حلقات تعليم وتحفيظ القرآن الكريم للناشئة نشر لثقافة القرآن وصقل لفكرهم...

7 أيام الأربعاء ٢٩/يونيو/٢٠١٦ ١٧:١٥ م
حلقات تعليم وتحفيظ القرآن الكريم للناشئة نشر لثقافة القرآن وصقل لفكرهم...

حوار –ناجية البطاشية
حلقات حفظ وتعليم القرآن الكريم للجيل الناشئ من الأطفال في المساجد المختلفة على مستوى الولايات والأحياء في مجتمعنا العماني تعد من أهم الحلقات التي تمنح هذا الجيل الناشئ فرصة للعيش في رياض كتاب الله، لما تقدمه هذه الحلقات من تنمية وصقل فكر وشخصية الطفل لينشأ طفلا صحيا من الناحية الدينية.
هذه الحلقات يكون لها الأثر الطيب والملحوظ بالأخص في أيام شهر رمضان ولكنها قد تستمر في بعض المساجد والجوامع كدروس صيفية يتم تلقينها للجيل الناشئ للمساهمة في رفع وعيهم بأهمية قراءة القرآن، وتعويدهم على أن يكون القرآن الكريم جزءا مهما من حياتهم اليومية حيث تشرف على مثل هذه الحلقات وزارة الأوقاف وبعض من المتطوعين من الشيوخ، والمبادرات الطيبة من قبل بعض القائمين على إدارات المساجد، ومن ضمنهم مسجد أم القرى بمدينة العذيبة، حيث نظمت إدارة المسجد حلقات لقرآة القرآن الكريم طوال أيام شهر رمضان الفضيل..
التحفيز من الوالدين
استضفنا في زاويتنا إمام وخطيب جامع أم القرى الشيخ سليمان عبدالحكيم الوارجلاني ليحدثنا حول أهمية القرآن وحلقاته في نشر ثقافة تلاوة القرآن بين الجيل الحالي، وقال حول ذلك: يعد تحفيظ القرآن وتعليمه للأطفال نشر لثقافة القرآن الكريم، وهذه الخطوات تعد أيضا من الأعمال المحمودة والتي وعد الله سبحانه وتعالى من يقوم بها بالأجر الكبير والمنزلة الرفيعة، لقول رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم: ("خيركم من تعلم القرآن وعلمه") صدق رسول الله، ولذلك من الخير للوالدين أن يقوما بتعليم أطفالهما القرآن الكريم وحفظه في سن مبكرة حيث تكون ذاكرة الطفل قوية ولديه قابلية ورغبة في التعلم والحفظ.
وأضاف: تحفيظ القرآن للأطفال يحتاج إلى الكثير من الصبر والمثابرة من قبل الأهل والطفل نفسه، فهو ليس بالأمر البسيط أو الهين، إلا لمن جعله هدفا وغاية يرغب أشد الرغبة في تحقيقها.
جامع أم القرى ودوره الفاعل
شيخ سليمان، تمتلئ بعض المساجد في فترة الاجازة الصيفية بالطلاب وجامع أم القرى من ضمن هذه الجوامع التي تولي اهتماما بهذا الجانب، فخلال هذه الأيام المباركة من شهر رمضان تتحول المساجد إلى مدارس لتحفيظ وتعليم القرآن الكريم فما هي وجهة نظرك في ذلك؟ وكيف يسهم الجامع في ترسيخ نشر ثقافة تعليم وحفظ كتاب الله؟
نعم.. أغلب مساجد السلطنة تسهم في تربية النشء على حب القرآن وأهله، وعلى السعي لكسب أكبر قدر وكمية من الحفظ -ومن بينها جامع أم القرى الكائن بالعذيبة- فإدارة الجامع تدرك تماما أهمية حلقات تعليم وتحفيظ القرآن الكريم التي يدرس فيها القرآن في كامل أيام السنة، في برنامجين صيفي وشتوي، وكل برنامج يجمع بين الأصالة والعصرنة، فينشئ جيلا متوازنا في الحياة منطلقا من الوحي الرباني والنهج المحمدي.
الحس التربوي مهم
عن الأهداف التربوية لحلقات تحفيظ القرآن وأثرها على الناشئة، وكيفية إنجاح مثل هذه الحلقات قال: لكي نصل إلى الثمرة المرجوة ونستطيع أن نحقق أهدافنا التربوية في الحلقات لا بد أن تتكاتف وتتضافر أربعة أطراف يسند بعضها بعضاً، ويأخذ بعضها برقاب بعض: (إدارة الحلقة، والمعلم، والطالب، ووالده) أربعة أطراف لها بصماتها المؤثرة في إنجاح الدور التربوي للحلقة القرآنية، فلا بد أن تسعى إدارة الحلقة أولاً إلى اختيار المعلم الناجح الذي يجمع بين الكم العلمي والحس التربوي، وأن يكون الإشراف على الحلقة متكاملاً في كل النواحي، من الناحية الفنية والشكلية، وأيضاً من الناحية التربوية والعلمية التي كثيراً ما تتجاهلها إدارة الحلقة، وأن تسعى الإدارة مع المعلم لإقامة مدارسة فكرية ونفسية تربوية للطفل والمراهق لمعرفة المدخل التربوي لكل مرحلة عمرية، ولكل نوع من الأمزجة حتى تؤتي التربية مفعولها
مراعة الكيف والكم
وأضاف: وفي علاقة الإدارة بالمعلم ينبغي أن يراعى جانب التربية الكيف بالإضافة إلى الكم، وأيضاً يجب أن يكون الذي يتابع المعلم أعلى منه رتبة علمية وتربوية، فيكون قد عمل معلماً مدة زمنية طويلة لكي يعرف معاناة المعلمين واحتياجاتهم،
ويأتي بعد ذلك دور المعلم التربوي المباشر في علاقته مع الطالب (الطرف الثالث) بأن يسعى إلى غرس القيم القرآنية، والعمل على تربيته تربية صادقة يشعر فيها الطالب بأن المعلم أخ كبير له يتابع أحواله برفق ولين ويسعى لمصلحته في كل حين.
وللمعلم "المربي" الناجح مقومات يلزم توفرها فيه من أجل إتمام بناء دور تربوي متماسك سنأتي على بعضها بالإيضاح،
ويأتي في الأخير دور الطرف الرابع في إتمام المسيرة التربوية وهو (أهل الطالب) حيث يسعى "الأب" -على سبيل المثال- لإتمام علاقته مع جميع من سبق بدءاً من ابنه الذي استودعه في هذه الحلقة، ومعلمه وإدارته. فيراقب الأب تطور ابنه التربوي، ويسعى إلى تعزيز القيم والأخلاق الفاضلة التي تلقاها في الحلقة، حتى تتكامل الثمرة وتنضج.
وينبغي أن تسعى الإدارة والمعلم إلى التواصل المستمر مع ولي أمر الطالب لمناقشة حال الطالب واطلاع الأب على المستوى الذي وصل إليه. فحين تتكامل هذه الأطراف ويؤدي كل طرف دوره المناط به ستنضج الثمرة.

