إنها أكثر من مجرد نجمة سينمائية. فهي واحدة من أعلى الممثلات أجرا، وأيقونة من أيقونات الدعاية والإعلان، وهي ناشطة في مساعدة اللاجئين. ثم إن قصة مرضها مثيرة للاهتمام. إنها النجمة الكبيرة أنجيلينا جولي. عندما تبدأ دور السينما (بداية من 10 ديسمبر/ كانون الأول) بعرض الفيلم الجديد من بطولة وإخراج أنجلينا جولي، يمكن للمرء أن يتخيل عندها عناوين المقالات الصحفية حول هذا الفيلم. إنه الفيلم الرابع الذي تخرجه جولي وهو بعنوان "By the Sea" (بالعربية: قرب البحر) وتدور قصته حول زوجين يعيشان أزمة في علاقتهما. وحيث أن زوجها براد بيت يمثل معها أيضا في هذا الفيلم، فسيكون للكثيرين فرصة التكهن طبعا حول العلاقة القائمة بين الفن وواقع الحياة.
زوجان حلم من هوليوود
تعرف الاثنان على بعضهما، حسب الشائعات، حينما كانا يمثلان سويا عام (2001) في فيلم الدراما الاجتماعية "السيد والسيدة سميث". آنذاك كان النجمان يؤديان دوريهما أمام الكاميرات، يتشاجران بصوت عال، ويحطمان أثاث منزلهما بكل قوة. وبعد ذلك بوقت قصير أعلنت أنجلينا جولي وبراد بيت عن علاقة قائمة بينهما، وأنجبا أطفالا، وتبنيا آخرين، وفي سنوات لاحقة احتفلا بزواجهما في حفل فاخر بجنوب فرنسا ، وخرج مصطلح جديد في العالم يحمل اسمهما سويا وهو "برنجلينا".
أنجلينا جولي وبراد بيت هما بلا شك الزوجان الحلم في سينما هوليوود الحديثة. ومثلما كان هوليوود يحتفى في وقت سابق بكاثرين هيبورن وسبنسر تريسي أو إليزابيث تايلور وريتشارد بيرتون، تهيمن الآن جولي وبيت على أغلفة المجلات والعناوين في شبكة الإنترنت. وما يمكن مقارنته بهما هو فقط أبهة حفل اقتران البريطانيين فيكتوريا وديفيد بيكهام. غير أن جولي وبيت الأميركيين يبدوان في صورة أخرى، فهما يعيشان بطريقة يحصلان بسببها على تقييم جيد حتى من قبل المراقبين الأكثر جدية.
أنجلينا جولي: التزام صادق بحقوق الإنسان
هذا التقييم يرجع أساسا إلى أنجلينا جولي. فالتزامها الاجتماعي، ومساعداتها للاجئين، وعملها ضد الاستغلال الجنسي للنساء وأسفارها الدؤوبة إلى جميع أنحاء المناطق التي تشهد نزوحا وتهجيرا، كل ذلك جعلها تلقى الكثير من الاحترام. وبينما هناك انطباع أن ما يقوم به غيرها من المشاهير من عالم السينما والموسيقى يكون من أجل النجاح مهنيا، فإنه من الواضح أن هناك اهتماما حقيقيا وراء ما تقوم به جولي.
الممثلة المولودة في لوس أنجليس عام 1975، تتناول أيضا تلك المسائل في حملات العلاقات العامة والأحداث الكبيرة التي تؤثر في الجمهور. قائمة رحلاتها إلى مناطق الأزمات في العالم، وجهود الإغاثة، وحجم تبرعاتها أضحت الآن مثيرة للإعجاب مثل مسيرتها كممثلة. فهي تظهر غالبا في شكل متألق ، وهي جذابة للغاية وأنيقة دائما.
تشارك أيضا كمخرجة سياسية
أعمالها كمخرجة تظهر أيضا مدى اهتمام النجمة أنجلينا جولي الحقيقي والجاد بمعاناة الناس في مناطق كثيرة من العالم، خصوصا في فيلمها الدرامي "في أرض الدم والعسل"، الذي تناول الحرب في البوسنة، والذي حصلت من خلاله قبل أربع سنوات على الكثير من الاحترام بجانب بعض الانتقادات. وإلى جانب جوائز أخرى حصلت عليها بسبب الفيلم، تم منح جولي لقب المواطنة الفخرية لمدينة سراييفو البوسنية عام 2012.
كما تسببت جولي في حدوث لغط إعلامي ضخم آخر عندما تحدثت مع مجلة "نيويورك تايمز" عام 2013 عن قيامها بعملية جراحية لإزالة الثدي. وحكت الممثلة آنذاك أنها أقدمت على تلك الخطوة نظرا لوجود مخاطر وراثية كبيرة في عائلتها للإصابة بسرطان الثدي والمبيض. وفي ربيع 2015 أعلنت أيضا أنها لنفس السبب أجرت علمية لإزالة المبيضين وقناتي فالوب.
كاريزما ومصداقية
أنجلينا جولي، واحدة من الممثلات الأعلى أجرا في السينما العالمية ويمكنها حاليا اختيار أدوارها بعناية، فهي تكسب الكثير من المال. لكنها نجحت في تحقيق توازن رائع بين بريق الأضواء والالتزام (الاجتماعي) بحيث إنها تبدو دائما شخصية جيدة وذات مصداقية خصوصا. جولي لها كاريزما لا يمكن إنكارها وتستغلها بشكل فعال. وعندما تكسب من خلال ذلك الملايين من الدولارات فتحولها إلى حساب منظمات مساعدة خاصة بها، وكذلك منظمات مساعدة غريبة، فإن أموال التبرعات تكون مستغلة بشكل جيد. ولا يوجد الكثير من النجوم بحجم ومظهر جولي، يبدون مقتنعين بهذا الشكل الجيد مثلها، من خلال البحث الصعب عن اكتشاف الذات وراء عالم التألق في صناعة الترفيه.
فيلمها الحالي "By the Sea"، الذي احتفل بالعرض العالمي الأول له في الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني، كجزء من مهرجان معهد الفيلم الأميركي، سوف يستفيد من الوجود الضخم لوسائل الإعلام. وسيكون من المثير للاهتمام رؤية مدى إقناع جولي وبيت في لعب دور الزوجين، اللذين يمران بأزمة. لكن حتى وإن لم يحقق أحد أفلامها النجاح المطلوب، فإن أنجلينا جولي وصلت منذ مدة طويلة إلى مستوى عال، لن يتأثر بشباك التذاكر وبإشادة النقاد.
المصدر: دوتشيه فيليه