مسقط – ش
مجددا تتجه الأنظار إلى السلطنة في وساطة جديدة تقودها الدبلوماسية العُمانية، تسعى من خلالها إلى تقريب وجهات النظر بين أطراف المعادلة الليبية، لاسيما وأن ليبيا اليوم تشهدُ وضعاً متأزماً على الصعيد الأمني، في ظل الحرب على الإرهاب.
وفي هذا السياق، نقلت صحيفة العرب اللندينة، عن المحلل السياسي الليبي عزالدين عقيل قوله إن زيارة رئيس مجلس النواب الليبي فخامة عقيلة صالح عيسى، والوفد المرافق له، تكتسب أهمية لها دلالات سياسية بالغة، باعتبارها تأتي بدعوة من السلطنة في وقت ارتفعت فيه التحركات على أكثر من صعيد لجمع الفرقاء الليبيين على طاولة واحدة من أجل التفاهم على خارطة لتجاوز الأزمة الراهنة.
وتتطلع الأوساط السياسية الليبية إلى اختراق حقيقي باتجاه جمع الفرقاء الليبيين على طاولة واحدة لمناقشة القضايا الخلافية التي حالت دون تمكين حكومة الوفاق الوطني المُنبثقة عن المجلس الرئاسي برئاسة فايز السراج من الحصول على ثقة البرلمان المُعترف به دوليا في طبرق، وتوحيد الجهود لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي في سرت وبقية المناطق الليبية الأخرى.
وبالعودة إلى ما قاله عقيل للعرب، فقد رأى أن تحرك السلطنة باتجاه تفعيل وساطتها لحل الأزمة الليبية، يُعد أمرا يدفع إلى التفاؤل، ذلك أن عُمان “تبقى الأقوى والأقدر على إمكانية حلحلة عُقد الأزمة الليبية الشائكة بالنظر إلى أنها تقف على مسافة واحدة من جميع أطراف الصراع في ليبيا”.
وأوضح أن حياد سلطنة عُمان ارتباطا بالأزمة الليبية كان واضحا من خلال استضافتها لاجتماعات الهيئة التأسيسية لصياغة الدستور الليبي في شهر أبريل الفائت، حيث وفرت السلطنة المناخ المناسب لأعضاء هذه الهيئة، للتوصل إلى تفاهمات تم من خلالها تذليل العديد من الخلافات.
ويرى مراقبون أن عودة السلطنة إلى تفعيل وساطتها لحل الأزمة الليبية من خلال السعي إلى تقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين، في هذا التوقيت يؤشر على بروز عوامل جديدة في الأزمة الليبية تدفع نحو الحديث مُجددا عن إمكانية لتبديد الخلافات بين الفرقاء الليبيين.
وكانت السلطنة قد أعلنت في بداية العام الجاري أنها ستسعى بشكل حثيث للتوسط في الأزمة الليبية والعمل على إنهائها بالشكل الذي يضمن وحدة واستقلال الأراضي الليبية. وقد رحبت آنذاك جميع أطراف الصراع في ليبيا بالتحرك العُماني لحل الأزمة الليبية الذي يأتي انطلاقا من السياسة العمانية المعروفة بمواقفها المنفتحة على كل الأطراف.
وبحسب المحلل السياسي عزالدين عقيل، فإن انفتاح سلطنة عُمان على الجميع، والنأي بنفسها عن الصراعات الداخلية في الدول العربية، يُعدان عاملين رئيسيين قد يُساعدان في إحداث اختراق في ملف الأزمة الليبية، خاصة بعد الإشارات الأخيرة الصادرة عن الفريق أول ركن خليفة حفتر القائد العام للجيش الليبي. وقال في تصريحه لـ”العرب”، إن تصريحات الفريق أول ركن خليفة حفتر بخصوص ميليشيات مصراتة وطرابلس، تُعد إشارات توحي بتغيير في المواقف قد يُساعد على إيجاد مناخ جديد للتوصل إلى تفاهمات للخروج من المأزق الراه.