تشيلي تحتفظ بلقب كوبا أمريكا بركلات الحظ على حساب التانجو ميسي يعتزل دولياً لعدم قدرته على فك شــفـرة النهائيات مع منتخـب الأرجـنتين

الجماهير الاثنين ٢٧/يونيو/٢٠١٦ ٢٠:٥٩ م
تشيلي تحتفظ بلقب كوبا أمريكا بركلات الحظ على حساب التانجو

ميسي يعتزل دولياً لعدم قدرته على فك 

شــفـرة النهائيات مع منتخـب الأرجـنتين

راثرفورد - أ ف ب

قرر نجم برشلونة الإسباني وقائد المنتخب الأرجنتيني ليونيل ميسي أن يضع حدا لمسيرته الدولية بعد خسارة بلاده مجددا أمام تشيلي في نهائي بطولة امريكا الجنوبية “كوبا امريكا” الأحد بركلات الترجيح 2-4 بعد تعادلهما صفر-صفر في الوقتين الأصلي والإضافي على ملعب “ميتلايف ستاديوم” في ايست راثرفورد.

وقال ميسي بعد نهائي النسخة المئوية من البطولة القارية: “المنتخب انتهى بالنسبة لي، انه النهائي الرابع الذي اخسره والثالث على التوالي”، في إشارة إلى نهائي مونديال 2014 وكوبا امريكا 2015 و2016.
وأضاع ميسي الركلة الترجيحية الأولى لبلاده في المباراة النهائية التي كانت إعادة لنسخة 2015 حين خسرت الأرجنتين بنفس السيناريو بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي.
وتابع نجم برشلونة الذي خسر نهائي البطولة القارية العام 2007 أيضا ضد الغريمة الأزلية البرازيل (صفر-3): “قمت بكل ما يمكنني، وصلت إلى اربع مباريات نهائية ويؤلمني ألا اصبح بطلا. إنها لحظة صعبة جدا لي وللفريق ورغم انه من الصعب النطق بهذه العبارة لكني وصلت إلى النهاية مع المنتخب الأرجنتيني”.
ومن المؤكد أن الخسارة أمام تشيلي كانت مؤلمة جدا لميسي الذي كان يطمح إلى منح بلاده لقبها الأول منذ تتويجها القاري العام 1993 ضد المكسيك (2-1)، بخاصة أن نجم برشلونة كان دائما عرضة للانتقادات بسبب فشله في نقل تألقه على صعيد الأندية إلى الساحة الدولية.
وكان أفضل لاعب في العالم قريبا جدا من المجد لكنه مني في النهاية بالخيبة لثلاثة أعوام على التوالي بعد خسارة نهائي مونديال البرازيل 2014 أمام ألمانيا (صفر-1 بعد التمديد) ثم نهائي كوبا أمريكا 2015 و2016 ضد تشيلي.
وسيكون ميسي (29 عاما) عرضة للانتقادات مجددا بعد خيبته الجديدة بخاصة في ظل مقارنته المتواصلة بالأسطورة دييجو مارادونا الذي قاد “لا البيسيليستي” إلى المجد العام 1986 وأهداه لقبه العالمي الثاني والأخير.
وحتى ان مارادونا نفسه انتقد ميسي عشية انطلاق البطولة القارية التي احتضنتها الولايات المتحدة، معتبرا أن نجم برشلونة “يفتقد إلى الشخصية”، مضيفا من باريس على هامش كأس أوروبا 2016: “إنه حقا شخص جيد، لكنه لا يملك شخصية. يفتقد إلى صفات القائد”.
ويأتي قرار ميسي بالاعتزال بعد بطولة سجل خلالها 5 أهداف ورفع فيها رصيده الدولي إلى 55 هدفا ما جعله أفضل هداف في تاريخ بلاده بفارق هدف عن جابرييل باتيستوتا، بعد موسم متقلب مع برشلونة حيث عانى من الإصابات لكن ذلك لم يمنعه من قيادة النادي الكتالوني إلى الاحتفاظ بلقب الدوري والكأس المحليين في حين أنه تنازل عن لقب دوري أبطال أوروبا الذي ذهب لمصلحة غريمه الأزلي ريال مدريد.
وكان ميسي عازما على تحقيق المجد مع بلاده هذا العام وأبرز دليل على ذلك أنه سافر من إسبانيا إلى الأرجنتين من أجل المشاركة في مباراة ودية ضد هندوراس المتواضعة قبيل انطلاق البطولة وتعرَّض خلالها لإصابة في ظهره.
ثم عاد ميسي إلى الأرجنتين من أجل المثول أمام المحكمة في قضية تهربه من الضرائب قبل السفر إلى الولايات المتحدة للانضمام إلى رفاقه في المنتخب الوطني لكنه غاب عن المباراة الأولى ضد تشيلي بالذات (2-1) قبل أن يدخل كبديل في المباراة الثانية ضد بنما حيث نجح بتسجيل ثلاثية في غضون 19 دقيقة ليساهم في فوز بلاده 5-صفر.
وفي الدور ربع النهائي، نجح ميسي بتسجيله هدفه الرابع ضد فنزويلا (4-1) وعادل بذلك رقم باتيستوتا قبل أن يحطمه بهدفه الدولي الـ55 في مباراة الدور نصف النهائي ضد الولايات المتحدة المضيفة (4 -صفر).

