عام كامل مر على نكسة نهائي تشيلي 2015 في كوبا أمريكا، عام ترك خلفه مرارة في حلق الأرجنتينيين وعشاقه حول العالم اثر تلقي الهزيمة بأسوأ طريقة ممكنة في النهائي عبر ركلات الحظ الترجيحية، لقب كان بين يدي رفاق ميسي وكادوا أن يحسموه لصالحهم في الوقت القاتل لكن إضاعة هيجواين لفرصة خطيرة حال دون تحقيق مبتغاهم.
لكن كرة القدم تمنحك دائماً فرصة للثأر وما على الرجال في الملعب إلا استغلالها، الأرجنتين ستكون قادرة على الثأر من تشيلي في نهائي كوبا أمريكا المئوية فجر الاثنين، لكن ما الذي تغير في منتخب التانجو خلال العام المنصرم ليجعله قريب من تحقيق الانتصار هذه المرة؟!
تغييرات على مستوى الأفراد في التشكيلة الأساسية أبرزها مشاركة جونزالو هيجواين كأساسي في البطولة الحالية على حساب سيرجيو أجويرو في خط الهجوم. بالإضافة إلى تواجد موري في قلب الدفاع مكان جاراي (أو ديميكليس) مع شغل ميركادو مركز الظهير الأيمن بدلاً من زاباليتا. بقية التبديلات ربما كان سببها اضطراري بسبب إصابة بعض اللاعبين (دي ماريا وباستوري وبيليا تعرضوا للإصابة).
- خط الوسط أصبح دفاعي بشكل أكبر عبر مشاركة بانيجا في مكان باستوري، إلى جانب ماسكيرانو وأجوستو فرنانديز. علماً أن بيليا سيعود لشغل المركز الأساسي بجانب ماسكيرانو بعد تعرض أجوتسو للإصابة.
استعادة بعض اللاعبين المؤثرين لمستواهم الطبيعي وفي مقدمتهم أفضل لاعب في العالم ليونيل ميسي، قائد الأرجنتين سيمنح فريقه بعداً آخر من الابداع والقوة بعد تألقه طوال مشوار البطولة بتسجيله 5 أهداف وصناعة العديد من الأهداف على عكس ما كان عليه الحال في العام الماضي حيث لم يسجل أي هدف طوال البطولة. كما أن هيجواين عاد لقمة تألقه الدولي مسجلاً 4 أهداف حاسمة.
الفريق لا يتأثر بغياب الأفراد، صحيح أن العام الماضي لم يتم اختبار غياب أبرز النجوم مثلما عليه الحال في بطولة العام الحالي، لكنها تبقى نقلة إيجابية للأرجنتين التي فقدت ميسي في بداية البطولة ولم تتأثر نتائجها، ثم فقدت خدمات دي ماريا وبيليا ولم تتأثر نتائجها أيضاً.
الفريق أصبح أكثر جماعية وتلاحم في أداء الواجب الدفاعي وحتى الهجومي أيضاً. في العام الماضي نستطيع القول أن الأرجنتين كانت عشوائية نسبياً وتعتمد على عقلية الأفراد والمراكز وليس العمل كمجموعة والانصهار في قالب واحد دفاعياً وهجومياً.