بريطانيون نادمون على تصويتهم للخروج من الاتحاد الاوروبي

الحدث الأحد ٢٦/يونيو/٢٠١٦ ٠٥:٤٨ ص

لندن – ش

بعد ساعات من قرار الناخبين البريطانيين أن تخرج بلادهم من الاتحاد الأوروبى، فإن كثير من مواطنى المملكة المتحدة سارعوا إلى محرك البحث الإلكترونى "جوجل" لمعرفة (ما هو الاتحاد الأوروبى)، فيما يشير إلى أنهم لا يعرفون حقا ما الذى صوتوا له
وتقول صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن الناخبين الذين استيقظوا على انخفاض سوق الأسهم وتراجع حاد فى قيمة الجينه الاسترلينى لم تشهده بريطانيا منذ 30 عاما، يواجهون الآن سلسلة من الصدمات الاقتصادية التى يقول المحللون إنها ستتفاقم قبل أن تتحسن.
وتردد صدى تداعيات قررار البريطانيين فى كافة أنحاء العالم وحتى فى الولايات المتحدة، حتى أن بعض الناخبين البريطانيين يقولون إنهم يندمون حقا للتصويت لصالح الخروج.
وصرحت سيدوبريطانية لقناة ITV نيوز قائلة إنها على الرغم من أنها صوتت لصالح المغادرة، فإنها استيقظت هذا الصبح وقد صدمها الواقع.
وأضافت "لو كانت لدى الفرصة للتصويت مرة أخرى، لصوتت لصالح البقاء".
وقالت "واشنطن بوست" إن هذا الارتباك لمدى تأثير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى على اقتصادها بدأ ينعكس فى كافة أنحاء المملكة المتحدة.
فقد ذكرت شركة جوجل أن هناك زيادة كبيرة فى البحث ليس فقط المعلق بإجراء الاقتراع ولكن فى الأسئلة الأساسية حول تداعيات التصويت. وبعد ثمانى ساعات من إغلاق ساعات الاقتراع ذكرت جوجل أن البحث بجملة "ماذا يحدث لو غادرنا الاتحاد الأوروبى" قد تضاعف أكثر من ثلاثة أضعاف
وتابعت الصحيفة قائلة إنه على الرغم من محاولات كلا المعسكرين "الخروج والبقاء" للتودد للبريطانيين، فإن الناخبين لم يدهشوا فقط بما يمكن أن يحدث لو تركوا الاتحاد، بل إن كثير منهم لا يعرف على ما يبدو ما هو الاتحاد.. فكان ثاتى أعلى ترند على جوجل فى بريطانيا " هو ما هو الاتحاد الأوروبى"، منذ أن تم الإعلان رسميا عن نتائج الاستفتاء. وأشارت الصحيفة إلى أن هذا السؤال سيكون له أهمية أعمق مما كان مستخدمو جوجل يعرفون وهم يكتبونه على برامج التصفح الخاصة بهم.

دور مركزي
من جهته اعتبر رئيس المفوضية الأوروبية جان-كلود يونكر فى مقابلة مع صحيفة بيلد الألمانية امس السبت أن برلين سيكون لها "دور مركزى" داخل الاتحاد الأوروبى بعد تصويت البريطانيين لمصلحة الخروج من الاتحاد.
وقال يونكر أن "المانيا ستواصل اداء دور مركزى لا بل أن دورها سيكون أكثر أهمية داخل الاتحاد الأوروبي"،ويأتى تصريح يونكر قبيل ساعات من اجتماع تستضيفه برلين ويضم وزراء خارجية الدول الست المؤسسة للاتحاد الأوروبى (ألمانيا وفرنسا وايطاليا وبلجيكا وهولندا ولوكسمبورغ)، كما يأتى قبل يومين من قمة دعت اليها المستشارة الألمانية كلا من الرئيس الفرنسى فرنسوا هولاند ورئيس الوزراء الإيطالى ماتيو رينزى ورئيس المجلس الأوروبى دونالد توسك
. واذ أقر يونكر بأن الاتحاد الاوروبى لا يخلو من الشوائب، شدد على أن "هذا افضل ما لدينا لجمع دول أوروبا حول نفس الطاولة والسعى إلى تسويات كى يعيش الناس فيها بسلام وحرية وازدهار"، مؤكدا "اننا حول هذه الطاولة العائلية سنشتاق" إلى بريطانيا. والقى المسؤول الأوروبى باللائمة فى ما حصل فى بريطانيا على رئيس وزرائها ديفيد كاميرون، مشددا على أنه "عندما يهاجم المرء اوروبا من الاثنين ولغاية السبت لا يمكنه ان يتحول يوم الأحد إلى مدافع شرس عن اوروبا"، والخميس اختار البريطانيون فى استفتاء تاريخى الخروج من الاتحاد الأوروبى موجهين ضربة قوية للبناء الذى تأسس قبل ستين عاما، فى زلزال دفع برئيس وزرائهم ديفيد كاميرون إلى اعلان استقالته، وبموجب النتيجة النهائية صوت 51,9% من الناخبين لصالح المغادرة فى الاستفتاء التاريخى الذى نظم الخميس وبلغت نسبة المشاركة فيه 72,2%.

