في قمة نارية ببطولة اليورو ألمانيا لفك الأغلال الإيطالية وكتابة التاريخ من جديد

الجماهير الجمعة ٠١/يوليو/٢٠١٦ ٢٢:٣٩ م
في قمة نارية ببطولة اليورو

ألمانيا لفك الأغلال الإيطالية وكتابة التاريخ من جديد

بوردو - أ ف ب

تأمل ألمانيا في حل العقدة الإيطالية بعد ثماني محاولات فاشلة في البطولات الكبرى، عندما يلتقي عملاقا القارة العجوز اليوم السبت في بوردو ضمن ربع نهائي كأس أوروبا 2016 لكرة القدم المقامة في فرنسا حتى 10 يوليو.

لا تتمتع ألمانيا، بطلة العالم أربع مرات آخرها في 2014 وأوروبا ثلاث مرات آخرها في 1996، بسجل إيجابي أمام إيطاليا، بطلة العالم أربع مرات أيضا آخرها في 2006 وأوروبا 1968، في البطولات الكبرى. سقطت 1-2 في نصف نهائي النسخة الأخيرة من المسابقة القارية عام 2012، فيما فازت ألمانيا وديا 4-1 في مارس الفائت.

يصر مدرب منتخب ألمانيا يواكيم لوف على أن فريقه لا يعاني من «صدمة» إيطالية، فيما اعتبر مدرب إيطاليا انطونيو كونتي مواجهة أبطال العالم كـ»تسلق قمة إيفرست». وصحيح أن إيطاليا تتفوق في المواجهات المباشرة على ألمانيا، لكن الأخيرة توجت بلقب المونديال الأخير عن جدارة، فيما ودعت إيطاليا من الدور الأول بخفي حنين.
ويصر الطرفان على أن المواجهة ستكون الأصعب لهما في النهائيات الحالية، ومما لا شك فيه أنهما تدربا على ركلات الترجيح وراء أبواب موصدة احترازا لتعادل محتمل بعد الوقتين الأصلي والإضافي.
وقال اندرياس كوبكه مدرب الحراس الألماني: «من المؤكد أننا سنستعد بأفضل طريقة لركلات الترجيح كوننا نخوض الدور ربع النهائي، وذلك تحسبا لإمكانية خوضها. لدينا معلومات عن منفذي ركلات الترجيح (في المنتخب الإيطالي) وسندرسها بشكل جيد، كما نفعل دائما. لم نخض ركلات الترجيح منذ 2006 وسنكون سعداء في حال تمكنا من تجنبها. أما في يخص ركلات الجزاء خلال المباراة، فسنرى. توماس مولر منفذ جيد أيضا. مسعود أوزيل لم يهدر سابقا أي ركلة جزاء (أضاع ضد سلوفاكيا)، ولا أعتقد أن ما حصل سيجعله مهزوز الثقة بالنفس. وإذا فرضت المجريات هذا الأمر (حصول ألمانيا على ركلة جزاء)، فسيقرران في ما بينهما».

نوير وبوفون ونظافة الشباك

استهلت ألمانيا مشوارها بالفوز على أوكرانيا 2-صفر بهدفي شكودران مصطفي وباستيان شفاينشتايجر ثم تعادلت مع بولندا سلبا، قبل أن تضمن صدارة مجموعتها بفوز ضيف على أيرلندا الشمالية بهدف مهاجمها ماريو جوميز. وفي الدور الثاني، سحقت سلوفاكيا بثلاثية مدافعها جيروم بواتنج وجوميز والمتألق يوليان دراكسلر.
أما إيطاليا فقد ضمنت صدارة مجموعتها بعد جولتين فقط، بفوزها على بلجيكا بهدفي ايمانويلي جاكيريني وجراتسيانو بيليه والسويد بهدف ايدير، قبل أن تخسر في مباراة هامشية بالنسبة إليها أمام جمهورية أيرلندا 1-صفر عندما لعب سالفاتوري سيريجو بدلا من الحارس الأساسي جانلويجي بوفون. وفي ثمن النهائي، أقصت حاملة اللقب إسبانيا عن جدارة بهدفي المدافع جورجيو كييليني وبيليه.
لكن رجال كونتي يتعين عليهم أن يصبحوا أول فريق يسجل في مرمى ألمانيا في النهائيات الحالية إذا أرادوا تخطيها قبل ركلات الترجيح. وعلى الجهة الأخرى، تعرف إيطاليا بدفاع جبار اهتز مرة واحدة أمام أيرلندا بعد أن ضمنت تصدرها مجموعتها، يقوده الثلاثي المرعب جورجيو كييليني (31 عاما) واندريا بارزالي (35 عاما) وليوناردو بونوتشي (29 عاما)، وخلفهم الحارس المخضرم بوفون (38 عاما).
يقول طوني كروس لاعب وسط ريال مدريد الإسباني وألمانيا: «لا يعني لي أبدا أن تكون ألمانيا قد فشلت بالفوز على إيطاليا في بطولة كبرى. سيكون أفضل فريق نواجهه في هذه النهائيات، أنا متفائل حيال هذه المباراة». أما قلب الدفاع ماتس هوملس فيضيف: «أنا هزمتهم في نصف نهائي كأس أوروبا للشباب 2009، لذا رصيدي متوازن معهم».

