اتصالات مكثفــة بين أنقــرة وموســكو

الحدث الجمعة ٠١/يوليو/٢٠١٦ ٢٢:٥٩ م
اتصالات مكثفــة بين أنقــرة وموســكو

موسكو – وكالات

أعلن الكرملين أن موسكو تتوقع إجراء اتصالات مكثفة مع الجانب التركي في إطار استئناف العلاقات بين البلدين بعد اتخاذ القرار بهذا الشأن.

وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الرئاسة الروسية للصحفيين أمس الجمعة: «تم الإيعاز إلى الحكومة ببدء اتصالات مع الزملاء الأتراك لبحث عملية رفع العقوبات(ضد تركيا) تدريجيا بعد فرضها وفقا لمرسوم الرئيس سابقا. ولذلك سيكون هناك الآن شهر كامل، أو حتى أكثر، من الاتصالات المكثفة».

وقال الكرملين أمس إنه لا يستبعد احتمال أن يجتمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوجان قبل قمة مجموعة العشرين المقرر عقدها في الصين في سبتمبر المقبل.
وأكد بيسكوف في مؤتمر هاتفي مع الصحفيين «يبدو الآن أنه سيكون هناك شهر أو أكثر من الاتصالات المكثفة» مع تركيا بشأن إعادة العلاقات
وأكد من جديد أن لقاء بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوجان قد يعقد قبل قمة مجموعة العشرين في الصين في سبتمبر المقبل.

قطار المصالحة

في السياق ذاته التقى وزيرا خارجية روسيا وتركيا سيرجي لافروف ومولود جاويش أوجلو أمس الجمعة في سوتشي، جنوب روسيا، للمرة الأولى منذ استئناف الاتصالات بين البلدين اللذين توترت العلاقات بينهما منذ أشهر. وقال لافروف في تصريحات في بداية الاجتماع نقلتها وكالات الأنباء الروسية: «نأمل أن يعيد هذا اللقاء العلاقات إلى طبيعتها».

من جهته صرح جاويش أوجلو أن «رئيسي بلدينا تباحثا هاتفيا. كان ذلك بنَّاءً جدا وكلفانا مواصلة هذه المحادثة لتطبيع العلاقات وإيصالها إلى مستوى مناسب».

وبدأت روسيا وتركيا الأربعاء تطبيع العلاقات بينهما بعد أشهر من أزمة دبلوماسية خطرة نتجت من إسقاط طائرات أف-16 تركية مقاتلة روسية قرب الحدود مع سوريا.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوجلو قوله بعد لقائه بنظيره الروسي سيرجي لافروف أمس الجمعة إن على تركيا وروسيا العمل معا لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية. ونقلت الوكالة عن جاويش أوغلو قوله في منتجع سوتشي المطل على البحر الأسود إن أنقرة تحارب تنظيم داعش مباشرة ولهذا السبب فإن تركيا هدف للإرهابيين.
وأجرى رئيسا البلدين فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوجان الأربعاء مكالمة هي الأولى منذ بدء الأزمة. وقرر الجانبان أن يلتقيا قريبا.
وفي أولى مؤشرات احتواء التوتر أمر بوتين برفع العقوبات المفروضة على تركيا في مجال السياحة وبـ»تطبيع» العلاقات التجارية مع أنقرة.
وقال بوتين خلال اجتماع للحكومة بعيد تشاوره هاتفيا مع أردوجان: «طلبت من الحكومة البدء بعملية تطبيع العلاقة التجارية وعلاقاتنا الاقتصادية».

أغلبية الإسرائيليين يرون الاتفاق مع تركيا «مهيناً»

القدس – : نشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية استطلاعا للرأي أظهر أن أغلبية الإسرائيليين يرون اتفاق المصالحة مع تركيا «مهينا»، ويقدم تنازلات إسرائيلية.