تحذيرات
كما حذر رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر من أن خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبى لن يكون "طلاقا وديا"، وطالب لندن بان تقدم "على الفور" طلبها للخروج.
وصرح يونكر لقناة "آ ار دى" الألمانية "لن يكون طلاقا وديا لكنه لم يكن ايضا علاقة حب قوية
وأضاف يونكر "لا اعرف لماذا تحتاج الحكومة البريطانية للانتظار حتى أكتوبر لتقرر ما إذا كانت سترسل طلب الخروج إلى بروكسل. اريد الحصول عليه فورا". وكان رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون اعلن الجمعة بعد فوز مؤيدى خروج البلاد من أوروبا أنه سيستقيل من منصبه وسيترك إلى خلفه مهمة التفاوض مع بروكسل حول شروط خروج البلاد، ملمحا إلى أن السلطات ستحاول المماطلة لاطول مهلة ممكنة. وحمل رئيس البرلمان الأوروبى مارتن شولتز بشدة الجمعة على كاميرون، واصفا ب"المخزى" قرار استقالته فى أكتوبر وليس غداة الاستفتاء، وبأنه وعندما أعلن فى 2013 عزمه على تنظيم استفتاء حول بقاء بريطانيا فى الاتحاد الأوروبى أو خروجها منه "رهن قارة بأكملها من اجل مفاوضاته التكتيكية".

الاتحاد الأوروبي
هو جمعية دولية للدول الأوروبية كان يضم 28 دولة قبل استفتاء بريطانيا وكانت أخرهم كانت كرواتيا التي انضمت في 1 يوليو 2013، تأسس بناء على اتفاقية معروفة باسم معاهدة ماسترخت الموقعة عام 1992، ولكن العديد من أفكاره موجودة منذ خمسينات القرن الماضي.
من أهم مبادئ الاتحاد الأوروبي نقل صلاحيات الدول القومية إلى المؤسسات الدولية الأوروبية. لكن تظل هذه المؤسسات محكومة بمقدار الصلاحيات الممنوحة من كل دولة على حدة لذا لا يمكن اعتبار هذا الاتحاد على أنه اتحاد فدرالي حيث أنه يتفرد بنظام سياسي فريد من نوعه في العالم.
للاتحاد الأوربي نشاطات عديدة، أهمها كونه سوق موحد ذو عملة واحدة هي اليورو الذي تبنت استخدامه 19 دولة من أصل ال28 الأعضاء، كما له سياسة زراعية مشتركة وسياسة صيد بحري موحدة.
احتفل في مارس 2007 بمرور 50 عام على إنشاءالاتحاد بتوقيع اتفاقية روما.
تحصل الاتحاد الأوروبي في 12 أكتوبر 2012 على جائزة نوبل للسلام لمساهمته في تعزيز السلام والمصالحة والديمقراطية وحقوق الإنسان في أوروبا.
في 23 يونيو 2016، قررت المملكة المتحدة عبر استفتاء الخروج من الاتحاد الأوروبي، لتصبح أول دولة فيه تقوم بذلك.