نصائح لتعليم وحفظ القرآن

وطرح إمام وخطيب جامع أم القرى مجموعة من النصائح المفيدة التي بالتأكيد ستساعد في تسهيل تحفيظ القرآن الكريم للناشئة وهي:
. * استخدام أسلوب التلقين مع التأكد من تمكن الملقن من مخارج الحروف، وطريقة نطقها بالشكل الصحيح.
* استخدام أسلوب التكرار، فهذه الطريقة تعد من أفضل الطرق لمساعدة الأطفال على الحفظ بشكل عام، ويجب مراعاة الاختلاف في القدرة على الحفظ، وسرعة الاستيعاب، وتفاوت عدد مرات التكرار لكل آية حسب اختلاف العمر والقدرات من طفل لآخر، واختلاف درجة صعوبة الآية المراد تحفيظها للطفل..
* التشجيع المستمر من قبل الأهل بعد كل انجاز يحققه الطفل.
* تقديم المكافآت التي من شأنها أن تعطي الطفل حافزاً للاستمرار في حفظ القرآن بجد وبرغبة تامة. عندما يكون الوالدان من حفظة القرآن والمهتمين به فإنّ ذلك يساعد الطفل أكثر؛ لأنّ الأطفال دائماً يقتدون بالوالدين، وهذا يجعل المهمة أسهل على الوالدين، ويكسب الطفل حماساً أكبر.
* استخدام أسلوب المراجعة باستمرار، فذلك يساعد الطفل على الاحتفاظ بالسور التي حفظها في ذاكرته، ويجنبه نسيانها.
* اختيار أفضل الأوقات لمراجعة وحفظ السور، مثل وقت ما قبل النوم، أو أوقات الصباح الباكر.
* اختيار المكان الهادئ والمناسب للحفظ أو المراجعة. يمكن الاستعانة بتسجيلات لقراء مشاهير واختيار القارئ الذي يفضّل الطفل صوته أكثر من غيره، وإسماع التسجيل للطفل وجعله يردد من بعده، فذلك يساعد في تعليم الطفل القرآن مع أحكام التجويد ومخارج الحروف الصحيحة، كما تتيح هذه الطريقة الفرصة للطفل مراجعة القرآن وحده دون مساعدة أحد.
* تعليم الطفل الثواب والأجر الذي وعد الله عز وجل بهما حفظة القرآن، والمنزلة الرفيعة التي ينالها، ويمكن إشراك الطفل بحلقات الحفظ والدروس التي تقام في بعض المساجد أو المراكز، إذ إنّ المشاركة في الحفظ مع أطفال في عمر قريب أو مماثل لعمره يشجّعه أكثر على الحفظ، ويعزّز روح المنافسة لديه مع أقرانه. سرد القصص والحكايات الواردة في القرآن الكريم على الطفل، فذلك يحبّبه أكثر بسور القرآن الكريم، ويسهل عليه حفظ وتذكر السور بشكل أفضل وأسرع. تقديم هدية قيّمة أو عمل حفلة صغيرة بعد قيام الطفل بانجاز كبير مثل حفظ جزء كامل، وإشراك الأقارب وأصدقاء الطفل فيها؛ لأنّ ذلك يعزّز من ثقته بنفسه أكثر، ويزيد من رغبته بالاستمرار في الحفظ.