معركة تحرير الموصل.. "أم المعارك"

الحدث الأربعاء ٢٩/يونيو/٢٠١٦ ٢٠:٥٦ م
معركة تحرير الموصل.. "أم المعارك"

واشنطن – بغداد – ش – وكالات

تتجه أنظار العالم نحو العراق، فبعدَ تحرير الفلوجة، ومن قبلها الرمادي، من قبضة تنظيم داعش، يبقى السؤال مطروحاً حول الموعد لأم المعارك، أو المعركة الكبرى ضد التنظيم في معقلهِ الرئيس الموصل، المدينة العاصمة لداعش.
مبعوث الرئاسة الأمريكية لدى التحالف الدولي ضد تنظيم داعش بريت ماكغورك، أقر أن معركة استعادة الموصل، تشكل تحديا سياسيا وعسكريا كبيرا، وفيما أشار إلى أن 60 ألف مقاتل سيشاركون في المعركة المرتقبة ،اكد إن استعادة المناطق التي سيطر عليها التنظيم ستؤدي إلى القضاء عليه.
وقال ماكغورك خلال إفادة أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ لبحث جهود محاربة داعش، إن الحرب على التنظيم تحرز تقدما، وأنها أضعفت قدرته على تحريك قياداته، فضلا عن قطعها طرق إمداده الرئيسية” مضيفا أن “قادة داعش يختبئون أو يقتلون بمعدل واحد كل ثلاثة أيام”.
وقال المسؤول الأمريكي إن "فكرة الخلافة ساعدت داعش على تجنيد آلاف المقاتلين"، مشيرا إلى أن "40 ألف مقاتل أجنبي دخلوا العراق وسوريا خلال السنوات الأربع أو الخمس الفائتة".
وتحدث ماكغورك عن الجهود المبذولة في العراق لدحر التنظيم، وقال إن القوات العراقية والبيشمركة قامت بعمليات مشتركة وستكون هناك ترتيبات في الموصل كما تم في تكريت.
وأقر بأن معركة استعادة الموصل، "تشكل تحديا سياسيا وعسكريا كبيرا" مشيرا إلى "تشكيل وحدات تضم 60 ألف مقاتل للمشاركة في المعركة المرتقبة". وقال إن داعش لم يتمكن من العودة إلى المناطق التي استعادتها الحكومة العراقية.
من جانبه، أكد قائد مكافحة الإرهاب في الجيش العراقي الفريق الركن عبدالغني الأسدي أن الخطط العسكرية لمعارك الموصل تسير دون تغيير وأن قواته قد استعادت مفرق الثرثار وتوجهت لتنفيذ عمليات خاصة في مناطق حيوية جنوب الموصل. فيما تستعد وحدات أخرى لمعارك القيارة بعد تنظيم صفوفها.
وفي الأثناء؛ أعلن المتحدث باسم الداخلية العراقية عن محاصرة القوات العراقية والعشائر لأربعمئة عنصر من تنظيم داعش، بعد محاولتهم التسلل إلى بحيرة الرزازة قرب عامرية الفلوجة. وتخلو مدينة الفلوجة من عناصر داعش والقوات العراقية تجول في أحيائها التي تعلوها أعمدة الدخان وتنتشر فيها مخلفات الحرب وآثار الدمار.
أما ما تبقى من عناصر داعش فيبدو أنهم قرروا الهرب إلى صحراء كربلاء عبر بحيرة الرزازة شمال عامرية الفلوجة، بعد أن ضيقت عليهم القوات المشتركة الخناق خلال عمليات التمشيط في مناطق النساف والحلابسة.
وأوضح الناطق باسم الداخلية العميد سعد معن أن قرابة أربعمئة عنصر من داعش قدموا من أطراف الفلوجة إلى بحيرة الرزازة التابعة لمحافظة كربلاء لكنهم اصطدموا بمقاومة عنيفة من القوات الأمنية والعشائر حاول التنظيم تجنبها عن طريق مفاوضات مفادها المرور وليس القتال لكنها جوبهت بالرفض.
وعلى صعيد الأزمة الإنسانية؛ كشفت المنظمة الدولية للهجرة، أنها "حددت موقع أكثر من ثلاثة ملايين و300 ألف نازح عراقي في عموم البلد"، مبينةً أن "قرابة 744 ألف مهجر عادوا لمناطقهم الأصلية، ويرغب غالبيتهم بالبقاء فيها"، وبالرغم من استمرار النزوح من جهات أخرى، حددت أولويات المتطلبات اللازمة لهم واحتياجاتهم العاجلة.
من جهتها أوضحت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق، “يونامي”، في بيان لها أن “مصفوفة المنظمة الدولية للهجرة لتتبع النزوح، قامت بتحديد وتأكيد موقع ثلاثة ملايين و317 ألفاً و394 نازحاً عراقياً عبر البلاد منذ الأول من كانون الثاني وحتى الثامن من حزيران 2016″.
وأشارت إلى أنه في "الوقت الذي يستمر النزوح الجديد، بدأ العديد من العراقيين بالعودة إلى مناطقهم الأصلية التي تم تحريرها، حيث حددت المنظمة عودة 743 ألف و910 أشخاص في العراق من خلال حركات العودة التي بدأت في أغسطس عام 2014".
وأضافت المنظمة، أن “مصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة في العراق، أجرت تقييماً متكاملاً للموقع من خلال الفرق الميدانية التابعة للمنظمة الدولية للهجرة في كافة أنحاء البلاد منذ آذار وحتى مايو من العام 2016".
وأكدت على أنها “أجرت تقييماً لما مجموعه 296 موقعاً، موازياً لأكثر من 540 ألف فرد في المحافظات الوسطى والشمالية، منها مئة في نينوى، 95 في صلاح الدين، 92 في ديالى، ستة في الأنبار، ستة في أربيل، وثلاثة في كركوك".
وأردفت منظمة الهجرة بالقول إن “التقييم شمل 82 في المئة من المواقع في كافة أنحاء البلاد، حيث تم الإبلاغ عن حركات العودة”، لافتةً إلى أنها “لم تتمكن من إجراء التقييم في بعض المناطق لأسباب أمنية، وعلى وجه الخصوص في محافظة الأنبار، حيث تم إجراء التقييم في 26 في المئة من المواقع هناك فقط".