كما نقلت الصحيفة في تقرير لها عن وزير الداخلية الإسرائيلي الأسبق جدعون ساعر انتقاداته الشديدة للاتفاق، الذي اعتبره أيضا مهينا لإسرائيل، وسيشكل بداية لقدوم مزيد من السفن المتضامنة مع غزة.

وبدورها، نقلت صحيفة «هآرتس» العبرية عن وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان معارضته تقديم الاعتذار لتركيا عقب أحداث سفينة مرمرة، واصفا تركيا بأنها دولة معنية بمهاجمة إسرائيل ويجب التصرف حيالها بما يخدم المصالح الإسرائيلية.

وفي السياق ذاته، قالت صحيفة «مكور ريشون» العبرية، أيضا إن اتفاق المصالحة بين إسرائيل وتركيا، جاء بشكل كبير في صالح الأخيرة، ولذا فإنه توجد معارضة له في المنظومة الأمنية الإسرائيلية.

وأضافت الصحيفة الإسرائيلية أن الرئيس التركي رجب طيب أردوجان حقق من وراء هذا الاتفاق مكاسب سياسية لا حصر لها، خاصة في ظل عودة العمليات الإرهابية من جديد لشوارع تركيا ومساعي الأكراد لإقامة دولة على طول الحدود بين سوريا وتركيا.

وتابعت «الإعلان عن الاتفاق في ظل الأوضاع المتأزمة السابقة من شأنه أن يساعد أردوجان في التقاط الأنفاس وتوظيفه إقليميا ودوليا لصالح تركيا».
واستطردت الصحيفة «اتفاق المصالحة يعد أيضا إنجازا اقتصاديا لأنقرة، فالأتراك يطمحون للحصول على نصيب وافر من الموارد الجديدة للطاقة في الشرق الأوسط، كما يسعون لاستيراد الغاز الطبيعي الإسرائيلي، الذي ترى فيه أنقرة فرصة لتنويع مصادرها من الغاز، وتقليل الاعتماد على روسيا في هذا المجال، لاسيما بعد وصول العلاقات مع موسكو إلى منحدر خطير بعد إسقاط تركيا طائرة روسية اخترقت أجوائها في نوفمبر الفائت».
وأضافت «الأتراك يسعون أيضا لتشغيل مشاريع بمئات ملايين الدولارات في قطاع غزة، من خلال إقامة مستشفى جديد، ومحطة طاقة، ومحطة تحلية مياه بالتعاون مع ألمانيا».
وخلصت الصحيفة إلى القول: «إن حجم التجارة البينية بين إسرائيل وتركيا يصل إلى خمسة بلايين دولار، ومن المتوقع أن ينتعش هذا الرقم أيضا بعد توقيع اتفاق المصالحة».
وكانت وكالة «رويترز» نسبت إلى مسئول إسرائيلي مرافق لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في زيارته للعاصمة الإيطالية روما، قوله في 26 يونيو إن إسرائيل وتركيا توصلتا إلى اتفاق لتطبيع العلاقات.

وفي 27 يونيو، أعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم من أنقرة ونظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من روما، عن بدء المرحلة الأولى من اتفاق تطبيع العلاقات بين أنقرة وتل أبيب، والذي بموجبه سيتم تبادل السفراء بين البلدين، وإدخال مساعدات إلى قطاع غزة المحاصر.

وحسب «الجزيرة»، تحدث يلدرم في مؤتمر صحفي بأنقرة، عن سبب توتر العلاقات مع إسرائيل، والذي يعود إلى هجوم الجيش الإسرائيلي على أسطول الحرية الذي كان يحمل مساعدات إنسانية إلى غزة في 31 مايو 2010.

وقد أسفر الهجوم -الذي وقع في المياه الدولية- عن مقتل تسعة ناشطين أتراك كانوا على متن سفينة «مافي مرمرة»، بينما توفي آخر في وقت لاحق متأثرا بجروحه التي أصيب بها جراء ذلك الهجوم.

