الموارد البشرية أهم مقومات التنمية الاقتصادية

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ٢٩/يونيو/٢٠١٦ ٢٠:١٨ م
الموارد البشرية أهم مقومات التنمية الاقتصادية

د.محمد رياض حمزة

تولي حكومات دول العالم المتقدمة المتعاقبة الاهتمام بالتنمية البشرية، في التنشئة والتعليم وتكريس، وقد تجلى ذلك في أن تصبح القوى العاملة في تلك الدول من بين أكثر العاملين إنتاجية في العالم، فانعكس ذلك على البنى الأساسية لاقتصاداتها.. وقد تمكنت تلك الدول من تحقيق نمو اقتصادي حقيقي بخصائص متطورة في التخطيط والتنفيذ والمتابعة والتقييم المتواصل لاستدامة النمو وذلك للعوامل التالية:
* العلاقات القوية بين الشركات الصناعية وشركات الخدمات، والمتعاملين والموزعين في إطار تنظيمات نقابية مهنية.
* وجود نقابات عمالية قوية تعمل على التواصل مع إدارات الشركات والعاملين من أعضائها، مع وجود عدد قليل من النزاعات، كما تقوم هذه بتنظيم مسيرة سنوية مع كل ربيع جديد.
* ضمان حق العمل مدى الحياة لنسبة كبيرة من العمال في القطاعات كافة، إذ أن نظم التقاعد مرنة ويمكن للشركات الاحتفاظ بالعاملين ماداموا قادرين العمل والخدمة المميزة.
وعملت حكومات الدول المتقدمة بعد الحرب العالمية الثانية على إيجاد تعاون وثيق بينها في أطر اقتصادية مؤسسية من جهة وبين القطاع الخاص من جهة ثانية ومراكز البحث والتطوير في الجامعات.
* تقييم وتعزيز جهود إدارات الصناعة في القطاع الخاص بمختلف أنواعها الثقيلة والتحولية والخفيفة واعتماد الهندسة العكسية منهجا لتطوير كل المنتجات الصناعية الأكثر طلبا في العالم، كصناعة السيارات والإلكترونيات والصناعات المعدنية الخفيفة.
* اعتماد الشركات الصناعية الكبرى نظم تسويق فاعلة لمنتجاتها، وبأسعار تنافسية.
* إقامة علاقات استيراد تبادلية واسعة مع العديد من دول العالم المصدرة للمواد الخام وتحويلها إلى منتجات نهائية عالية القيمة والجودة للتصدير.
* الاستفادة القصوى من الاتفاقيات التجارية الثنائية مع العديد من دول العالم وتفعيل عضويتها في منظمة التجارة العالمية لإيجاد أسواق دائمة لمنتجات شركاتها الصناعية، بل إن من بين تلك الأسواق التي غزتها الصناعات اليابانية كانت أسواق الولايات المتحدة الأميركية والعديد من الدول الأوروبية.
ويجمع المهتمون من المحللين والكتاب في الاقتصاد والسياسة العامل الأقوى الذي أسهم بشكل مباشر في تحقيق اقتصاد الرفاه لشعوبها يتمثل في الاستخدام الأمثل لرأس المال البشري بقطاعي الأعمال والتعليم والتدريب في بلدٍ يخلو تماماً من الموارد الطبيعية عدا المياه.
منذ خمسينيات القرن العشرين، عمل القطاع الصناعي في الدول المتقدمة ومعظم الشركات الإنتاجية والخدمية على تجنيد وتأهيل الملايين من العاملين في المصانع والموظفين بالمكاتب الذين تفانوا في أدائهم وصولا لأعلى إنتاجية يحققها العنصر البشري في العمل. كما حرصت إدارات الشركات على توفير بيئة عمل تحث على تحقيق أعلى إنتاجية في علاقات إنسانية مستقرة.
وتعتبر الموارد البشرية العنصر الأهم في بنية الشركات اليابانية ونموها وقدرتها التنافسية، لذلك أولت الشركات اهتماماً بالغاً لعملية اختيار وتدريب موظفيها الجدد ومواصلة تدريب موظفيها القدامى بهدف التحديث والمواكبة، بالاعتماد على المؤسسات التعليمية (جامعات وكليات متخصصة) ومراكز التدريب الخاصة بها. وكان ذلك توجها استراتيجيا وليس لسد حاجات آنية من العنصر البشري ، ولكن لخطط توظيف مستقبلية.
وزارة القوى العاملة