القدس المحتلة – نظير طه
دعت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" إلى ضرورة شد الرحال والرباط في المسجد الأقصى المبارك وخاصة في هذه الأيام حيث تحاول حكومة الاحتلال فرض أمر واقع جديد يهدف إلى السماح بدخول المستوطنين إلى المسجد الأقصى في رمضان وخاصة في العشرة الأواخر، رغم أن هناك اتفاق مسبق بين الأوقاف الأردنية والحكومة الاحتلالية على حرمة هذا الشهر وعدم السماح لأي سائح من غير المسلمين من دخول المسجد الأقصى المبارك في هذه الأيام إلا أن الاحتلال الإسرائيلي سمح بدخول المتطرفين اليهود لا بل واعتقل كل من حاول منعهم وصدهم واعتدوا على المصلين وعلى حراس المسجد الأقصى المبارك.
وطالبت فتح على لسان الناطق الرسمي باسمها في القدس المحتلة رأفت عليان في بيان صحفي وصل"الشبيبة" نسخة منه، امس الثلاثاء، كافة أبناء الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده إلى ضرورة شد الرحال للأقصى والرباط فيه مؤكدا ان التصدي لاقتحامات المستوطنين فرض وواجب ديني ووطني.
كما طالب عليان كافة المسلمين في العالم من كافة الجنسيات لشد الرحال للأقصى مؤكدا أن المسجد الأقصى يتعرض لخطر حقيقي لذا يتوجب على كل مسلم في العالم حمايته والدفاع عنه من خلال زيارته والصلاة فيه .
وقال عليان أن الشعب الفلسطيني وخاصة المقدسي لن يسمح لمخطط الاحتلال أن يمر في المسجد الأقصى ولكن مطلوب دعم عربي وإسلامي على الأقل بزيارته والصلاة فيه مؤكدا أن التواجد في الأقصى وساحته أحد أهم وسائل الدفاع عنه في وجه الاحتلال ومخططاته.
وحيا عليان أبناء الشعب الفلسطيني الذين تصدوا لاقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى رغم حمايتهم من جيش الاحتلال وشرطته حيث أصيب أكثر من 13 فلسطيني من ضمنهم عضو اقليم حركة فتح في القدس الأخت عبير زياد واعتقال آخرين من جنسيات مختلفة مما يدل على ضرورة مشاركة كافة مسلمين العالم لشد الرحال للمسجد الأقصى ورباط فيه . وختم عليان أن حركته ستبقى تدافع عن القدس والمسجد الأقصى بكل الطرق والوسائل وان مقاومة الاحتلال الإسرائيلي واجب وطني وديني وان اجراءات الاحتلال من اعتقال وإبعاد وقمع لن يثنينا عن الدفاع عن اقصانا وعاصمتنا – وفق تعبيره.
من جانبها حذّرت السلطة الفلسطينية ، من تبعات العدوان الاحتلالي المتواصل ضد المسجد الأقصى المبارك، والمصلين فيه، والمعتكفين، في هذه الأيام المباركة من الشهر الفضيل.
وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة يوسف المحمود" إن العدوان على الأقصى والمساس بالمصلين، يأتي ضمن خطط حكومة الاحتلال في الاستهداف الشامل للفلسطينيين، خاصة استهداف المقدسات، والرموز الدينية".
وأكد المتحدث الرسمي "أن الأقصى بكل ما فيه داخل السور وما يتصل به من الخارج مسجد إسلامي يخص الفلسطينيين أهل البلاد، ويخص عامة العرب والمسلمين حسب الحقيقة التاريخية، والوضع الطبيعي والإجماع الدولي"، ولذلك فان المساس به يعد اعتداءً على الحقوق الدينية والسياسية والتاريخية ، وحمّل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن مواصلة العدوان على الأقصى المبارك، وعن سلامة المواطنين، والمصلين في رحابه الطاهرة.
يشار إلى أن الأقصى المبارك يشهد في الوقت الحالي مواجهات داخل باحاته ومرافقه، بعد اقتحامه بشكل مباغت ومفاجئ من عناصر الوحدات الخاصة بقوات الاحتلال، من باب المغاربة والانتشار في ساحات المسجد أمام المصلى القبلي، قبل تفريغه من المصلين وإغلاقه بسلاسل حديدية، وإخلاء المنطقة المقابلة للمسجد من المصلين من كبار السن، وسط توقعات بالتمهيد لاقتحامات استفزازية جديدة لعصابات المستوطنين.
كما دانت وزارة الخارجية، التصعيد الاسرائيلي "الممنهج" ضد المسجد الأقصى المبارك، وقرار محكمة الصلح الإسرائيلية القاضي بتجريم التكبير في المسجد الأقصى بإعتباره (تصرفاً يثير الشغب)، حيث أدانت المحكمة الشاب ساهر غزاوي من مدينة الناصرة، واعتبرت تكبيره في المسجد بمثابة جريمة.
وقالت الخارجية إن "هذا يعني أن سلطات الاحتلال قد تحاكم جميع المسلمين ضمن هذا التجريم العنصري الذي يشكل سابقة خطيرة، في الوقت الذي لا يتم فيه محاكمة المستوطنين، الذين يعكرون أجواء المسجد الأقصى بشكل يومي".
وقالت الخارجية إن هذه الاقتحامات تأتي ــ حسب الإعلام العبري ــ بضوء أخضر من المستوى السياسي في إسرائيل، وبشكل يتناقض مع التفاهمات التي تمت مع الأوقاف الإسلامية.
وناشدت وزارة الخارجية ملك المملكة الأردنية الهاشمية عبدالله الثاني ابن الحسين، صاحب الوصاية على المسجد الأقصى المبارك والمقدسات، "وكما عهدناه دائماً، التدخل لحماية الحرم القدسي الشريف من هذه الاعتداءات المتجددة، والتصعيد الإسرائيلي الخطير".
كما دعت العالمين العربي والإسلامي إلى دعم ومؤازرة الجهود الأردنية والفلسطينية الرامية إلى وقف استهداف المقدسات، وبشكل خاص المسجد الأقصى المبارك.