ساق البامبو

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ٢٩/يونيو/٢٠١٦ ٢١:١٩ م
ساق البامبو

عزيزة الحبسية
azizaalhabsi87@gmail.com

يتابع العمانيون والخليجيون في ليالي رمضان بشغف المسلسل الخليجي "ساق البامبو" الذي يسجل أعلى نسبة في المشاهدة حاليا.
طبعا من نافلة القول أن ساق البامبو رواية للكاتب الكويتي الشاب سعود السنعوسي، وقد صنفت كأفضل رواية تنشر في العام 2012 وقد تحولت الى عمل تلفزيوني مبدع، والرواية تتناول موضوع البحث عن الهوية في الكويت ودول الخليج العربي من خلال حياة الراوي، وهو ابن كويتي وفلبينية.
إلى هنا والمتابعون لديهم تفاصيل العمل الدرامي الشيق الذي تقوم ببطولته فنانة الخليج الاولى سعاد عبدالله وسأترك موضوع النقد الفني للمتخصصين لأتنقل في أروقة موضوع الهوية في الخليج العربي الذي أصبح النبش فيه جائزاً وواجباً رغم حساسية الموضوع وارتباطه بآفاق دينية واجتماعية وثقافية فمسلسل ساق البامبو ينبش بجرأة في الموضوع من خلال شخصية عيسى الكويتي الذي يحمل سحنة فلبينية.
إن الوقوف عند إشكالية الهوية في الخليج العربي يفرضه واقع الحال فالتركيبة السكانية لدول الخليج تواجه خللا كبيرا وبعض دول الخليج العربي يشكل فيها تواجد الاجانب وبشكل خاص الاسيويين أكثر من النصف ليعيش المواطن الخليجي كأقلية في مجتمعه وبيئته. ولن نلوم كثيرا أنفسنا على هذا فالتنمية التي تطلبتها حقبة السبعينيات في دول الخليج نتيجة الطفرة النفطية ومتطلبات النمو الاقتصادي كانت بحاجة إلى القوى العاملة الخارجية وبخاصة الاسيوية إضافة الى انفتاح الخليج العربي على العالم وعلى الاخر، والنتيجة التي أصبح يعيشها الخليج بعد أكثر من أربعة عقود هي هذه التداعيات الثقافية والاجتماعية والامنية نتيجة للخلل في التركيبة السكانية.
لذلك فإن سؤال الهوية صار سؤالا ملحا حيث تحولت هذه المجتمعات من مجتمعات قبلية وعشائرية ومجتمعات تحتضن وتعتز بالعادات والتقاليد الى مجتمعات معرضة لاهتزاز في لغتها ولهجاتها وثقافتها وبنائها الاجتماعي وأمنها. ولا تعني نتيجة طرح سؤال الهوية الانغلاق على النفس ورفض الاخر وتغييب الانسانية وإنما تعني إعادة قراءة الواقع الخليجي بأعين جديدة بحسب الظروف والمعطيات التي تفرضها عمليات التحديث والانفتاح واستمرار التنمية، وهذا يتطلب من الحكومات الخليجية إعادة التخطيط وتبني الإصلاحات الاقتصادية والسياسية بما يتواكب مع التغيرات الحضارية والمدنية في المجتمع الخليجي.