تفجيرات تركيا.. داعش ينقل معركته للخارج

الحدث الأربعاء ٢٩/يونيو/٢٠١٦ ٢٠:٥٧ م
تفجيرات تركيا.. داعش ينقل معركته للخارج

أسطنبول – ش – وكالات
كُلما مني تنظيم داعش بهزيمةٍ في معاقلهِ، كما حدث في الفلوجة، والرمادي، وعين العرب، كلما توجه إلى الخارج، ونفذَ عدة عمليات، في محاولةٍ منهُ لتخفيف الضغط الذي يعيشهُ في العراق وسوريا، وما يُمنى به من هزائم متتالية، ليس آخرها الفلوجة التي أصبحت بيد القوات النظامية العراقية.
تفجيرات تركيا في مطار أتاتورك الدولي، وقبلها الهجوم على الجيش الأردني على الحدود مع سوريا، وانفجارات في لبنان، هي مجموعة أعمال إرهابية وجدت بعد تحرير الفلوجة، وما واجهه التنظيم من نكسةٍ كبيرة.
وحول آخر مستجدات التفجيرات الانتحارية في تركيا؛ فقد قتل 41 شخصا بينهم أجانب وأصيب 239 آخرون بجروح في اعتداء نفذه ثلاثة انتحاريين في مطار أتاتورك الدولي في اسطنبول مساء أمس الأول الثلاثاء، وذلك بحسب حصيلة رسمية نشرت أمس الأربعاء.
ويعد هذا الاعتداء الذي أثارت مشاهده الصدمة ويحمل على ما يبدو بصمات تنظيم داعش، هو الهجوم الأكثر دموية الذي تشهده المدينة التركية التي سبق واستهدفت ثلاث مرات في العام الحالي.
واعلن مكتب حاكم أسطنبول أمس الأربعاء في بيان ان حصيلة الاعتداء ارتفعت الى 41 قتيلا و239 جريحا. واشار البيان الى ان 130 جريحا لا يزالون يتلقون العلاج في مستشفيات المدينة، موضحا ان بين الضحايا 13 اجنبيا. وكانت حصيلة رسمية سابقة اشارت الى سقوط 36 قتيلا.
وأعلن مسؤول تركي أمس الاربعاء إنه تم التعرف على إيراني وأوكراني بين الأجانب الذين قضوا في الاعتداء. وقال رئيس الوزراء بن علي يلدريم ليلا للصحافيين من موقع الهجوم "الأدلة تشير إلى داعش".
ولم ترد حتى الان اي معلومات حول هويات المهاجمين. وكشفت صور وتسجيلات فيديو تناقلتها شبكات التواصل الاجتماعي عن كرة نار ضخمة على مدخل المطار، فيما حاول عناصر أمن إجلاء الركاب المذعورين الذين كانوا يصرخون في الأروقة.
وبدا في أحد الأشرطة المصورة المروعة أحد الانتحاريين وهو يتلوى أرضا بعد اصابته برصاص شرطي قبل أن يفجر حزامه الناسف. وبحسب السلطات، فإن انفجارات وقعت بداية عند مدخل محطة الرحلات الدولية نحو الساعة 22,00 (19,00 ت غ). وعمد ثلاثة مهاجمين الى إطلاق النار بالرشاشات على مسافرين وشرطيين أثناء خدمتهم، قبل ان يتم الرد عليهم ثم يفجر الانتحاريون أنفسهم. وقال محافظ اسطنبول واصب شاهين لصحافيين إن "ثلاثة انتحاريين نفذوا الهجوم".
بعيد ذلك، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوجان إلى "مكافحة دولية مشتركة" ضد الإرهاب. واضاف ان "هذا الهجوم الذي جرى خلال شهر رمضان، يظهر أن الإرهاب يضرب من دون أي اعتبار للمعتقد أو للقيم".
ويذكر اسلوب تنفيذ الهجوم باعتداءات باريس في نوفمبر الفائت (130 قتيلا) وبروكسل (32 قتيلا في المترو والمطار) في مارس. ووردت تغريدة على حساب مطار بروكسل على "تويتر" جاء فيها "افكارنا تتجه الى ضحايا هجوم مطار اسطنبول".
ودان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند "بشدة" اعتداء اسطنبول، واصفا إياه بـ"العمل الفظيع" وداعيا الى تعزيز التعاون الدولي في مكافحة الارهاب.
في واشنطن، دان متحدث باسم البيت الابيض الهجمات "المشينة"، مؤكدا دعم واشنطن لانقره. كذلك دان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون "الهجوم الإرهابي"، داعيا إلى تعزيز التعاون الدولي لمكافحة أعمال مماثلة.
وكان ساد الذعر محطة الرحلات الدولية في المطار بعد سماع انفجارين عنيفين تلاهما اطلاق نار. وشاهد مصور وكالة فرانس برس جثثا مغطاة في المطار الذي تناثرت فيه حقائب سفر خلفها أصحابها، وسط انتشار مئات عناصر الشرطة والإطفاء.
وقالت اليابانية يومي كويي لفرانس برس "كنت انتظر رحلتي إلى طوكيو عندما بدأ الناس فجأة بالفرار فتبعتهم. سمعت طلقات نارية وساد الذعر"، كذلك روت الصومالية اوفتاه محمد عبد الله لفرانس برس إنها شاهدت مهاجما "كان يضع شالا وردي اللون وسترة قصيرة خبأ (تحتها) بندقية أخرجها وبدأ يطلق النار على الناس".
ونقلت التلفزيونات صورا لحالة الفوضى أمام مستشفى بكركوي الكبير قرب المطار الذي توافد اليه افراد سعيا الى الحصول على معلومات عن اقاربهم. كما زار يلديريم المطار ليلا وسط حماية مشددة.
وعلقت جميع الرحلات المغادرة من المطار، أكبر مطارات تركيا والحادي عشر في العالم، والذي مر عبره في العام الماضي 60 مليون مسافر.
ولفت يلدريم إلى أن حركة الطيران استؤنفت منذ الساعة الثالثة صباحا من يوم أمس الاربعاء بالتوقيت المحلي (00,00 ت غ) وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، انتقد المتصفحون التقارب المفترض بين النظام التركي المحافظ وتنظيم داعش في سوريا المجاورة، وهي نظرية ينفيها المسؤولون الاتراك باستمرار.
وغرد فهيم تاشتكين على "تويتر" قائلا "القتلة الذين دربتموهم وتساهلتم معهم يرتكبون المجازر". وهي ليست المرة الأولى التي يتم فيها استهداف مطار في تركيا. ففي ديسمبر، كان مطار صبيحة غوكشين هدفا لهجوم تبنته "صقور حرية كردستان"، أسفر عن مقتل أحد الموظفين.
وشهدت تركيا منذ العام الماضي سلسلة اعتداءات دامية نسبت الى المتمردين الاكراد او تنظيم داعش اسفرت عن مقتل 200 شخص تقريبا ومئات الجرحى، واشاعت اجواء طاغية من عدم الامان. واستهدفت الاعتداءات قوى الامن التركية اضافة الى مناطق سياحية وتسببت بتراجع فوري للسياحة. ولم يتبن تنظيم داعش ايا من هذه الاعتداءات.