ميسي قد لا يكون الوحيد

لكن الأهم بالنسبة لميسي لم يتحقق ما جعله “مدمرا” من الناحية النفسية بحسب ما كشف زميله في المنتخب سيرخيو اجويرو الذي قال: “كنا مدمرين تماما في غرفة الملابس، بخاصة ليو (ميسي). لم أشاهده يوما في هذه الحالة. هناك عدد من اللاعبين الذين يقيّمون وضعهم ويفكرون بعدم مواصلة المشوار مع المنتخب الوطني. لم يسبق لي أن كنت في غرفة ملابس أسوأ من تلك التي كنت فيها (بعد النهائي). كانت أسوأ حتى من نهائي كأس العالم في البرازيل والنهائي الآخر في كوبا أمريكا” العام الفائت في تشيلي.
لكن الحارس سيرخيو روميرو يرى بأن ميسي سيعود عن قراره بعد أن يستوعب ما حصل في البطولة القارية، مضيفا: “أعتقد أنه خرج بهذا القرار في حماوة اللحظة لأن فرصة جميلة أفلتت منا. لا يمكنني أن أتخيل المنتخب الوطني دون ميسي. أعتقد أنه سيراجع قراره”.
وتوقع اجويرو ألا يكون ميسي اللاعب الوحيد الذي يعتزل اللعب دوليا، مضيفا: “من المرجح ألا يكون ميسي اللاعب الوحيد الذي سيعتزل دوليا. إنها الخسارة الأصعب علينا على الإطلاق” في إشارة منه إلى الخسارتين الأخريين في نهائي مونديال 2014 أمام ألمانيا وكوبا أمريكا 2015 أمام تشيلي بالذات.
ولم يحدد لاعب مانشستر سيتي الانجليزي، البالغ من العمر 28 عاما، إذا كان من اللاعبين الذين يفكرون بالاعتزال.
وقد يكون زميل ميسي في برشلونة خافيير ماسكيرانو (32 عاما و123 مباراة دولية) من بين اللاعبين الذين سيحذون حذو افضل لاعب في العالم إضافة إلى لوكاس بيليا وايفر بانيجا وايزيكييل لافيتزي وانخل دي ماريا بحسب بعض التقارير القادمة من أمريكا الجنوبية.

إشادة من الخصوم

وكان مدرب تشيلي الأرجنتيني خوان كارلوس بيتزي من أول الأشخاص الذين ساندوا ميسي بعد خيبة النهائي، معتبرا ان نجم برشلونة ما زال الأفضل على الإطلاق.
وقال بيتزي الذي استلم منصبه خلفا لمواطنه خورخي سامباولي مهندس تتويج 2015: “إلى جانب إعجابي بميسي، أنا منبهر تماما بأرقامه. أنا أدرك ما يعنيه تقدير بعض الأرقام لكن لا احد باستطاعته تحقيق أرقام ميسي، ولا اعتقد أن أحدا سينجح في يوم من الأيام في الوصول إلى ما وصل إليه لأنه من المستحيل بالنسبة لأي لاعب أن يجد الأشياء التي يجدها ميسي”.
واعتبر بيتزي أن مقارنة ميسي بمارادونا أمر غير عادل، مضيفا: “لا يمكن لجيلي أن يقارنه بمارادونا بسبب ما حققه الأخير للكرة الأرجنتينية. لكن بحسب اعتقادي أن افضل لاعب في التاريخ كان موجودا في الولايات المتحدة (في كوبا أمريكا 2016). بالنسبة لي لا يمكن الجدال مع الأرقام”.
وبالفعل أرقام ميسي تتحدث عن نفسها فهو توج بلقب الدوري الإسباني 8 مرات والكأس الإسبانية 4 مرات والكأس السوبر الإسبانية 6 مرات ودوري أبطال أوروبا 4 مرات والكأس السوبر الأوروبية 3 مرات وببطولة العالم للأندية 3 مرات أيضا.
ونال على الصعيد الشخصي جائزة افضل لاعب في العالم 5 مرات وهداف دوري أبطال أوروبا 5 مرات وهداف الدوري الإسباني 3 مرات، وافضل هداف في أوروبا 3 مرات وأفضل لاعب في الدوري الإسباني 6 مرات.
لكن سجله مع المنتخب الوطني يبقى متواضعا إذ اكتفى بإحراز الميدالية الذهبية في دورة الألعاب الأولمبية في بكين 2008 توج هدافا للمسابقة، كما نال كأس العالم للشباب (دون 20 عاما) العام 2005 وأفضل لاعب في البطولة وهدافها (6 أهداف في 7 مباريات).