تقرير إخباري: 24 منظمة غير حكومية سورية تهدد بالانسحاب من مفاوضات السلام

الحدث الأربعاء ٢٩/يونيو/٢٠١٦ ٢٠:٥٦ م

واشنطن – بيروت – ش – وكالات
هددت 24 منظمة غير حكومية سورية بالانسحاب من مفاوضات السلام التي تشرف عليها الأمم المتحدة بسبب استمرار المعارك. وفي رسالة موجهة إلى الامين العام للأمم المتحدة، كتبت هذه المنظمات ان حصيلة الضحايا المتزايدة في سوريا تجعل مشاركتها في المفاوضات "لا معنى لها وحتى دون فائدة".
من بين هذه المنظمات الدفاع المدني السوري والشبكة السورية لحقوق الإنسان واتحاد منظمات الرعاية والإغاثة الطبية الذي يدعم المستشفيات التي غالبا ما يستهدفها القصف في سوريا.
وجاء في الرسالة "إذا لم يتم التوصل إلى آلية جدية لحماية المدنيين وفرض احترام وقف الأعمال القتالية فإننا نرى أنه من المستحيل ان نواصل مشاركتنا في محادثات جنيف".
وأضافت المنظمات "بعد خمس سنوات من النزاع، منظماتنا تريد سلاما عادلا وليس فقط عملية سلام".
وفشلت ثلاث جولات من محادثات السلام غير المباشرة بدات في نهاية يناير في جنيف اذ تصطدم دائما بتمسك طرفي النزاع بمواقفهما حيال مستقبل الرئيس السوري بشار الاسد.
وتطالب المعارضة بتشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات مشترطة رحيل الاسد مع بدء المرحلة الانتقالية، فيما يصر الوفد الحكومي على ان مستقبل الاسد ليس موضع نقاش في جنيف مقترحا تشكيل حكومة وحدة موسعة تضم ممثلين عن المعارضة "الوطنية" وعن السلطة الحالية.
وكان مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا اعرب مؤخرا عن الأمل في عقد جولة جديدة في يوليو شرط تحقيق تقدم في توزيع المساعدات الانسانية وتحسن الوضع الامني.
ويفترض أن يعرض دي ميستورا تقريرا أمام مجلس الأمن الدولي حول التقدم الذي أحرزته اتصالاته من أجل إعادة إطلاق المحادثات.
ميدانيا؛ احرز فصيل سوري معارض مدعوم اميركيا تقدما باتجاه مدينة البوكمال على الحدود العراقية في شرق سوريا وذلك بعد سيطرته على مطار صغير، حسبما أورد أمس الأربعاء المرصد السوري لحقوق الانسان.
وكان فصيل "جيش سوريا الجديد" بدأ هجومه أمس الأول من اجل قطع خطوط امداد تنظيم داعش بين البلدين. وتابع المرصد أن الفصيل حقق تقدما خلال الليل وتمكن من السيطرة على مطار الحمدان (5 كلم شمال غرب البوكمال في محافظة دير الزور بشرق سوريا)، بهدف الوصول إلى القوات العراقية في الجانب الاخر من الحدود.
وكان المتحدث باسم "جيش سوريا الجديد" مزاحم السلوم قال في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس إن الهدف هو "قطع خطوط داعش العسكرية بين سوريا والعراق بشكل رئيسي، وفي مرحلة ثانية السيطرة على البوكمال".
و"جيش سوريا الجديد" فصيل معارض تأسس في نوفمبر 2015، ويضم مئات من المقاتلين الذين يتحدرون بشكل رئيسي من محافظة دير الزور بالاضافة إلى حمص، وتلقوا تدريبات في معسكر تابع للتحالف الدولي بقيادة أمريكية في الأردن.
ويسيطر تنظيم داعش منذ يونيو 2014 على مدينة البوكمال المقابلة لمدينة القائم في الجانب العراقي. وقد خسر التنظيم في 26 يونيو السيطرة على الفلوجة، أحد أبرز معاقله في العراق.
وفي مارس، خسر التنظيم سيطرته على معبر تنف السوري مع العراق لصالح فصائل مقاتلة معارضة للنظام السوري وللتنظيم المتطرف.
ومع التقدم الذي أحرزه مقاتلو "جيش سوريا الجديد"، أقدم التنظيم المتطرف على قطع رؤوس خمسة أشخاص بتهمة التعاون مع المعارضة التي تدعمها واشنطن، بحسب ما ذكر المرصد السوري أمس الأربعاء.
وذكر المرصد انه حصل على نسخة من شريط مصور يظهر إعدام خمسة شبان قال إنهم من البوكمال على ايدي عناصر في التنظيم، وإن التهمة التي وجهت إليهم هي "التجسس لصالح جيش سوريا الجديد والقوات الصليبية"، وذلك بحسب ما جاء في التسجي.
يشار إلى أن تنظيم داعش يتعرض منذ أشهر لهزائم متتالية في العراق وسوريا وليبيا على أيدي قوات حكومية ومجموعات مقاتلة مدعومة من تحالفات دولية.
وفي الأثناء؛ قتل أربعة أشخاص على الأقل واصيب 15 اخرين بجروح جراء تفجير سيارة مفخخة في مدينة تل ابيض السورية الحدودية مع تركيا والتي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ومراسل لفرانس برس.
وافاد المرصد عن "انفجار ضخم هز مدينة تل ابيض في ريف الرقة الشمالي، تسبب بمقتل اربعة اشخاص على الاقل واصابة 15 اخرين بجروح" لافتا إلى ان ان عدد "القتلى مرشح للارتفاع لوجود اصابات خطرة".
وقال مصدر في قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية ابرز مكوناتها لمراسل فرانس برس في شمال شرق سوريا ان "السيارة المفخخة استهدفت مقر دار الشعب التابع للادارة الذاتية الكائن في شارع رئيسي في مدينة تل ابيض في ريف الرقة الشمالي".
واشار إلى مقتل خمسة اشخاص على الاقل جراء هذا التفجير. وبحسب مراسل فرانس برس، فان الشارع الذي وقع فيه التفجير يعد شارعا رئيسيا في المدينة وغالبا ما يكون مكتظا بالسكان.
ونادرا ما تشهد المدينة تفجيرات مماثلة وفق مراسل فرانس برس وسيطرت وحدات حماية الشعب الكردية في يونيو 2015 على مدينة تل ابيض بعد طرد تنظيم داعش منها، اثر معارك عنيفة.
وتعد مدينة تل ابيض الحدودية مع تركيا إلى جانب مدينة عين عيسى، المنطقتين الابرز تحت سيطرة الاكراد في محافظة الرقة، المعقل الابرز لتنظيم داعش في سوريا منذ العام 2014.