ناصر اليحمدي
البيان الذي أصدره مجلس الوزراء مؤخرا بشأن نتائج اجتماعاته التي تدارس فيها الموضوعات التي تعمل على الحفاظ على استمرارية معدلات النمو في البلاد تنفيذا للتوجيهات السامية لعاهل البلاد المفدى حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه ، هذا البيان حمل الكثير من رسائل الطمأنينة للشعب الوفي والتي تثبت أن مسيرة التنمية تسلك الطريق الصحيح الذي يؤدي إلى التنمية الشاملة المستدامة وأن السياسة الحكيمة التي تتبعها حكومتنا الرشيدة تؤتي ثمارها رخاء واستقرارا وتقدما.
تناول البيان عدة نقاط تعتبر ركائز النهضة وأساساتها التي يبنى عليها تقدم أية دولة منها قطاع التعليم والأمن الغذائي والسياحة والصحة والتبادل التجاري وكفاءة الاقتصاد الوطني والتراث والإعلام وغير ذلك من القضايا التي تشمل جميع مناحي الحياة والجوانب المعيشية للمواطنين.
فقد أكد البيان على الإبقاء على عدد المقاعد الدراسية المخصصة لخريجي دبلوم التعليم العام للعام الأكاديمي (2016/2017) في مختلف مؤسسات التعليم العالي الحكومية والخاصة داخل السلطنة بالإضافة إلى البعثات الخارجية حيث إن نيل أعلى الدرجات العلمية يخلق جيلا واعيا يستطيع قيادة وطنه في طريق التقدم والرفعة خاصة إذا رافق هذه الشهادات جودة في التعليم وحث الدارسين على اختيار التخصصات التي يحتاج إليها السوق .
أما الأمن الغذائي فإنه أساس استقرار المجتمعات بعد توافر الأمان وبتحقيقه يتحقق الاستقرار لذلك أولت قيادتنا الحكيمة هذا الموضوع اهتماما خاصا بغرض تحقيق الاكتفاء الذاتي من السلع الأساسية لذلك اتجهت السلطنة في السنوات الأخيرة لزراعة الحبوب كالقمح والخضروات والفاكهة واستعانت في سبيل ذلك بإنشاء السدود واتباع أحدث طرق الري الموفرة للمياه إلى جانب تطوير الإنتاج الحيواني وغير ذلك مما وضعها في مرتبة عالمية مرموقة وتم تصنيفها كدولة آمنة غذائيا.
وبالنسبة للاقتصاد الوطني فقد أكد البيان على استمرارية رفع كفاءته ونموه بحيث يتم بالتبعية الحفاظ على المستوى المعيشي للمواطنين فأكد مجلس الوزراء على أهمية إزالة العقبات أمام الاستثمارات المحلية والخارجية وتحفيز التنافسية بين الشركات وغير ذلك من الإجراءات التي تحافظ على استقرار الأوضاع الاقتصادية للبلاد فلم يعد يخفى على أحد التحديات التي تواجهها بلادنا بعد انهيار أسعار النفط وتأثر الاقتصاد الوطني بهذا الانخفاض .. لذلك فإننا أحوج ما نكون للتكاتف والتعاون حتى نعبر هذه الأزمة بسلام وأقل الخسائر الممكنة.
وبالنسبة للسياحة فقد أقر مجلس الوزراء الاستراتيجية العمانية للسياحة والتي نتمنى أن تعزز من مكانة السلطنة سياحيا ويدرج اسمها في قوائم الدول السياحية الكبرى الجاذبة للزائرين فقد منحنا الله سبحانه وتعالى طبيعة خلابة وموقعا استراتيجيا متميزا وحضارة عريقة لو تم استغلالها لأصبحت السلطنة وجهة سياحية هامة وصار هذا القطاع الحيوي رافدا أساسيا من روافد الاقتصاد الوطني.
أما على الصعيد الإعلامي فقد وافق مجلس الوزراء على إنشاء مركزي التدريب الإعلامي والإعلام الإلكتروني وهي خطوة جيدة جدا نحو تأهيل جيل من الإعلاميين الواعين لتفاصيل ومتطلبات المهنة يلتزمون بمبادئها الشريفة ويوجهونها نحو التنمية والتقدم.
ولم يغفل بيان مجلس الوزراء المجالس البلدية الذي أكد على أهميتها وضرورة متابعتها للمشاريع الخدمة كل في ولايته فهذه المجالس هي حلقة الوصل بين المواطن والحكومة وهي المنوط بها توفير كافة احتياجات المواطنين وبما يحقق الصالح العام.
إن بيان مجلس الوزراء بما تضمنه من النقاط السابقة إلى جانب مواضيع أخرى يوضح التوجه الذي تسير عليه الدولة في تنويع مصادر الدخل وما تبذله من جهود مضنية من أجل الحفاظ على استقرار المستوى المعيشي للمواطن وهذا ليس مستغربا فمنذ قيام نهضتنا المباركة وضع حضرة صاحب الجلالة المعظم حفظه الله ورعاه وأبقاه المواطن في بؤرة خطط التنمية بحيث اعتبر أن بناء الإنسان يأتي قبل البنيان وهذا سر نجاحنا وتقدمنا واستقرارنا.
