تقرير اخباري خروج بريطانيا يعزز موقف ترامب ويمثل انتصارا لافكاره

الحدث الأحد ٢٦/يونيو/٢٠١٦ ١٩:٥٤ م

واشنطن – ش

قالت مجلة "التايم" الأمريكية إن نجاح معسكر "الخروج" فى سحب بريطانيا من الاتحاد الأوروبى فى استفتاء تاريخى حجر زاوية جديد فى الحرب على النخب، ففارق التصويت بين المعسكرين الذى تجاوز 1.3 مليون صوت، لم يمثل رفضا فقط لدعوات الحكومة البريطانية بالانفتاح والوحدة مع أوروبا، ولكنه قدم دليلا جازما أيضا أن صناديق الاقتراع فى الغرب يمكنها أن تطيح بشرعية النخب الحاكمة خلال حملة واحدة.
ونقلت المجلة عن تونى ترافيرز، باحث سياسى ومستشار للبرلمان البريطانى قوله إن "نتيجة الاستفتاء إلى حد ما تمثل نصرا لأمثال ترامب حول العالم"، فمؤيدو ترامب، شأنهم شأن داعمى حملة خروج بريطانيا من أوروبا، يميلون إلى الشعور بأن الأحزاب التقليدية تجاهلت مخاوفهم حيال الهجرة وعدم المساواة الاقتصادية لوقت طويل. واستجابتهم كانت نوعا من الثورة ضد الوضع القائم الذى فتح الساحة السياسية لمرشحين متنوعين يمكن وصفهم بأنهم "محدثى نعمة" منذ جيل أو أكثر. وأضافت المجلة أن أحزاب اليمين والأحزاب المتشككة فى أوروبا حققت مكاسب ضخمة خاصة عندما تدفق نحو مليون لاجئ من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى أوروبا طالبين اللجوء العام الماضى، مشيرة إلى أن الكثير من الأحزاب استجابت لاستفتاء المملكة المتحدة بحث دولهم على القيام بنفس الشئ. ومضت المجلة تقول إن خيرت فيلدرز اليمينى الهولندى، قال فى مقابلة أجرتها معه محطة راديو محلية "الآن جاء دورنا". وأوضحت "التايم" أن استفتاء بريطانيا أظهر مدى صعوبة احتواء الأحزاب القائمة للاستياء العموم بشأن الهجرة وفقدان السيطرة القومية.

انتقاد
من جانبها وجهت حملة المرشحة الديمقراطية المحتملة للرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون انتقادات لاذعة لمنافسها الجمهوري دونالد ترامب يوم السبت لرد فعله على نتيجة الاستفتاء البريطاني الذي افضى إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وقال جيك سوليفان، مستشار كلينتون، إن نتيجة الاستفتاء تسببت في عمليات بيع واسعة النطاق في أسواق المال العالمية مما ألحق خسائر فادحة بحسابات تقاعد الأسر الأمريكية، ولكن ترامب "ابتهج واحتفل".
وأشاد ترامب، الذي يزور حاليا منتجعات الجولف الخاصة به في اسكتلندا، بالبريطانيين لتأكيدهم على استقلالهم مشيرا إلى أن العملة البريطانية الضعيفة ستساعد على جذب المزيد من السياح إلى منتجعه.
وقال سوليفان في الوقت الذي ينظر فيه العالم إلى الولايات المتحدة باعتبارها قيادة راسخة وقديرة أثبت دونالد ترامب مرة أخرى حقيقتين عن ترشحه - الأولى أنه لا يصلح عقليا أن يكون رئيسا للولايات المتحدة، والثانية أنه دخل السباق الرئاسي من أجل مصالحه الشخصية فقط.
كما اعلن صحافي اميركي محافظ شهير انه غادر الحزب الجمهوري داعيا الى هزم مرشحه للانتخابات الرئاسية دونالد ترامب ولو ادى ذلك الى فوز الديموقراطيين بالرئاسة.
واعلن جورج ويل كاتب المقالات في صحيفة واشنطن بوست خلال مادبة اقامتها "الجمعية الفدرالية" المحافظة "هذا ليس حزبي"، وفق ما نقل الموقع الاعلامي المحافظ "بي جاي ميديا".
وقال الصحافي الحائز جائزة بوليتزر والبالغ من العمر 67 عاما للموقع بعد كلمة القاها انه لم يعد مسجلا على القوائم الانتخابية كناخب جمهوري بل "بدون انتماء حزبي".
ودعا ويل الذي يعمل ايضا مع شبكة "فوكس نيوز" اعضاء الحزب الجمهوري الى "العمل من اجل ان يهزم" ترامب في الانتخابات والى "التريث" بانتظار الانتخابات التالية.
وراى ويل ان وصول ترامب الى البيت الابيض "بدون معارضة" من الكونغرس الذي يسيطر عليه الحزب الجمهوري سيكون اسوأ من انتخاب الديموقراطية هيلاري كلينتون للرئاسة في ظل مجلسي نواب وشيوخ معارضين.
واثار رجل الاعمال الثري بفرض نفسه مرشحا للحزب الجمهوري انقساما عميقا في هذا الحزب الذي يتردد العديد من مموليه التقليديين في تقديم اموال لدعمه، بل ان بعضهم يرفض ذلك.
وكتب ويل في مقالة نشرتها "واشنطن بوست" هذا الاسبوع "انقذوا حزبنا، لا تمنحوا ترامب" اموالا.
ولفت الى ان "حملة ترامب لديها اقل اموالا من بعض المرشحين للكونغرس، وبالتالي فان "المانحين الجمهوريين لم يكونوا يوما بالاهمية التي هم عليها اليوم، ويمكنهم انقاذ حزبهم بالامتناع عن مساعدة مرشحه".
ولم يوضح الصحافي ما اذا كان يعتزم التصويت لصالح المرشح المؤيد للحريات الفردية الحاكم السابق لنيو مكسيكو غاري جونسون.

