أوروبا تعد لمرحلة ما بعد بريطانيا ودعوة أسكتلندا إلى بروكسل

الحدث الأربعاء ٢٩/يونيو/٢٠١٦ ٢٠:٥٨ م

بروكسل – ش – وكالات

بدأ القادة الأوروبيون اجتماعا صباح أمس الاربعاء في بروكسل للمرة الاولى دون مشاركة لندن من اجل تحديد افاق جديدة للمشروع الأوروبي الذي لا يزال يعاني من تبعات صدمة خروج بريطانيا.
وبعد مغادرة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مساء أمس الأول اثر المشاركة الاخيرة له في قمة أوروبية ، توجهت رئيسة وزراء اسكتلندا نيكولا ستورجن في الصباح إلى بروكسل لتقييم فرص انضمام اسكتلندا إلى الكتلة الأوروبية ككيان مستقل.
ولم تتم دعوة ستورجن إلى المشاركة في القمة لكنها ستلتقي خلال الصباح رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز كما سيستقبلها رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر عند الساعة 17,00 (15,00 ت غ)، حسبما اعلن مجلس أوروبا بعد ان اتخذ القرار بعقد اللقاء في اللحظ الاخيرة.
وتاتي زيارة ستورجن على خلفية التوتر في المملكة المتحدة بعد تصويت الناخبين لصالح الخروج من أوروبا في الاستفتاء الذي نظم في 23 يونيو.
ووافق قادة الدول الـ27 الاعضاء الاخرى في الاتحاد الأوروبي على منح بريطانيا مهلة قبل اطلاق الية الخروج رسميا مع التشديد على انهم لن يقبلوا الانتظار "طيلة اشهر".
وأعلن رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك أمام صحافيين إثر عشاء للدول الـ28 أن قادة دول وحكومات الاتحاد الأوروبي يقرون بضرورة "اعطاء الوقت لعودة الهدوء".
لكن يونكر قال ان على لندن ان تبدا "باسرع وقت ممكن" الية خروجها من الاتحاد الأوروبي. ولم يتراجع كاميرون عن موقفه حول هذه النقطة وكرر انه سيترك لخلفه مهمة تطبيق "بند الخروج" في اشارة إلى المادة 50 من معاهدة لشبونة.
وكرر كاميرون التاكيد على ان "قرار تطبيق المادة 50 يعود إلى الحكومة المقبلة بعد ان تحدد الهدف الذي تريد تحقيقه".
وفي مشاركته الاخيرة في قمة أوروبية، اضطر كاميرون إلى شرح هزيمته المؤلمة في الاستفتاء الذي اجري في 23 حزيران/يونيو وصوت فيه 52% من البريطانيين على الخروج من الاتحاد الأوروبي.
ودافع كاميرون عن قراره اجراء الاستفتاء "انا اسف للنتيجة بالطبع لكنني لست نادما على تنظيم الاستفتاء لانه كان الامر الصواب".
وعلق الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند قائلا "كان متاثرا...كان يشعر انه قرار تاريخي وبانه مسؤول"، مضيفا ان احدا من المشاركين "لم يكن يرغب في اذلال كاميرون لان ذلك كان سيعني اذلال الشعب البريطاني".
وفي المقابل كانت الانتقادات من نصيب معسكر مؤيدي الخروج. وتساءل يونكر "ما لا افهمه هو عدم قدرة الراغبين في الخروج على اطلاعنا على ما يريدونه فعلا".
ومنذ الفوز المفاجئ لمعسكر الخروج، بدا مسؤولون فيه بالتراجع عن بعض الوعود التي قاموا بها خلال حملة الاستفتاء. ودعا كاميرون في بروكسل إلى اقامة "علاقة وثيقة إلى اقصى حد" بين لندن والاتحاد الأوروبي بعد الخروج مشددا على ان الدول الـ27 الاخرى ستبقى "جيراننا واصدقاءنا وحلفاءنا وشركاءنا". إلا أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل حذرت البريطانيين من أنهم لن يكون بامكانهم "انتقاء ما يريدون" في علاقاتهم المستقبلية مع الاتحاد الأوروبي، وذلك حرصا منها على تفادي انتقال العدوى إلى دول اخرى.