واشنطن وموسكو تبحثان التعاون في سوريا

الحدث الجمعة ٠١/يوليو/٢٠١٦ ٢٣:٠٢ م
واشنطن وموسكو تبحثان التعاون في سوريا

واشنطن – وكالات

قال مسؤولون أمريكيون إن حكومة الرئيس باراك أوباما تدرس خطة لتنسيق الضربات الجوية مع روسيا ضد جبهة النصرة وتنظيم داعش في سوريا، إذا توقفت الحكومة السورية عن قصف المعارضة المعتدلة.

وتدعم الولايات المتحدة المعارضة المعتدلة التي تواجه ضغوطا من داعش والقوات الحكومية لكن الخطة تتوقف جزئيا على ما إذا كانت روسيا مستعدة للضغط على حليفها الرئيس بشار الأسد لوقف قصف المعارضة المعتدلة. ويشكك كثير من المسؤولين الأمريكيين والخبراء في استعداد موسكو لفعل ذلك.

وستتطلب الخطة أيضا أن تفصل قوات المعارضة المعتدلة نفسها عن جبهة النصرة وتنتقل إلى مناطق يمكن تحديدها، حيث ستكون معرضة لاحتمال التعرض لضربات جوية من القوات الحكومية والقوات الروسية.
ورغم أن روسيا تقول إنها تستهدف داعش فإن معظم الضربات الجوية الروسية استهدفت المعارضة المعتدلة المدعومة من الولايات المتحدة والتي لا تثق في حكومة الأسد التي تتهمها المعارضة وواشنطن بارتكاب أغلب الانتهاكات لوقف إطلاق النار.
وقال كريس هارمر المحلل في معهد دراسات الحرب: «إذا فصل المعتدلون أنفسهم عن النصرة فسوف يتحرك الروس والأسد على الفور لقتلهم..فكرة أن تفصل المعارضة المعتدلة نفسها عن النصرة لن تحدث. إنها (خطة الإدارة) طريق طويل مسدود في نهايته». وأضاف هارمر «إنه ليدهشني أن يعتقد أحد في العام الخامس من هذه الحرب الأهلية أن هذه ستكون فكرة جيدة».

اقتراح مكتوب

وذكرت صحيفة واشنطن بوست التي كانت أول من نشر الخطة أن إدارة أوباما قدمت اقتراحا مكتوبا إلى موسكو لكن مسؤولين أمريكيين تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما قالا إنه رغم أن الخطة قيد النقاش داخل الإدارة إلا إنه لم يتم اتخاذ أي قرارات بعد. لكن بحث واشنطن لمثل هذه الخطة يعكس انهيارا لاتفاق وقف العمليات القتالية المبرم في 27 فبراير والذي كان من المفترض أن يحقق بعض الهدوء في بلد يعاني من حرب منذ خمسة أعوام ويروج لتسوية سياسية، كما يعكس ضعف قوات المعارضة المعتدلة المدعومة من الولايات المتحدة.
وفي دلالة على وضعهما الصعب قال مصدر بالمعارضة إن قوات من المعارضة السورية تدعمها الولايات المتحدة اضطرت للتقهقر من مدينة البوكمال التي يسيطر عليها تنظيم داعش على الحدود مع العراق، وتكبدت خسائر في الأرواح ووقع بعض مقاتليها في الأسر وفقدت بعض أسلحتها.
وأخيرا فإن استهداف جبهة النصرة قد يؤدي في نهاية المطاف إلى تعزيز شعبية الجبهة التابعة لتنظيم القاعدة والتي يشيد بها على نطاق واسع السوريون المناهضون للحكومة بوصفها القوة القتالية الأكثر فعالية في السعي للإطاحة بالأسد.
وبدت احتمالات التوصل إلى اتفاق سياسي لإنهاء الصراع ضعيفة خاصة بسبب عدم التوصل إلى اتفاق بشأن مستقبل الأسد الذي ترغب الولايات المتحدة في تركه السلطة، لكن روسيا دعمته عندما تدخلت عسكريا في سوريا منذ سبتمبر الفائت.

تحطم طائرة

أعلن مصدر عسكري سوري، أمس الجمعة، عن تحطم طائرة حربية في مدينة القلمون في ريف دمشق، وقال المصدر -وفقًا لما نقلته قناة روسيا اليوم- إن مصير قائد الطائرة ما زال مجهولا، موضحًا أن الطائرة كانت تقوم بمهمة تدريبية وأن الطيار تمكن من القفز منها بمظلته. وأعلن جيش الإسلام -أحد فصائل المعارضة السورية المسلحة- مؤخرًا إسقاط طائرتين حربيتين تابعتين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وتعهدت جماعة من المعارضة السورية تدعمها الولايات المتحدة بمواصلة الهجمات على تنظيم داعش بعدما أجبرها هجوم مضاد للمتشددين إلى التقهقر عن مشارف مدينة البوكمال قرب الحدود العراقية.

وشن جيش سوريا الجديد عملية بدعم من قاذفات أمريكية يوم الثلاثاء بهدف السيطرة على البلدة من داعش وقطع خطوط الإمداد والاتصال للتنظيم بين سوريا والعراق.
واضطرت الجماعة للتقهقر إلى قواعدها في التنف بجنوب سوريا الأربعاء بعد تعرض مقاتليها لكمين.
وقال جيش سوريا الجديد في بيان على تويتر: «أخلت قوات جيش سوريا الجديد مواقعها بنجاح في ختام العملية بينما بقيت العديد من النقاط في بادية محيط البوكمال تحت سيطرة أبطالنا».
وقالت مصادر مخابرات غربية إن عملية الثلاثاء عند الطرف الجنوبي بمحافظة دير الزور الغنية بالنفط كانت لإظهار قوة الجماعة التي تقدم لها وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) كل ما تحتاجه تقريبا من تمويل وعتاد. وقال مسؤولون أمريكيون في الأشهر الأخيرة إن عشرات من أفراد قوات العمليات الخاصة الأمريكية يعملون حاليا في سوريا مع مجموعة من جماعات المعارضة السورية.
وقالت مصادر في جيش سوريا الجديد إن الهدف من العملية لم يكن للسيطرة على المدينة شديدة التحصين التي يتخذها التنظيم معقلا له ويعيش فيها أكثر من 50 ألف نسمة، ولكن لتوجيه ضربة نفسية واختبار قدرات داعش.
وقال مزاحم السلوم المتحدث باسم جيش سوريا الجديد إن هدف قواته لم يكن السيطرة على مدينة البوكمال ولكن الاشتباك مع التنظيم في الصحراء وتسديد ضربة له قرب المدينة.
وأدت سيطرة تنظيم داعش على البوكمال في 2014 إلى طمس معالم الحدود فعليا بين سوريا والعراق وكانت خسارة المدينة ستمثل ضربة إستراتيجية للخلافة العابرة للحدود التي أعلنها أبو بكر البغدادي زعيم التنظيم.
وقالت مصادر أمنية غربية ودبلوماسيون إن العملية العسكرية بدأت من التنف وهي نقطة حدودية في جنوب سوريا جرى انتزاعها من داعش وباتت الآن قاعدة لتدريب مقاتلين على أيدي القوات الخاصة الأمريكية. وشهدت الحملة التي تقودها الولايات المتحدة ضد داعش زخما هذا الشهر بشن تحالف مؤلف من فصائل مسلحة منها وحدات حماية الشعب الكردية هجوما كبيرا على التنظيم في مدينة منبج في شمال سوريا.