لاشك أن بيان مجلس الوزراء بعث في نفوس العمانيين الطمأنينة وراحة البال وأزاح من عقولهم القلق على مستقبل أولادهم ووطنهم .. فكل التحية والشكر للقائد المفدى الذي يتفانى من أجل تحقيق مصلحة البلاد والعباد ولحكومته الرشيدة التي لا تتوانى عن تنفيذ كل ما يحقق الاستقرار والأمان لوطننا الحبيب.
* * *
موسم الخير بدأ في صلالة
بدأت زخات المطر الخفيف المنعشة تتساقط على محافظة ظفار لترتدي حلتها السنوية فالأرض افترشت اللون الأخضر والسماء تلحفت بالغمام الأبيض لتعلن بدء موسم خريفي بديع ينتظر السائحين من داخل السلطنة وخارجها للاستمتاع بالطبيعة الخلابة والجو المعتدل والتضاريس الربانية الرائعة والفنادق الفاخرة المريحة .. فمن يتوجه لظفار يشعر أنه يستعد للدخول في لوحة طبيعية جميلة يرتشف منها الراحة والهدوء والسكن النفسي.
لاشك أن كلا منا في حاجة للذهاب إلى صلالة والتمتع باعتدال الجو هناك فما يمر به العالم من ارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة خاصة في منطقة الخليج العربي وبقية مناطق السلطنة يدفعنا للهرب من هذا الحر القائظ والبحث عن مناطق ذات جو معتدل .. لذلك على كل مواطن عماني بدلا من البحث عن دولة جوها معتدل وبها المناطق السياحية الجميلة عليه أن يتجه إلى صلالة فهي لا تقل روعة وجمالا عن أي مزار سياحي حول العالم كما أن هذا التوجه له عدة إيجابيات فمن ناحية "جحا أولى بلحم ثوره" أي أننا أولى ببلادنا والتمتع بطبيعتنا من الغريب ومن ناحية أخرى تتعرف الأجيال الجديدة على ما تمتلكه بلادنا من مقومات سياحية عظيمة ومن ناحية ثالثة يدر دخلا على البلاد ويدعم الاقتصاد الوطني بحيث ننفق أموالنا في بلادنا وليس في بلاد الأجانب .. لذلك نتمنى أن تقوم الفنادق والشركات السياحية بتقديم تخفيض خاص للمواطن العماني على غرار الخصم المقدم من الطيران العماني للطلبة العمانيين.
نحمد الله أن زوار ظفار يزدادون كل عام فقد تجاوز العام الفائت النصف مليون زائر وهذا يدل على صواب السياسة الترويجية لخريف صلالة ولكن مازلنا نطمع في جذب المزيد من السائحين .. فمن قضى من قبل إجازته هناك يجد نفسه مشتاقة كل عام للعودة مرة أخرى لما رآه من هدوء وجمال أخاذ وراحة بال وحسن ضيافة وأمان وهذه نقاط علينا استثمارها كعامل جذب للسائحين.
لاشك أن المسئولين لم يألوا جهدا من أجل توفير كافة التسهيلات والخدمات التي تلبي حاجة الزائر بداية من السكن الذي يتنوع بين الفلل والشقق السكنية والغرف الفندقية ومرورا بالبنية التحتية من طرق ومتنزهات توفر الراحة للزائر ومراكز تسوق ومرافق ترفيهية وانتهاء بالطعام المقدم الذي يتنوع أشكالا وألوانا من جميع مطابخ العالم .. إلى غير ذلك من مقومات الراحة والمتعة.
إن مهرجان صلالة السياحي يحتوي على فعاليات ومناشط يعجز القلم عن حصر أهميتها وروعتها وقيمتها بجميع أنواعها وأقسامها .. فهو يساهم بشكل فعال في إثراء الحركة الثقافية والفنية والرياضية والفكرية وتفعيلها بصورة مثالية ودعم المبدعين وتشجيعهم إلى جانب دوره المهم والبارز في عرض الموروث الحضاري للسلطنة بصورة مشرقة بالإضافة إلى دوره الرئيسي في تنشيط السياحة وجذب السائحين إلى السلطنة وهو ما يساهم في تنمية الاقتصاد المحلي والدخل الوطني.. كما لا ننسى أن نذكر دوره البارز في توفير فرص عمل كثيرة للشباب يصل عددها لأكثر من 6 آلاف فرصة عمل حتى ولو كانت مؤقتة فالكثير منهم ينتظر هذا الموسم من العام للعام كي يقتات عليه طوال العام.
نتمنى أن يحقق عدد زوار خريف صلالة هذا العام رقما قياسيا وأن يحقق المهرجان السياحي الغرض المنشود منه ويستمتع كل زائر برحلته ويسعد بالطبيعة الخلابة.
* * *
آخر كلام
من العظماء من يشعر المرء فى حضرته أنه صغير ولكن العظيم بحق هو من يشعر الجميع في حضرته بأنهم عظماء.