الموائد الرمضانية في باريس تعكس صورة الاسلام المشرقة

مزاج الجمعة ٠١/يوليو/٢٠١٦ ٢٣:٠٤ م
الموائد الرمضانية في باريس تعكس صورة الاسلام المشرقة

باريس - هدى الزين
تعتبر العاصمة الفرنسية باريس، المدينة التي يقطن بها أكبر تجمع للجالية الإسلامية، ويتمسك المسلمون من كافة اجناسهم والوانهم بالشعائر الدينية والطقوس الاجتماعية للمسلمين خاصة في شهر رمضان، وهي تمزج الحياة الروحانية والدينية بمبادىء التعاون والتسامح والاجواء الانسانية العابقة بمبادئ الرحمة وحب الخير والعطاء وهي تتجسد في التبرع للموائد الرمضانية التي تقام في المساجد والجمعيات والخيم الرمضانية.
وكل عام تقام كل يوم من ايام رمضان الموائد الرمضانية في المساجد الكبرى ومنها مسجد باريس الكبير الذي يعتبر المرجع الاساسي للسلمين في باريس وهو الذي يمثل الديانة الاسلامية في فرنسا من قبل السلطات الفرنسية، ويقدم المسجد خلال شهر روضان المبارك ما يقرب عن 500 وجبة افطار يوميا مؤلفة من العصير والتمر والكسكسي بالخضار واللحم اضافة الى الحلوى.
كما تقدم كل من هيئة الاغاثة الاسلامية وجمعية "شوربة للجميع" الوجبات اليومية المجانية، ويستفيد من نشاطاتها خلال الشهر الكريم المسلمون او غير المسلمين حيث توزع حوالي الف وجبة يوميا.
وفي الدائرة التاسعة عشر وفي شارع كريمي في باريس تقدم جمعية "شوربة للجميع" وجبة من الشوربة اللذيذة الساخنة مع العصير والحلوى للصائمين وللفقراء المحتاجين من مختلف الملل والاديان ويقوم متطوعون بالجمعية بتوزيع الشوربة على الواقفين في صفوف منتظمة ينتظرون دورهم في اخذ حصتهم من الوجبة الساخنة اللذيذة مع صوت القران الكريم.
وحل شهر رمضان الكريم في فرنسا على خلفية أزمة مالية عالمية وأزمة اقتصادية خاصة بفرنسا منذ أكثر من ثلاث سنوات الآن.
هذه الأزمة تأثر بها العديد من المواطنين وكذلك الجمعيات والمؤسسات المعنية بشؤون الجاليات المسلمة المقيمة الا ان مراسم الخير والعطاء ومعنى التضامن الانساني في اجمل صوره تتجلى بالتبرعات التي يقدمها التجار والميسورين من مواد عينية او مادية الى المساجد والجمعيات وهيئات الاغاثة الاسلامية وكثير من اللاجئين السوريين يتلقون في شهر رمضان المبارك مواد غذائية من مختلف الاصناف الغذائية التي يتبرع بها المواطنين السوريين المقيمين في فرنسا او الجهات الخيرية الاسلامية من اجل مساعدتهم على شظف العيش وصعوبته خصوصا في شهر رمضان المبارك.
وتعمل جمعيات من دول شمال إفريقيا، والتي تعد من الجمعيات الرائدة في المجال الخيري خلال شهر رمضان من خلال خيمتين كبيرتين تقام في الساحات العامة على تقديم ما يقرب من ألفي وجبة إفطار يوميا، كما تقوم بتوزيع نحو 800 طرد يوميا، تشتمل على المواد الغذائية الأساسية، على العائلات المعوزة التي يمنعها الحياء من طلب المساعدة بشكل علني.
وتعتمد على التبرعات التي يقدمها المهاجرين المسلمين للفقراء والمحتاجين في هذا الشهر االكريم.
ومن الجمعيات الكبرى التي تقوم على دعم وخدمة الموائد الرمضانية هيئة الإغاثة الإسلامية وهي للهيئة إلى أنها تعمل بشكل دائم على مدى العام مع جمعيات أخرى على تقديم المساعدات طوال العام إلى العائلات الفقيرة، والمسنين والمسجونين والطلبة الأجانب الذين يواجهون صعوبات مادية
وجمعية "شوربة للجميع" التي تأسست سنة 1992 تعمل على تقديم حساء الشوربة المسماة (الحريرة) وهي أكلة شهيرة ببلاد المغرب العربي تتكون أساسا من لحم مقطع قطعا صغيرة، وحمص، وصلصة طماطم، وبصل، وبازار (مكسرات)، وفلفل أحمر، وملح، وبقدونس، هذا فضلا عن حبات الشُربة (معكرونة لسان العصفور) وهي الحساء الغني بالفيتامينات والمواد الغذائية وتقدم الجمعية حساء الشوربة عادة في ايام الشتاء القارص وعلى مدى ايام اشهر رمضان المبارك ويلقى مجهود منظمة "شُوربة للجميع" تشجيعا من السلطات الفرنسية، حيث تقوم بلدية باريس بمد الجمعية سنويا بحوالي خمسين ألف يورو كإعانة، وتقوم الجمعية فضلا عن إعانة البلدية بجمع التبرعات من الأفراد، إضافة إلى الأموال التي تجمعها من أعضائها.
خيمة رمضانية في ساحة باريسية تمثل جوهر الاسلام واخلاقياته في ساحة واسعة في شارع "لورك" في الدائرة التاسعة عشر من باريس نصبت خيمة كبيرة يديرها عدد من المتطوعين من الشباب والفتيات المسلمين، حيث ينتظر امام الخيمة اعداد كبيرة من البشر في التاسعة مساء منهم المسلمين الصائمين ومنها المشردين والغرباء او الباحثين عن وجبة مجانية.
يقول رئيس الجمعية علي حسني: من المتوقع في رمضان هذا العام ان نوزع حوالي 2000 وجبة شُوربة يوميا مع ما يرافقها من بعض التمر والحليب واللبن.
ويضيف حسني قائلا: "نحن لا نفرق في توزيعنا لهذه الشوربة الرمضانية بين المسلمين وغير المسلمين، لأن المجهود الخيري هذا موجه لإبلاغ رسالة تضامن المسلمين في هذا الشهر مع المحتاجين أيا كانت ديانتهم، وأيا كانت أصولهم، ودون تفرقة ولا تمييز، وهو الأمر الذي ينبع من جوهر ديننا، والذي يتوافق مع مبادئ الجمهورية الفرنسية التي تأسست عليها جمعيتنا وهو ما يعزز صورة التسامح والتبادل في الاسلام عكس ما يروجه الاعلام المغرض والمتطرفين الذين يشوهون كل معاني الاسلام الحميدة.