واشنطن – ش – وكالات
اعترضت الولايات المتحدة لدى روسيا على حملة متزايدة من مضايقة دبلوماسيين اميركيين وعائلاتهم في موسكو كما اعلنت الخارجية الاميركية.
وقالت الناطقة باسم الخارجية الاميركية اليزابيث ترودو ان وزير الخارجية جون كيري بحث هذه المسالة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مارس الفائت
واضافت خلال مؤتمر صحافي "في السنتين الماضيتين، تزايدت مضايقة ومراقبة موظفينا الدبلوماسيين في موسكو من قبل رجال الامن وشرطة السير بشكل كبير".
وكانت تعلق على تقرير اوردته صحيفة "واشنطن بوست" وتحدث عن سلسلة تحركات قام بها رجال الامن والاستخبارات الروس بينها ملاحقة دبلوماسيين وافراد عائلاتهم مثل الظهور في مناسبات اجتماعية فجأة والدفع لوسائل الاعلام لنشر تقارير سلبية عنهم.
واوردت الصحيفة نقلا عن بعض الدبلوماسيين ان اشخاصا دخلوا عنوة الى منازلهم ليلا لاعادة ترتيب الاثاث مثلا او انارة الاضواء. كما نقلت عن مسؤولين قولهم ان عناصر من الاستخبارات الروسية اقتحموا مرة منزل الملحق العسكري الاميركي في موسكو وقتلوا كلبه.
وقالت ترودو "نرى تزايدا في هذه الاعمال وناخذها على محمل الجد".
وتتهم موسكو بدورها الولايات المتحدة بمضايقة دبلوماسييها قائلة انها لا تقوم الا بالرد على هذه الاجراءات.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا الاسبوع الماضي "شعرنا في الاونة الاخيرة بتزايد في الضغط على سفارتنا وقنصلياتنا العامة في الولايات المتحدة".
واضافت بحسب ما نقلت عنها وكالة تاس الروسية ان بعض الدبلوماسيين الروس اصبحوا بانتظام اهدافا لاستفزازات من قبل عناصر استخبارات اميركيين ويواجهون عراقيل في اجراء اتصالات رسمية الى جانب قيود اخرى".
ونفت ترودو هذه الاتهامات الاثنين.
وقالت ان "مزاعم روسيا عن مضايقات لا اساس لها من الصحة".
ويقول مسؤولون في وزارة الخارجية الاميركية ان المضايقات الروسية تزايدت بشكل كبير منذ تدخل روسيا في اوكرانيا في 2014 ما استدعى فرض عقوبات غربية على موسكو، كما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست".
وبحث كيري هذه المسالة مع بوتين خلال زيارته الى موسكو بعدما قامت واشنطن بسحب اوراق اعتماد خمسة قناصل فخريين روس في يناير ردا على تعرض دبلوماسييها لمضايقات.
اتّهامات متبادلة..
في يناير الفائت أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة سحبت أوراق اعتماد 5 قناصل فخريين روس، رداً على المضايقات التي يتعرض لها دبلوماسيون أميركيون يعملون في روسيا.
وقال المتحدّث باسم الخارجية مارك تونر بحسب وكالة الصحافة الفرنسية "نحن مستعدون لاتخاذ إجراءات مناسبة أخرى في حال تواصل العمل على إعاقة نشاطاتنا الدبلوماسية والقنصلية في روسيا".
من جانبها أعلنت وزارة الخارجية الروسية عن استياء موسكو الشديد إزاء قرار واشنطن بسحب اعتماد 5 قناصل فخريين لروسيا.
وقالت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا "إننا مستاؤون من قرار واشنطن سحب اعتماد 5 من 6 قناصل فخريين لروسيا الاتحادية في الولايات المتحدة، في كل من كاليفورنيا ويوتا ومينيوست وفلوريدا وبويرتو ريكو. فضلاً عن ذلك فهم مهدَّدون بملاحقات جنائية".
وأضافت بحسب موقع تلفزيون "روسيا اليوم" أن أجهزة الأمن الأميركية تستمر باستفزاز موظفي الهيئات الدبلوماسية الروسية، وليس في الولايات المتحدة فحسب.