شعارات عنصرية
على خطى المشرح الجمهورى للسباق الرئاسى الأمريكى دونالد ترامب، استخدم أحد المرشحين لمقعد بمجلس النواب عن ولاية تينسى شعاراً عنصرياً قد يزيد من حالة التفرقة بين البيض والسمر داخل المجتمع الأمريكى. وشن المرشح الأمريكى ريك تيلور حملته تحت شعار "اجعلو أمريكا بيضاء مرة أخرى"، ونشرها على لافتات إعلانية بطول الطرق السريعة ببلدية بينتون فى مدينة تشاتانوجا، رابع أكبر مدينة فى ولاية تينيس، الأمر الذى قوبل بموجة من الانتقادات، حسبما أفادت صحيفة الإندبندنت البريطانية اليوم السبت. يقول تيلور فى تصريح له لتليفزيون "دبلو آر سى بى" الأمريكى، "عندما كنت أصمم اللوحة الإعلانية كان لتوليد فكرة العودة إلى فترة الستينات فى أذهان الناس، عندما كان الناس فى أمريكا لا يضطرون إلى إغلاق أبواب منازلهم (كدليل على الأمان)، وعندما لا يراودهم القلق حيال سرقة سياراتهم ومداهمة منازلهم، وعدم القلق من الخلايا النائمة من المسلمين فى الشوارع". وأضافت الصحيفة، أن الإعلان ظهر بجانب إعلان دعائى آخر لصورة من البيت الأبيض محاطة بأعلام الكونفدرالية مصحوبة عبارة "لدى حلم"، ويسعى تيلور أن يأخذ مقعد تشك فليشمان، النائب الحالى عن ولاية تينسى. من جانبه، أدان النائب فليشمانا هذا النوع من الإعلانات، قائلا فى بيان له، "ليس هناك مجال لهذا النوع البغيض من الشاشات فى خطابتنا السياسية". مضيفا، "يجب رفض العنصرية بكل أشكالها البشعة فى الدائرة الانتخابية الثالثة وفى جميع أنحاء البلاد." وعلى الرغم من ذلك، علق تيلور على تصريحات المرشح الرئاسى ترامب التى دعا إلى حظر دخول المسلمين المهاجرين إلى الولايات المتحدة، بأن ترامب معضلة كبيرة. وشهدت عدة ولايات أمريكة حالات من التفرقة العنصرية، عندما أطلق ضابط أمريكى النار على شاب أسود فى مدينة سانت لويس فى ديسمبر 2014، بعد خمسة أشهر من حادث فيرجسون الذى أشعل حالة من غضب الشعب عقب مقتل شاب أسود أعزل.

زيارة
تخللت زيارة المرشح الجمهوري الى الانتخابات الرئاسية الاميركية دونالد ترمب لاحد ملاعب الغولف التي يملكها في شرق اسكتلندا، تظاهرة احتجاج حمل المشاركون فيها لافتات تندد به وبسياسته.
وتجمع المتظاهرون على تلة تشرف على ملعب الغولف الواقع قرب مقر بلدية بالميديا. وحمل احدهم لافتة كتب عليها "ترامب يحب الكراهية".
وحاول مرافقو ترامب ابعاد الصحافيين، فيما كان المتظاهرون يغنون ويرفعون اعلاما مكسيكية تنديدا بموقف الملياردير الاميركي الذي دعا الى بناء جدار على الحدود بين المكسيك والولايات المتحدة لمنع المهاجرين المكسيكيين من دخول الولايات المتحدة.
وقال ديفيد ميلن احد سكان هذه المنطقة لوكالة فرانس برس "اريد ان يشاهد الصحافيون الاميركيون ما نفعله" معتبرا ان الاعلام هو طريقة تعبير عن "التضامن" مع المكسيكيين.
واضاف "في حال انتخب (ترامب) رئيسا فان الولايات المتحدة ستدخل في حرب بعد اسبوع وستصاب بالافلاس. ان هذا الرجل احمق".
وردا على سؤال حول ما اذا كان يأسف لعدم دعم القادة الاوروبيين له، حتى ان بعضهم هاجم مواقفه المعادية للمسلمين، قال ترامب "الامر لا يهمني. ساقول لكم من يدعمني، انه شعب الولايات المتحدة وهذا ما يهمني".
وهي اول زيارة يقوم بها ترامب لخارج الولايات المتحدة منذ فوزه في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في السباق الى البيت الابيض.