مسقط- فريد قمر
مع اقتراب التسعيرة الجديدة للوقود لشهر يوليو المقبل تكثر التساؤلات حول الآلية المعتمدة لتسعير الوقود، لاسيما بعد أن وصل سعر الوقود الممتاز إلى 180 بيسة لليتر الواحد والأمر مرشح للزيادة مع ارتفاع الأسعار العالمية.
ويقول الخبير النفطي د.جمعة الغيلاني: "إن اسعار الوقود في السلطنة باتت تعتمد على أسعار الوقود العالمية منذ اتخاذ قرار رفع الدعم. مؤكداً أن الاسعار العالمية تعتمد في الأساس على مبدأ العرض والطلب على المشتقات النفطية".
وكان وكيل وزارة النفط والغاز سعادة سالم بن ناصر العوفي قد صرّح في وقت سابق أن تسعيرة الوقود لا تعتمد بشكل مباشر على أسعار الخام، وإنما على الأسعار العالمية لأسعار المشتقات النفطية. فكيف تحسب اسعار الوقود العالمية؟
التسعير العالمي
وتعتمد التسعيرة العالمية للوقود على آلية احتساب معقدة، فبحسب موقع "إدارة معلومات الطاقة" الأمريكي فإن تسعيرة الوقود تتألف من ثلاثة عوامل أساسية وهي أسعار النفط الخام التي تشكل 57 في المئة من السعر، وتكلفة تكرير وفصل المشتقات التي تشكل نحو 25 في المئة من السعر بالإضافة إلى تكلفة التوزيع والتسويق والتخزين التي تصل إلى 18 في المئة من السعر.
وتعتبر هذه التكلفة من الأكلاف الاساسية أي وفق ما يسمى باللغة التجارية "التسليم على ظهر الباخرة" أو (FOB) إذ تضاف إلى هذه التكلفة مجموعة من الرسوم والضرائب التي تختلف من دولة إلى اخرى.
أما انتقال الوقود إلى المستهلك فيمر بآلية جديدة من التسليم تختلف من دولة على أخرى، لا سيما أن الأكلاف قد تختلف بسبب الطبيعة الجغرافية لهذه الدول من حيث مساحتها وموقعها على الخريطة فضلاً عن النظام الضرائبي فيها واختلاف أكلاف النقل والتخزين والتوزيع فيها. لذلك نرى أن اسعار الوقود قد تصل في بعض الدول إلى أضعاف اسعارها في دول أخرى.
ومن هذه الأكلاف تأتي رسوم النقل والموانئ، من المصدر إلى الموانئ التي يتم التسليم فيها، وتضاف إليها تكاليف النقل إلى أماكن التخزين، وتكلفة التخزين بحد ذاتها تختلف من مكان إلى آخر، فضلاً عن عمولات شركات النقل والتوزيع، ومن ثم تكاليف نقل الوقود إلى شركات التوزيع المعتمدة التي تقوم بدورها إلى نقل الوقود إلى محطات التعبئة التي يشتري منها المستهلك.
وهنا يجب ان يتم احتساب أرباح الشركات من محطات توزيع وتسليمٍ نهائي، وفي بعض الحالات تضاف على الاسعار تكلفة الفارق بين قيمة الوقود القديم الموجود لدى شركات التوزيع وقيمة الوقود الجديد المسلّم. فعلى سبيل المثال، إذا تم تسليم الوقود بسعر 150 بيسة للتر قبل يومين، وانخفض سعر الوقود الممتاز إلى 140 بيسة وتبقى لدى الشركة مخزون من الوقود. فيتم ادخال الخسائر التي تتكبدها شركات التوزيع، بفعل الفارق بين السعرين، ضمن التكلفة.
ومن ثم تأتي الضرائب التي تفرضها الدول على أسعار الوقود والتي تختلف جذرياُ من دولة إلى اخرى، فنرى أن دولاً مثل النرويج وهولندا تفرضان ضرائب مرتفعة على المنتجات الدولية، بينما تعتمد دول أخرى مبدا دعم المشتقات النفطية، وهذا ما يبرر الفارق الكبير بين اسعار الوقود حول العالم.
أسعار التسليم
ومما يجدر ذكره ايضاً ايضاً ان الأسعار عادة، تحسب وفق التسعيرة الدولية المعلنة قبل شهر من التسليم، أي أن الأسعار التي تحدد في نهاية شهر يونيو تعتمد على اساس متوسط سعر شهر مايو في معظم دول العالم.
وبحسب موقع "إندكس موندي" بلغت أسعار الوقود (Gasoline) العالمية 600 بيسة للغالون في نهاية شهر مايو بحسب مما يعني أن سعر ليتر الوقود العالمي قبل إضافة الاكلاف التي ذكرت سابقاً تكون في حدود 145 بيسة لليتر الواحد وبزيادة 7.94% عن متوسط سعر شهر ابريل. لذلك فإن اسعار الوقود من المفترض أن تزيد بهذه النسبة كحد أدنى في مختلف دول العالم.
علماً أن السعر المذكور اعلاه هو لوقود اوكتان 92، بينما يعادل سعر اوكتان 90(الوقود العادي) 0.99 من سعر اوكتان 92، واوكتان 96 (الممتاز) 1.1 من سعر اوكتان 92.