وبينت أنه "من المعروف أن الولايات المتحدة هي من باشر عدوان العقوبات ضد روسيا، والولايات المتحدة هي من تجري حملة دعائية واسعة معادية لروسيا في كل أنحاء العالم محاولة رفع المسؤولية عن نفسها إزاء دعم الانقلاب العسكري في أوكرانيا والحرب الدموية في دونباس".
واعتبرت زاخاروفا أنه من خلال اتّخاذ قرار سحب اعتماد 5 قناصل فخريين لروسيا، فإن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما "تستمر بنهج تضييق العلاقات مع بلدنا"، مشيرة إلى أن "السلطات الأميركية أظهرت مرة أخرى بشكل جلي علاقتها الحقيقية إزاء تطوير الاتصالات بين الناس، وهو ما كان بالضبط يقوم به القناصل الفخريّون بما فيه بتقديم المساعدة للروس الذين يزورون الولايات المتحدة".
وتابعت أن "كل هذا لم يرق لواشنطن"، معربة عن "الأمل بأن يسود الحس السليم في واشنطن عاجلاً أم آجلاً، ويستطيع القناصل الفخريون العودة إلى نشاطهم المفيد والضروري جداً".
كما أكدت المتحدثة أن موسكو تعرب عن امتنانها الحقيقي للمواطنين الأميركيين الذين أدوا على مدار سنوات عديدة بكرامة مهام قناصل فخريين لروسيا.
العلاقات لن تتأثر
وأوضحت وزارة الخارجية الأميركية أن العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين البلدين لن تتأثر بالإجراءات المتخذة ضد القناصل الفخريين والتي جاءت بحسبها رداً على تدابير مماثلة من موسكو ضد المصالح الأميركية.
وقال مارك تونر "اتخذنا هذا الإجراء رداً على تدخلات روسيا المتواصلة ضد عملياتنا الدبلوماسية والقنصلية في روسيا والتي تتضمن مضايقات منهجية لموظفينا وعمليات اغلاق قسري للمركز الأميركي في موسكو ولـ28 مركزاً أميركياً في روسيا".
ولفت إلى أن "ذلك لا يؤثر على عمليات روسيا الدبلوماسية، ولا سيما سفارتها وقنصلياتها العامة ومركزها الثقافي في مدينة واشنطن".
وكانت السلطات المحلية الروسية قد أغلقت المركز الأميركي في موسكو في سبتمبر/ ايلول الماضي بعدما نشط 22 عاماً كمكتبة وموقع لقاءات ثقافية للروس والأميركيين المقيمين في روسيا.
قضية التجسس
في يوليو من العام 2010 ذكر مسؤولون إن مشتبها به تطلبه الولايات المتحدة في قضية شبكة تجسس روسية، اختفى في قبرص بعد أقل من 24 ساعة من إطلاق سراحه بكفالة، فيما أكدت الخارجية الامريكية رغبة واشنطن في التهدئة في قضية الجواسيس، مشيرة الى انها لا تنوي طرد دبلوماسيين روس.
وبحسب مسؤولين قبرصيين فقد ألقي القبض على روبرت كريستوفر ميتسوس (55 عاما) في مطار لارناكا بينما كان يحاول الفرار إلى بودابست عاصمة المجر في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء الماضي.
وميتسوس مطلوب في تهم غسيل أموال وتجسس. وتفيد التقارير بأنه كندي وبحوزته جواز سفر أمريكي.
ومثل ميتسوس أمام محكمة قبرصية أمرت بإطلاق سراحه بكفالة قدرها 20 ألف يورو (24410 دولارات) ولكنه لم يتوجه لمركز الشرطة مساء أمس الاول حسب القواعد المتبعة. ومن المقرر عقد جلسة استماع بشأن تسليمه للولايات المتحدة في 29 يوليو الجاري.
ويعتقد أن ميتسوس هو المشتبه به الحادي عشر الذي تتهمه السلطات الأمريكية بأنه أحد أفراد شبكة تجسس مسؤولة عن تجنيد مصادر سياسية وجمع معلومات لصالح روسيا.
الى ذلك، قال المتحدث باسم الخارجية الامريكية فيليب كراولي: لا ننوي القيام بأي إجراء دبلوماسي في هذه المرحلة، حسب علمي لن نطرد أي دبلوماسي، وكرر رغبة إدارة اوباما في تجاوز الحادث.