الفلسطينيون يشدّون الرحال للأقصى

الحدث الجمعة ٠١/يوليو/٢٠١٦ ٢٢:٥٧ م
الفلسطينيون يشدّون الرحال للأقصى

القدس المحتلة – نظير طه - زكي خليل

رغم إجراءات الاحتلال المشددة يواصل آلاف المواطنين الفلسطينيين، منذ الليلة قبل الفائتة، زحفهم إلى المسجد الأقصى المبارك؛ للمشاركة في أداء صلاة الجمعة الأخيرة من شهر رمضان، فيما أدى الآلاف منهم صلاتي التراويح والفجر في رحابه الطاهرة.

فقد شهدت القدس المحتلة طوال ساعات الليلة قبل الفائتة وفجر الأمس حركة تدفق واسعة من مواطني القدس وضواحيها وبلداتها وأراضي الـ48، ومن محافظات الضفة (ممن تنطبق عليهم شروط الاحتلال) وأعداد بسيطة من كبار السن من مواطني غزة، فضلاً عن مسلمين من جنسيات مختلفة، حيث أخذوا مواقعهم داخل المسجد في الأماكن المحددة لصلاة الرجال والنساء.

وقد شارك مئات المصلين في الاعتكاف بالمسجد الأقصى الليلة قبل الفائتة وفي صلوات العشاء والتراويح وفجر الأمس.
ووصلت عشرات حافلات نقل المصلين من مختلف التجمعات السكانية داخل أراضي الـ48، في حين أغلقت قوات الاحتلال محيط سور القدس التاريخي لتشمل المنطقة الممتدة من أحياء واد الجوز والشيخ جراح والصوانة والطور وراس العامود وسلوان إلى منطقة المصرارة وباب العامود والأسباط.

إجراءات إسرائيلية

كما نشرت قوات الاحتلال الآلاف من عناصر وحداتها الخاصة وما يسمى «حرس الحدود» في شوارع وطرقات المدينة المقدسة، وسيرت دورياتها الراجلة والمحمولة والخيالة، وأخرى راجلة في شوارع وطرقات وأسواق وأزقة القدس القديمة ومحيط المسجد الأقصى، فضلاً عن تحليق مروحية ومنطاد راداري استخباري في سماء المدينة.
وكانت لجان حارات وأحياء القدس المحتلة وبلدتها القديمة، والأوقاف الإسلامية واللجان العاملة في الأقصى والقدس، أعلنت الليلة قبل الفائتة جهوزيتها الكاملة لاستقبال جموع المصلين الوافدين لأداء صلاة الجمعة الأخيرة من شهر رمضان.
ونشطت عناصر الكشافة المقدسية، ولجان الحراسة في إرشاد المصلين لأماكن صلاة الرجال، وأخرى للنساء، حيث تم تخصيص مسجد قبة الصخرة وساحة صحنها والساحات القريبة منه وبعض اللواوين لصلاة النساء، فيما تم تخصيص سائر المصليات والساحات واللواوين لصلاة الرجال.

وفي الوقت نفسه، شرعت اللجان الصحية والطبية، ولجان الإسعاف الأولي بتقديم خدماتها للمصلين؛ سواء داخل المسجد أو خارجه، فيما تستعد اللجان الخيرية لتقديم عشرات الآلاف من الوجبات الرمضانية للوافدين إلى الأقصى، الذين سيبقون برحابه الطاهرة لإحياء ليلة السابع والعشرين من رمضان «ليلة القدر».

وعلى الرغم من إجراءات الاحتلال المشددة، إلا أن عددا من الشبان من أبناء الضفة الغربية تمكن من اجتياز مقاطع الجدار العنصري والأسلاك الشائكة والوصول إلى القدس للمشاركة في صلاة الجمعة اليتيمة برمضان الفضيل في الأقصى المبارك.

التصعيد الخطير

إلى ذلك أرسل الشيخ محمد العارف –رئيس الهيئة العليا لنصرة القدس والأقصى– رسالة إلى جلالة الملك عبدالله الثاني، ملك المملكة الأردنية الهاشمية، طالبه فيها بالتدخل من أجل إيقاف الهجمة الشرسة والتصعيد الخطير من قبل الاحتلال الإسرائيلي على المسجد الأقصى، خاصة في الأيام الأخيرة من شهر رمضان الفضيل.

وقال الشيخ محمد العارف في رسالته: «لا يخفى على جلالتكم ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي من اعتداء صارخ على المسجد الأقصى المبارك واعتداء على قدسيته وقدسية شهر رمضان الفضيل، وخصوصاً مع دخول العشر الأواخر من رمضان، لما لهذه الأيام خصوصية دينية وتعبدية. ولا يخفى على جلالتكم اقتحام الاحتلال للمسجد الأقصى في يومي 21-22 من شهر رمضان بقواته العسكرية واعتداءه على المصلين والمعتكفين المرابطين، في هذه الأيام الفضيلة وإطلاق الرصاص المطاطي وقنابل الصوت والغازات السامة على المصلين وضرب واعتقال حراس المسجد الأقصى المبارك التابعين لدائرة الأوقاف الأردنية الهاشمية، ولا يخفى على جلالتكم عربدة الاحتلال وصلفه في فرض اقتحام لليهود بقوة السلاح والعسكرية الاحتلالية».

وأكدت الرسالة على دور الأردن التاريخي في حماية المسجد الأقصى المبارك، «هذا الدور الذي آل إلى جلالتكم في هذه الحقبة العصيبة على المسجد الأقصى المبارك».

وأبانت الرسالة التداعيات الخطيرة لاعتداءات الاحتلال على الأقصى ومنها انتهاك السيادة الأردنية على المسجد الأقصى: «إن ممارسات الاحتلال تعتبر انتهاكًا خطيرًا جدًا لقدسية المسجد الأقصى المبارك ومس صارخ بمشاعر المسلمين حول العالم وجرّ للمنطقة جمعاء إن لم يكن للعالم أجمع إلى حرب دينية خطيرة جداً يقف الحق الإسلامي الخالص موضع الحق المتنازع عليه كمرحلة لسلب هذا الحق بدعوى تهويدية مسيانية، وان هذه الممارسات ما هي إلاّ انتهاك للسيادة الأردنية على المسجد الأقصى المبارك ومحاولة لإحراج المملكة أمام الرأي العام الأردني، العربي، والإسلامي».

وطالبت الرسالة بتدخل أردني من أجل كبح جماح الاحتلال الإسرائيلي: «لذا فإننا في الهيئة الإسلامية العليا لنصرة القدس والمسجد الأقصى المبارك في الداخل الفلسطيني نهيب بكم العمل على كبح جماح هذه العربدة المستمرة والعمل على وقف الاقتحامات التهويدية والتي بدأت تنكشف نواياه الحقيقية وهي تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى، وأنه لمن دواعي سرورنا أن يكون للمملكة الأردنية الهاشمية الكلمة الرادعة لعربدة المحتل في أولى القبلتين، سائلين المولى عز وجل أن يحفظ الأردن من كل سوء.