عيون الأطفال.. هدف للاحتلال الإسرائيلي

الحدث الأربعاء ٢٩/يونيو/٢٠١٦ ٢٠:٥٦ م
عيون الأطفال.. هدف للاحتلال الإسرائيلي

القدس المحتلة – ش

يحمل الفتى الفلسطيني احمد ابو الحمص آثارا واضحة لقطب في رأسه خضع له بعد اصابته برصاصة اسفنجية اطلقها جنود الاحتلال في القدس المحتلة، وهذا ليس الا الاثر الظاهر للاصابة التي سترافقه تبعاتها طيلة حياته، وهذه الحادثة واحدة من بين عشرات الحالات التي يستهدف بها الاحتلال تحديدا الأطفال، لاسيما عيونهم.
وابو الحمص (13 عاما) واحد من عشرات الفلسطينيين الذين اصيبوا باضرار بالغة غير قابلة للشفاء بسبب نوع من الرصاص الاسفنجي الاسود بدأت قوات الامن الاسرائيلية باستخدامه قبل عامين تقريبا في القدس الشرقية.
وفي السادس من يناير الفائت، وبينما كان احمد في طريقه لزيارة شقيقته في حي العيسوية، اندلعت اشتباكات بين شبان فلسطينيين وقوات الامن الاسرائيلية ما ادى الى اصابته باحدى هذه الرصاصات.
وبقي الفتى في غيبوبة لمدة 45 يوما قبل ان يستيقظ ليجد انه فقد جزءا من جمجمته بالاضافة الى عدد من قدراته الطبيعية. ولا يستطيع الفتى الخروج من المنزل او اللعب مع اصدقائه او حتى التحدث بشكل متواصل دون ان يتلعثم.
ويقول عمه مهدي لوكالة فرانس برس ان ابن اخيه "كان طفلا ذكيا ونشيطا وكثير الحركة، ولكن حاليا الحمد الله هو قادر على المشي ولكن لا يمكنه المشي لمسافات طويلة". واضاف "يعاني من صعوبة في النطق وذاكرته غير مكتملة"، مشيرا الى ان الفتى فقد قدرته على القراءة والكتابة ايضا.
ويتهم عم الطفل افراد القوى الأمنية الأسرائيلية "بالاستمتاع لدى قيامهم بتصيّد اطفال مثل احمد.. في كل مرة يصيبون فيها رأس طفل او رجله، تظهر عليهم علامات السعادة وكأنهم يلعبون لعبة صيد".
وتستخدم القوات الاسرائيلية منذ يوليو نوعا جديدا من الرصاص الاسفنجي الاسود في القدس الشرقية المحتلة مصنوعا من البلاستيك، بحسب جمعية حقوق المواطن في اسرائيل.
وبحسب الجمعية، اصيب اكثر من 30 فلسطينيا في القدس الشرقية المحتلة بهذا النوع من الرصاص، بينما فقد 14 منهم عينا. وفي السابع من سبتمبر 2014، توفي الفتى محمد سنقرط (16 عاما) بعد ان كان اصيب برصاصة من النوع ذاته اطلقتها الشرطة الاسرائيلية في 31 اغسطس في القدس الشرقية.
وقالت المحامية نسرين عليان من جمعية حقوق المواطن ان سنقرط توفي "لأنه أصيب برصاص في رأسه أطلقت من مسافة قريبة". وأغلقت الشرطة في مايو الفائت ملف التحقيق مع الشرطي المتهم بقتل سنقرط "لعدم وجود ادلة كافية".
وتقول المنظمات الحقوقية ان استخدام هذا النوع من الرصاص يهدف الى تقليل الخسائر البشرية، ولكن طريقة استخدامه تثير الشكوك.
وتقول مديرة قسم اسرائيل وفلسطين في هيومن رايتس سري بشي لفرانس برس "الرصاص الاسفنجي يصنف كسلاح غير قاتل. ولكن اي سلاح قد يكون قاتلا، اعتمادا على الطريقة التي يستخدم بها".
واضافت "المشكلة انه يستخدم بطريقة غير مسؤولة. ما نراه في القدس الشرقية هو ان الشرطة تستخدم القوة المفرطة غير الضرورية ضد المتظاهرين، وانها فشلت في اتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية المتظاهرين المدنيين، خصوصا الاطفال منهم".
وتنص توجيهات استخدام هذا النوع من الرصاص الاسفنجي على ضرورة اطلاقه من مسافة عشرة امتار على الاقل على القسم السفلي من الجسم ، ويسبب في العادة الاما شديدة دون ان يترك اثرا طويل الامد، بحسب عليان.
في يوليو العام الفائت، اصيب نافز الدميري (55 عاما)، وهو خياط اصم وابكم من مخيم شعفاط للاجئين، برصاصة مطاطية ادت الى فقدانه عينه اليمنى واصابته بكسور في وجهه. واصيب الدميري عند اقتحام قوات خاصة اسرائيلية المخيم، بعد ان لجأ الى محل بقالة قريب هربا من مواجهات اندلعت في المخيم.
ولكونه أبكم وأصم، لم يسمع الدميري اصوات الرصاص أو المشادات، وخرج لتفقد المواجهات، فاصيب برصاصة في عينه، بحسب ما يظهر شريط مصور أخذ من كاميرا للمراقبة.
ويضع الدميري عينا زجاجية مكان عينه التي فقدها، ويجلس حبيس منزله خائفا من الشرطة الاسرائيلية. وتوقف الدميري عن العمل إثر الحادثة. كما توقّفت زوجته التي كانت تعمل كعاملة نظافة، عن الذهاب الى وظيفتها، لتعتني به. وتقول زوجته غادة "حالته النفسية تضررت للغاية. هو كان يخرج في كل يوم والان يجلس في البيت. ويخاف للغاية من الخروج ورؤية الشرطة".
*-*

الاحتلال يستغل معابر قطاع غزة لابتزاز المرضى
غزة - علاء المشهراوي
حذر مركز "الميزان" لحقوق الإنسان من استمرار قوات الاحتلال في حرمان المرضى الفلسطينيين من سكان قطاع غزة، من الوصول إلى المستشفيات، عبر معبر بيت حانون، من خلال رفض منحهم تصاريح المرور أو المماطلة في إصدارها أو اعتقالهم. وقال مركز "الميزان" ، في بيان له إن سلطات الاحتلال تواصل استغلال سيطرتها وتحكمها الفعّال والمطلق في المعابر، وتستخدمها كمصيدة لاعتقال الفلسطينيين وابتزازهم. وأشار المركز إلى اعتقال قوات الاحتلال قبل أسبوع مريضًا ومرافقَ مريض آخر، في حادثين منفصلين، خلال مرورهما عبر معبر بيت حانون (شمال قطاع غزة). ووثق البيان اعتقال سلطات الاحتلال، مساء يوم الأربعاء الفائت 22 يونيو، المواطن طارق كمال محمد الحاج (41 عامًا)، من سكان شارع الجلاء، وسط مدينة غزة. وأفاد أن سلطات الاحتلال اعتقلت المواطن المذكور، أثناء عودته إلى قطاع غزة من خلال معبر بيت حانون؛ حيث كان يرافق ابنه الطفل يوسف (عامان ونصف) الذي توجه إلى مستشفى "تل هاشومير" في الداخل المحتل، وخضع لعملية جراحية بتاريخ 19 يونيو الجاري، تم خلالها سحب جزء من النخاع الشوكي ونقله إلى شقيقه الآخر ياسين (8 أشهر)، الذي يرقد في المستشفى نفسها.