التحول إلى الإسلام !

عزيزة الحبسية
azizaalhabsi87@gmail.com

المسلمون في بريطانيا يشكلون 5% من عدد السكان الإجمالي بحسب تقرير لإذاعة “بي بي سي”. وإذا استمرت الاتجاهات الحالية في التحول للإسلام، فإن عدد السكان المسلمين في المملكة المتحدة يتوقع أن يرتفع إلى ما يقرب من الضعف في غضون 20 عاما، ليصل إلى 5.5 مليون. وإذا كانت هذه الأرقام صحيحة، فهذا يعني أنه بحلول العام 2030 سيتزايد عدد المسلمين في بريطانيا.

وتعد الهجرة أحد أسباب دخول الإسلام ونموه في المملكة المتحدة، كما يأتي احترام الديانات في القوانين وحرية ممارستها واحدا من الأسباب التي شجعت الدين الإسلامي على الانتشار وشجعت الكثيرين على اعتناقه والتحول من المسيحية إلى الإسلام، فالعديد من المتحولين للإسلام يرون تحولهم هذا كرد فعل على الإفلاس الأخلاقي للمجتمع الغربي الحديث وهروب من ثقافة الانحلال والنزعة الاستهلاكية غير المقيدة التي تميز المجتمعات الحديثة والمعاصرة، فاعتناق الديانة الإسلامية يقوده الحنين إلى الاستقرار والتنظيم، هذه الديانة التي فيها من المبادئ والقيم ما يجعل الفرد يعيش ضمن نسق روحي وجسدي متوازن وصحيح.

وبفضل الشباب الذين يتحولون إلى الإسلام، ونمط الحياة الإسلامية الذي يدعو للمحافظة على حياة الإنسان، تمثل طريقة الحياة الإسلامية بدءا من تقيد المرأة بالزي الساتر انتهاء بسلوكيات يلتزم بها المسلم كالصيام في شهر رمضان واحترام الحياة الزوجية واحترام الأسرة وتقاليدها نموذجا لافتا ومثيرا للإعجاب يدعو للتقليد والمحاكاة، هذا النموذج الذي نقله المهاجرون من المسلمين الذين قدموا إلى بريطانيا بدواعي الهجرة للاستقرار أو بدواعي التعليم والدراسة. والنموذج الإسلامي في بريطانيا نموذج يدعو إلى التجريب والتقليد بخاصة من قبل الشباب من الجنسين فهم يحتكون بأعداد كبيرة من المهاجرين المسلمين في مقاعد الدراسة بالجامعات أو في الحياة العامة وأماكن العمل.

وقد درس فريق متعدد الأديان مسائل الإيمان، ووتيرة التحول إلى الإسلام، واكتشف الباحثون أنه ما بين 2001 و2010، ارتفع عدد المتحولين البريطانيين إلى الإسلام من 60 إلى 100 ألف، وهذا يضم مجموعة كبيرة من النساء المتحولات للإسلام، اللاتي تزايدت أعدادهن تقريبا عما كانت عليه قبل عشر سنوات. وتلخص البيانات التي نشرت في مجلة أخبار مسلم من قبل أكاديميين بجامعة كارديف أن 98 % من الأطفال الصغار من المسلمين والذين استطلعت آراؤهم هم ممن ورثوا الدين من آبائهم مقارنة بـ 6 % تضمنتهم عملية الدراسة، وقد شملت الدراسة أيضا 89 % من المواطنين البريطانيين الذين انتقلوا وتحولوا من ديانات أخرى للإسلام كالمسيحية في إنجلترا وويلز. وفي العام 2012، نشرت في مجلة علم الاجتماع دراسة بينت أن 77 % من المسلمين يمارسون نشاط العائلات المسلمة بديمومة ونجاح ويوصلون بنجاح أيضا إيمانهم إلى الجيل التالي، وعلى النقيض من ذلك فإن 29 % فقط من العوائل المسيحية يهتمون بممارسة المسيحية كدين والمسلمون في إنجلترا وويلز يمارسون عقيدتهم ويمررونها لأبنائهم بمعدلات أعلى بكثير من أي دين آخر، بما في ذلك المسيحية، ما يأتي كسبب وكعامل آخر قوي يعزز وجود الدين الإسلامي كممارسة ثقافية في المجتمع البريطاني.

وبحسب الإحصائية التي أصدرها المجلس الإسلامي البريطاني عن نسبة المسلمين في بريطانيا، فالنسبة تصل إلى 5% من عدد السكان الإجمالي، 47% منهم ولدوا في بريطانيا. وترى الإحصائية أن المسلمين يتبنون القيم البريطانية وينتمون للمجتمع البريطاني، ولديهم قدرتهم على الاندماج بالمجتمع الإنجليزي إلا أن الإسلام في المملكة المتحدة ينمو بمعدلات فلكية وفقا لعدد من الدراسات المختلفة على مدى السنوات القليلة الفائتة.

عزيزة الحبسية

azizaalhabsi87@gmail.com