رمضان في تونس.. مأكولات شعبية وأجواء روحانية

مزاج الجمعة ٠١/يوليو/٢٠١٦ ٢٣:٠٦ م
رمضان في تونس.. مأكولات شعبية وأجواء روحانية

تونس -العمانية
شهر رمضان في تونس له طعم ومذاق خاص، فالبلد الذي اقيم به جامع الزيتونة وجامع عقبة بن نافع وغيرهما من المعالم الاسلامية العريقة منذ مئات السنين، كان ولا يزال يمنح شهر المغفرة والرحمة مكانته المميزة، وعلى امتداد البلاد تعيش تونس وقعاً روحانياً عميقاً طيلة هذا الشهر الكريم، وتشهد المساجد والجوامع والساحات المحيطة بها حركة دائبة ونشيطة ايام وليالي رمضان لحرص التونسيين على حضور حلقات الذكر والمحاضرات والمسامرات الدينية وصلاة التراويح.
وتقام في هذا الشهر عشرات المسابقات الدينية الخاصة بحفظ كتاب الله وترتيله وتجويده في مختلف الجهات، ومن اشهر المسابقات التي تقام في تونس المسابقة الدولية لحفظ القران الكريم التي تشهد سنويا مشاركة اغلب البلدان العربية والاسلامية وتتوج بمنح جائزة رئيس الجمهورية الدولية للدراسات الاسلامية.
كما يحرص التونسيون على الاحتفال بليلة السابع والعشرين من رمضان في جامع عقبة بن نافع بالقيروان او جامع الزيتونة بتونس حيث يتم ختم القران الكريم، ويشهد هذان المعلمان اقبالا كبيرا من الدول المجاورة في الليالي العشر الاواخر من الشهر المبارك.
ويحرص التونسيون خلال شهر رمضان المبارك على اقامة موائد الرحمن في ساحات المساجد، حيث تقدم وجبات الافطار للمحتاجين وعابري السبيل، وتسعى اغلب الاسر التونسية لاقامة حفلات الختان للمواليد الجدد في ليلة السابع والعشرين من الشهر كما يحرص المقبلون على الزواج على تقديم هدايا تسمى "الموسم" وهي هدية يقدمها الخطيب لخطيبته تبركا بهذا الشهر ودعما لاواصر القرابة بين الاصهار.
كما تقام في معظم المناسبات الاجتماعية التى تكون خلال شهر رمضان المبارك عروضًا للانشاد الديني تسمى "السولامية" وهي عبارة عن فرق انشادية دينية تتغنى بمأثر الرسول الكريم وتمجده بطريقة صوفية فلكلورية، كما تحرص اغلب الاسر التونسية علي تمتين روابط صلة الرحم بين افرادها وتجاوز الخلافات والاحقاد التي قد تنشا طيلة الايام والاشهر العادية بتنظيم السهرات الرمضانية العائلية في الفضاءات العامة او الخاصة.
وتحرص أغلب الاسر التونسية اشد الحرص على تخزين السلع الاستهلاكية الاساسية قبل حلول شهر المغفرة، وعادة ما ترتفع معظم اسعار السلع خلال هذا الشهر في حين تعمل الجهات الرسمية على ضمان سلاسة رواج السلع وتوفرها بالكميات المطلوبة لتحقيق استقرار هذه الاسعار والحد من ارتفاعها.
ويفضل التونسيون في رمضان استهلاك اللحوم الحمراء كلحم الضان والخرفان وتجنب أكل الاسماك رغم وفرة وجودها في البلاد تجنبا للعطش الذي يسببه تناول الاسماك، كما يفضلون اقتناء التمور التي تنتجها واحات الجنوب وهي من اجود انواع التمور في العالم.
ويعمل التونسيون على تنويع المشروبات التي تقدم في السهرات الرمضانية الطويلة كالشاي الذي يقدم مع البندق والعصائر التى تقدم مع الفستق واللوز والمكسرات المتنوعة، كما تتسابق العائلات في الليالي الاواخر من الشهر على حجز اماكن في المخابز لعمل الحلويات العائلية الخاصة بالعيد مثل البقلاوة والجوزة وتسمى في تونس "حلو العيد".
وبين عبادة الصوم وافطار الصائم وتسابيح وتراتيل وقيام الليل يمضي رمضان الكريم مزهوا بسحره الذي لا يقاوم في تونس كغيرها من البلدان في جميع بقاع الارض.