستطيع تحديد عدد الحالات المرتبطة باستفتاء الأسبوع الماضي".
من جهة اخرى تظاهر معارضو خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الاوروبي امس الاول الجمعة في شوارع لندن احتجاجا على هذه الخطوة التي اغرقت الحكومة في دوامة من الاضطراب السياسي وادت الى استقطاب حاد في بريطانيا.
وحدد المنظمون نقطة التجمع في بارك لين عند الساعة 11,00 (10,00 ت غ) قبل ان يتوجهوا الى مقر البرلمان في ثاني تجمع احتجاجي خلال هذا الاسبوع بعد صدمة نتائج الاستفتاء.
وكتب كيرن ماكديرموت احد منظمي التظاهرة، على صفحته على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي "يمكننا منع خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي برفضنا قبول الاستفتاء على انه الكلمة الفصل وبرفع ايدينا عن زر التدمير الذاتي".
واضاف "علينا الا نترك الجيل المقبل ضائعا (...) لنسر ولنحتج ولنوقف بريكست" (خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي).
وداخل السلطة اثار المرشحان الاوفر حظا لتولي رئاسة الحكومة البريطانية خلفا لديفيد كاميرون غضب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بتأكيدهما الجمعة انهما لن يبدآ اجراءات الخروج من الاتحاد قبل نهاية 2016 ان لم يكن بداية 2017.
وقال مايكل غوف الجمعة انه "لا يتوقع" تفعيل المادة 50 -- اي الاجراءات الرسمية للخروج من الاتحاد -- هذه السنة مكررا تصريحات في الاتجاه نفسه ادلت بها منافسته تيريزا ماي.
ورد الرئيس الفرنسي بالقول ان "القرار اتخذ ولا يمكن ان يتم تأجيله او الغاؤه". واضاف ان خروج بريطانيا بسرعة "سيسمح بتجنب كل اوضاع عدم اليقين وعدم الاستقرار وخصوصا في المجالين المالي والاقتصادي".
وكان القادة الاوروبيون دعوا الى عملية سريعة لخروج بريطانيا خوفا من تأثير الغموض الذي يلف مستقبلها هلى النمو الاقتصادي ومن عدوى تنتقل الى المشككين في جدوى الاتحاد في دول اخرى.
واكد هولاند انه "بقدر ما تكون العملية سريعة، يكون الامر افضل لهم".
احدثت نتيجة الاستفتاء الاسبوع الماضي صدمة في اسواق المال وتسببت بخسائر تقدر بالتريليونات في العالم. كما ادت الى انخفاض سعر الجنيه الاسترليني مقابل الدولار الى ادنى مستوى له منذ ثلاثة عقود.
وكان حاكم البنك المركزي البريطاني مارك كارني اعلن ان هذه المؤسسة مستعدة لضخ 250 مليار جنيه استرليني (326 مليار يورو) من الاموال الاضافية لتأمين السيولة الكافية لعمل الاسواق بعد انتصار معسكر المغادرة.
واكد الخميس انه يمكن ان يطلق خطة لتحفيز قطاع النقد مؤكدا ان آفاق الاقتصاد "تدهورت" منذ نتيجة الاستفتاء.

وادى التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي الى انقسام حاد في بريطانيا. وصوت الناخبون في اسكتلندا وايرلندا الشمالية والعاصمة لندن مع البقاء في الاتحاد، بينما جاء معظم ال52 بالمئة من مجمل الناخبين الذي صوتوا مع مغادرة الاتحاد من انكلترا وويلز.
واثار الفارق الطفيف في النتيجة غضب البريطانيين الراغبين في البقاء في الاتحاد ووقع اكثر من اربعة ملايين شخص عريضة تدعو الى استفتاء ثان.
وتجمع آلاف في ساحة ترافلغار في لندن الثلاثاء الماضي رغم المطر الغزير للتعبير عن غضبهم من نتيجة الاستفتاء الذي جرى في 23 يونيو، وتوجهوا الى مقر البرلمان الذي هتفوا امامه "كاذبون"، داعين المشرعين الى ان "يقوموا بواجبهم ويصوتوا ضده".
من جهة اخرى تبدو وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي الاوفر حظا لتصبح رئيسة للحكومة التي ستفاوض على آلية انفصال بلادها عن الاتحاد الاوروبي.
وتقدم بالاجمال خمسة مرشحين لخوض السباق لخلافة ديفيد كاميرون، غير ان الاوفر حظا بينهم بوريس جونسون الذي تزعم حملة الخروج اثار مفاجأة كبرى الخميس باعلانه عدم الترشح.
وبعدما انضمت تيريزا ماي (59 عاما) الى كاميرون للدفاع عن البقاء داخل الاتحاد الاوروبي، قدمت نفسها الخميس على انها مرشحة قادرة على توحيد صفوف الحزب في حال فوزها برئاسة الحكومة في سبتمبر.
وقالت ماي "بريكست يعني بريكست". واضافت ان "الحملة جرت والتصويت تم، ونسبة المشاركة كانت مرتفعة، والشعب اصدر حكمه"، مؤكدة بذلك لانصار الخروج من الاتحاد الاوروبي انها مصممة على احترام خيارهم.
على صعيد ذي صلة دعا الوزير بوزارة النقل البريطانية اللورد أحمد، من ويمبلدون صباح امس السبت، إلى اتخاذ جميع الإجراءات الأمنية اللازمة لحماية العامة بعد أن حذرت منظمة غير حكومية أمس الاول الجمعة من تهديدات ضد رحلات جوية من مطار هيثرو بلندن متوجهة إلى الولايات المتحدة. وحذرت مجموعة غير حكومية لمكافحة الإرهاب "سايت" أمس الاول من أن تهديدا إرهابيا رصدته عبر حساب على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر" مرتبط بتنظيم داعش الإرهابى.
وهدد هذا الحساب بشن هجمات على الطائرات التى تقلع من مطار هيثرو بلندن إلى الولايات المتحدة يوم الرابع من يوليو خلال الاحتفالات بعطلة يوم الاستقلال فى الولايات المتحدة. كما حذر من تهديدات بوضع قنبلة فى أحد مطارات هيثرو أو مطار لوس أنجلوس الدولى أو مطار جون كينيدى بمدينة نيويورك. وقال الوزير، فى بيان له، "يجب اتخاذ جميع الخطوات اللازمة للحفاظ على سلامة العامة"، وأضاف "علينا جميعا أن نكون يقظين للتهديد من الإرهاب العالمى- فى المملكة المتحدة تبقى كل جوانب أمن الطيران قيد الاستعراض المستمر والعمل بشكل وثيق مع شركائنا الدوليين لتخفيف المخاطر". وتابع "سنواصل اتخاذ جميع الخطوات اللازمة للحفاظ على سلامة العامة، ولكن لأسباب أمنية لن نعلق بالتفصيل على التدابير والإجراءات الأمنية التى سوف نتخذها". ورفض مطار هيثرو التعليق على وجود تهديد ضده، مشيرا إلى أن الأسئلة يجب أن توجه إلى وزارة النقل فى هذا الإطار.