التاريخ والتأسيس

تكررت المحاولات في تاريخ القارة الأوروبية لتوحيد أمم أوروبا، فمنذ انهيار الإمبراطورية الرومانية التي كانت تمتد حول البحر الأبيض المتوسط، مروراً بإمبراطورية شارلمان الفرنكية ثم الإمبراطورية الرومانية المقدسة اللتين وحدتا مساحات شاسعة تحت إدارة فضفاضة لمئات السنين، قبل ظهور الدولة القومية الحديثة. وفيما بعد حدثت محاولات لتوحيد أوروبا لكنها لم تتعد الطابع الشكلي والمرحلي، منها محاولة نابليون في القرن التاسع عشر، والأخرى في أربعينات القرن العشرين على يد هتلر، وهما تجربتان لم تتمكنا من الاستمرار إلا لفترات قصيرة وانتقالية.. بوجود مجموعة من اللغات والثقافات الأوروبية المتباينة، اشتملت هذه السيطرات على الإخضاع العسكري للأمم الرافضة، مما أدى إلى غياب الاستقرار وبالتالي كان مصيرها الفشل في النهاية. واحدة من أول أفكار التوحيد السلمي من خلال التعاون والمساواة في العضوية قدمها المفكر السلمي فكتور هوجو عام 1851 دون أن تحظى بفرصة جادة في التطبيق. وبعد كوارث الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية، ازدادت بشدّة ضرورات تأسيس ما عرف فيما بعد باسم الإتحاد الأوروبي. مدفوعا بالرغبة في إعادة بناء أوروبا ومن أجل القضاء على احتمال وقوع حرب شاملة أخرى. أدى هذا الشعور في النهاية إلى تشكيل الجماعة الأوروبية للفحم والصلب عام 1951 على يد كل من ألمانيا (الغربية)، فرنسا، إيطاليا ودول بينيلوكس (بلجيكا وهولندا ولوكسمبورغ). أول وحدة جمركية عرفت بالأصل باسم المؤسسة الاقتصادية الأوروبية ، وتسمى في المملكة المتحدة بشكل غير رسمي بـ "السوق المشتركة"، تأسست في اتفاقية روما للعام 1957 وطبقت في 1 يناير 1958. هذا التغيير اللاحق للمؤسسة الأوروبية يشكل العماد الأول للإتحاد الأوروبي. تطور الإتحاد الأوروبي من جسم تبادل تجاري إلى شراكة اقتصادية وسياسية.
علم الاتحاد الأوروبي ليس فقط شعار للاتحاد الأوروبي وإنما هو أيضاً شعار الوحدة والهوية الأوروبية في اتجاه أوسع دائرة النجوم الذهبية تمثل تماسك وتناغم الأوروبيين.
عدد النجوم لا تمت بصلة لعدد الدول الأعضاء. فهناك اثنتا عشر نجمة بسبب أن الرقم اثنا عشرة هو تقليديا رمز الإتقان والكمال والوحدة. لذى لم يتغير العلم بعد توسيعات الاتحاد الأوروبي.
يعود تاريخ العلم إلى عام 1955. في ذلك الوقت ظهر الاتحاد الأوروبي في شكل جمعية الفحم والفولاذ الأوروبية التي كان في عضويتها ستة أعضاء فقط. ولكن كان هناك هيئة منفصلة مع عدد أعضاء أكبر (المجلس الأوروبي) تم إنشاءها قبل عدة سنوات وكانت مشغولة بوضع حقوق الإنسان وتعزيز الثقافة الأوروبية.
المجلس الأوروبي كان مهتما بتبني رمز خاص به. وبعد نقاشات طويلة, تم تبني التصميم الحالي (دائرة الإثني عشر نجما ذهبيا والخلفية الزرقاء). في العديد من الثقافات, يرمز الرقم إثني عشر للكمال. كما أنه طبعا عدد أشهر السنة والعدد الظاهر على وجه الساعة. وتم اختيار الدائرة من بين باقي الأشكال كرمز للوحدة. لذا كانت ولادة علم الاتحاد الأوروبي تمثل فكرة الوحدة بين الأوروبيين.
ثم بعد ذلك شجع الاتحاد الأوروبي باقي المؤسسات الأوروبية لتبني ذات العلم وفي العام 1983, تبنى البرلمان الأوروبي العلم. وفي العام 1985 تم أخيرا تبني العلم من قبل كافة الرؤساء والحكومات كشعار رسمي للاتحاد الأوروبي.
جميع المؤسسات الأوروبية تستعمل هذا العلم منذ بداية العام 1986. العلم الأوروبي هو الرمز الوحيد للمفوضية الأوروبية (الذراع التنفيذي للاتحاد الأوروبي). باقي مؤسسات وهيئات الاتحاد الأوروبي تستعمل رمزها الخاص بالإضافة إلى العلم الأوروبي.