"العومة" ثروة اقتصادية في بحار السلطنة

مؤشر السبت ٠٢/يوليو/٢٠١٦ ١٩:٤٠ م
"العومة" ثروة اقتصادية في بحار السلطنة

صلالة-العمانية
وتزخر المياه العمانية بأنواع عديدة من الكائنات البحرية كالقشريات والرخويات إلى جانب الأسماك القاعية والأسماك السطحية وفي مقدمتها أسماك السردين التي تعد أحد الأطعمة البحرية التقليدية وتحتوي على غذاء غني بالبروتينات والدهون .
وتتصدر أسماك السردين أو "العومة" كما يطلق عليها محليا المرتبة الأولى في سلّم الصادرات السمكية للسلطنة حيث شكلت خلال العام الماضي ما نسبته 61% من إجمالي كميات الأسماك المصدرة وبقيمة إجمالية بلغت 29.6 مليون ريال عماني .

ارتفاع في الإنتاج
خلال العام 2015 بلغ انتاج السلطنة الكلي من أسماك السردين 82 ألفاً و654 طنا بارتفاع قدره 32 %عن العام 2014 منها 79 ألفاً و389 طنا صادرات خارجية و3 آلاف و265 طنا كانت للاستهلاك المحلي.
وتأتي محافظة الوسطى في المرتبة الأولى من حيث إنتاج السردين على مستوى محافظات السلطنة حيث بلغ إجمالي ما أنتجته خلال العام الماضي43 ألفاً و47 طنا أي ما يعادل 52 % من إجمالي الانتاج تليها محافظة جنوب الشرقية بـ24 الفاً و103 أطنان بنسبة بلغت 29 % فيما بلغ انتاج محافظتي جنوب وشمال الباطنة 6588 طنا بنسبة 8% .
كما بلغ انتاج محافظة ظفار من السردين5243طنا أي ما يعادل 6% ومحافظة مسقط 2361 طنا بنسبة 3 % ومحافظة مسندم 1312 طنا بنسبة 2 % من الانتاج العام .
وأشارت الدراسات التي نفذها مركز العلوم البحرية والسمكية إلى امكانية رفع سقف إنتاج السردين من البحار العمانية وأوصت برفع إنتاج السلطنة من السردين بواقع 18.9 % خلال السنوات القادمة. كما قدرت الدراسات الحجم الأدنى المقترح للصيد في بحر عمان بـ17 سم والحجم الادنى المقترح للصيد في بحر العرب بـ 19 سم .
واوضحت الدراسات بأنه يمكن أيضا توسيع نطاق الصيد ليشمل أعالي البحار باستخدام شباك البرسين للتحويط العميق على نطاق محدود والتخفيف على المصائد الساحلية ويعني ذلك التوسع في الصناعات السمكية ورفع جودة المنتجات البحرية وقيمتها المضافة والتحكم في مسارات تسويق أسماك العومة على وجه الخصوص بشكل يرفع مساهمتها في الدخل الوطني من قطاع الثروة السمكية.
وتتواجد أسماك السردين في الجزء الشمالي الغربي للمحيط الهندي من القرن الافريقي وعلى طول الساحل العماني وحتى الخليج العربي وتنتشر شرقا حتى السواحل الجنوبية للهند وسريلانكا وهي شديدة النزعة للهجرة داخل نطاق المياه الساحلية .
ويعد السردين من الأسماك السطحية الصغيرة التي تتواجد في حشود سطحية ضخمة في المياه الساحلية ويتم صيدها باستخدام الشباك وهي غذاء للكثير من الأسماك والكائنات البحرية.
كما تعد سمكة السردين من نوع الكلوبيداي الاكثر وفرة في المياه العمانية حيث يوجد منها حوالي 21 نوعا وتشكل ما يربو على 80 % من أسماك السطح الصغيرة و40 % تقريبا من الانزال السمكي العماني .

ظهور موسمي
وتظهر أسماك السردين بصورة موسمية حيث تأتي في حشود ضخمة في الفترة من اكتوبر إلى فبراير وتتركز معظم مصائد السردين في السلطنة في محافظات الوسطى وظفار وجنوب وشمال الباطنة وكذلك جنوب وشمال الشرقية حيث يتم اصطيادها باستخدام شباك الجاروف . كما تصطاد بالشباك الموصلة بالقوارب والشباك الخيشومية وشباك الغلة .
ويعتمد في اصطياد أسماك السردين على العمل الجماعي المنظم فهو عمل شاق ويحتاج إلى المهارة والدقة وكذلك إلى الصبر والهدوء حيث ان طريقة صيدها تمر بعدة مراحل متلاحقة بدء من تحديد الموقع ورمي الشباك وسحبها إلى الشاطئ وانتهاء بتحميلها وبيعها.
يتم اصطياد أسماك السردين عن طريق استخدام الشباك الخيشومية الكبيرة في كافة محافظات السلطنة وتعرف بأسماء عديدة حسب استخدامها في الصيد منها ( شباك المنصب - شباك الهيال - شباك الضاغية - شباك الحوي أو التحويط - شباك الغل) .
وتتم عملية صيد الضواغي عن طريق مجموعة من الصيادين يشتركون في اصطياد أسماك السردين حيث يتم تجهيز الحبال والشباك والقوارب وكل مايلزم ويحتاجه الصياد خلال موسم السردين .
وتبدأ الضواغي بالخروج إلى البحر في الصباح الباكر والقيام بجولات متتالية وتتبع حركة طيور النورس التي عادة ما تكون خلف مجموعات السردين أو القيام بالبحث عن البقع الشديدة الظلام في البحر التي تدل ايضا على تواجد أسماك السردين. وتجري عملية محاصرة أسماك السردين بعد تحديد مواقع تواجدها من خلال انزال الشباك وربطها من الجانبين بحبال طويلة على شكل هلال ثم نصف دائري بمهارة وهدوء حيث يتم تدريجيا تضييق الشباك لتغلق بعد ذلك على مجموعة كبيرة من
أسماك السردين ليبدأ بعدها سحب الشباك الممتلئة بالأسماك إلى الساحل.
زيت السردين
كما يستخرج من أسماك السردين زيت يميل إلى السواد ويستعمل في العديد من الاستخدامات منها طلي القوارب والسفن نظرا لما تتمتع به زيوت السردين من القدرة على مقاومة تسرب المياه إلى الاجزاء الداخلية من الاخشاب حيث كان يلقى رواجا كبيرا من قبل صناع السفن التقليدية في الماضي .