وبيّن يلدريم أن من أهم شروط تركيا لإعادة العلاقات إلغاء الحصار المفروض على غزة، ودفع تعويضات من قبل إسرائيل إلى عائلات قتلى «مافي مرمرة».

وبحسب رئيس الوزراء التركي، فقد تعهدت إسرائيل بدفع تعويضات بقيمة عشرين مليون دولار، وذكر أن هذه الاتفاقية ستمكن من إيصال المساعدات إلى قطاع غزة الذي يتعرض لحصار خانق، حيث ستتوجه أول سفينة تحمل عشرة أطنان من المساعدات الإنسانية إلى ميناء أسدود الجمعة المقبل بموجب الاتفاق.

وأكد أن هناك عملا دؤوبا من أجل توليد التيار الكهربائي والمياه الصالحة للشرب في قطاع غزة، بالإضافة إلى بناء مستشفى كبير بسعة مئتي سرير، مع العديد من المشاريع الأخرى.
وبارك يلدرم للشعب الفلسطيني هذا الاتفاق الذي اعتبر أنه سيكون مرحلة من أجل إعادة الحياة إلى القطاع.
ومن جهته، قال نتنياهو إن الاتفاق مع تركيا سيمنع أي أنشطة «إرهابية» من الأراضي التركية ضد إسرائيل، معتبرا أنه انتصار للجانبين التركي والإسرائيلي وضمان لمصالح البلدين.

وأضاف نتنياهو «الاتفاق سيبقي الحصار الأمني قبالة غزة ويمنع تعاظم قوة حركة حماس، فضلا عن كونه سيتيح إمكانية تصدير الغاز الإسرائيلي لأوروبا عبر تركيا».

ويأتي تطبيع العلاقات بين تركيا وإسرائيل بعد محادثات استغرقت ثلاثة أعوام بدعم من واشنطن، لإنهاء الأزمة التي نشبت بعد أن قتلت البحرية الإسرائيلية عشرة ناشطين أتراك مؤيدين للفلسطينيين حاولوا كسر الحصار البحري المفروض على قطاع غزة عام 2010 وكانوا على متن سفينة مافي مرمرة ضمن أسطول الحرية.

وخفضت العلاقات الدبلوماسية بين تركيا وإسرائيل عام 2010 مع سحب السفيرين وتجميد التعاون العسكري.

وكانت أنقرة اشترطت ثلاثة أمور لتطبيع العلاقات: أولها اعتذار علني عن الهجوم، ثانيا تعويضات مالية للضحايا، وثالثا رفع الحصار عن قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس.

وحسب «الجزيرة»، نفذ الشرطان الأولان جزئيا، بينما بقي الأمر معلقا انتظارا لتحقيق تسوية إزاء الشرط الثالث.

وتناقلت وسائل الإعلام مؤخرا التوصل إلى تسوية بشأن الشرط الثالث، تتمثل في السماح بإيصال مساعدات تركية إلى سكان غزة عبر ميناء أسدود الخاضع للسيطرة الإسرائيلية، بدلا من إرسالها إلى غزة مباشرة.

و ذكرت صحيفة «يسرائيل هايوم» الإسرائيلية، إن إسرائيل أدانت العملية الإرهابية التي حدثت مؤخرا في مطار «أتاتورك» في إسطنبول، حيث قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، إنه على الشعوب المتحضرة كلها الوقوف معا لمحاربة وباء الإرهاب.

وأوضحت الصحيفة العبرية، أن تل أبيب عرضت على أنقرة التعاون معها في مكافحة الإرهاب، مشيرة إلى أن الرئيس الإسرائيلي رؤوبين ريفلين، بعث ببرقية تعزية إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوجان، وصف فيها العملية بأنها «عمل جبان وقاتل يعكس الكراهية العمياء التي نشهدها بأسف هذه الأيام».