في المقابل، حذر لاعب إيطاليا اليساندرو فلورنتسي: «نستعد ونحن نقول: لقد فزنا سابقا وسنفوز في التالية. لا يمكننا تحقيق ذلك سوى بالعمل. شاهدنا أشرطة الفيديو كما نفعل دوما، نبحث عن نقاط ضعف الخصم وهي قليلة.. الكلمات لا تفيد إنما فقط العمل على أرض الملعب». ويخوض حارس ألمانيا نوير اللقاء بعد حفاظه على نظافة شباكه في خمس مباريات متتالية (مع مباراة المجر الإعدادية 2-صفر)، وهي سابقة في 108 سنوات من تاريخ الاتحاد الألماني.

وتبدو تشكيلة ألمانيا في جهوزية كبرى، إذ تعافي بواتنج من إصابة في ربلة ساقه خلال الفوز على سلوفاكيا عندما سجل هدفه الدولي الأول في 63 مباراة. وبعد ثلاث مباريات على مقاعد البدلاء، قد يشارك لاعب الوسط شفاينشتايجر أساسيا في اللقاء، وذلك بعد معاناته من إصابة في ركبته.

من جهتها، تفتقد إيطاليا للاعب الوسط تياجو موتا الموقوف، فيما يغيب لاعب وسط روما دانييلي دي روسي بعد إصابته بفخذه الأيمن خلال الفوز على إسبانيا. كما تعرضت إيطاليا لضربة بعد إصابة جناحها انطونيو كاندريفا خلال الفوز على السويد قبل أسبوعين.

عقدة البطولات الكبرى

في كأس العالم، فاز الطليان 4-3 في نصف نهائي 1970 في مباراة مشهودة، و3-1 في نهائي 1982 عندما أحرزت إيطاليا لقبها الثالث ثم 2-صفر في نصف نهائي 2006 على الأراضي الألمانية في طريقها إلى اللقب الرابع. وفي نصف نهائي النسخة الأخيرة من كأس أوروبا فاز الطليان 2-1 بهدفي ماريو بالوتيلي.

لم يسبق لألمانيا، بطلة العالم في 2014، أن تفوقت على إيطاليا في مسابقة كبرى، وقد خسرت أمامها 15 مرة في مجمل مواجهاتهما في 33 مباراة وفازت 8 مرات فقط.

واجه لوف الفشل في المواجهات ضد إيطاليا أولا عندما كان مساعدا ليورجن كلينسمان في الإدارة الفنية للمانشافت إثر سقوطه في نصف نهائي مونديال 2006 على أرضه، ثم عرف ذلك مدربا بعد ست سنوات في نصف نهائي كأس أوروبا.

لكنه أوضح أنه تعلم الدرس من الخسارة في نصف النهائي، وبالتحديد، عدم قدرته على إيقاف صانع ألعاب إيطاليا أندريا بيرلو، قبل أن يقود ألمانيا إلى لقبها الرابع في كأس العالم بعد عامين.
يمضي لوف قائلا: «المستوى في يوم المباراة سيصنع الفارق، ستكون مباراة قوية ونتيجتها مفتوحة على كل الاحتمالات»، مضيفا «منتخب إيطاليا الحالي أفضل من منتخب 2008 و2010، لديهم لاعبون أقوياء ذهنيا، ويمكنهم تحويل الكرة بسرعة من الدفاع إلى الهجوم، بشكل تلقائي، حتى من دون بيرلو».