القوة البحرية للمقاومة تقلق إسرائيل

الحدث الأحد ٢٦/يونيو/٢٠١٦ ٠٥:٤٦ ص
القوة البحرية للمقاومة تقلق إسرائيل

غزة - علاء المشهراوي

تواصل الأجهزة الأمنيّة الإسرائيليّة ما أسمته "تعقّب الترسانة العسكريّة لحركة حماس"، ولا تألو جهدًا من أجل الحصول على معلومات عنها، وذلك لخشيتها وتوجسّها من أنْ تقوم حماس في المُواجهة القادمة بين الطرفين بمفاجئة الجيش الإسرائيليّ، علاوة على ذلك، تُحاول مراكز الأبحاث في "تل أبيب" سبر أغوار توجّهات حماس.
ويبدو أنّ أكثر ما يُرعب الإسرائيليين، قيادةً وشعبًا، هو ليس فقط الأنفاق الهجوميّة التي تقوم حماس بحفرها، بل القوّة البحريّة التي شكّلتها الحركة، وتقوم بتدريبها بشكلٍ مكثفٍ، كما قالت المصادر الإسرائيليّة لصحيفة "هآرتس" العبرية.
على صلةٍ بما سلف، رأى المُحلل للشؤون العسكريّة، أساف جِبُور أنّ النشاط المكثف الذي تبذله "إسرائيل" من أجل العثور على أنفاق حماس في غزة والكشف عنها وتدميرها، يزيد التوتر داخل التنظيم.
وتابع: "صحيح أنّ مشروع الأنفاق بقيادة محمد ضيف ما يزال موجودًا على رأس أولويات حماس، ولكن، مع ذلك، يتعين على ضيف الذي يتولى رئاسة الذراع العسكرية للحركة، أنْ يُوْجِد بدائل إضافية من أجل تحدّي إسرائيل. وبرأيه، فإنّ اكتشاف شحنة من بدلات الغطس في معبر كرم سالم على يد سلطات المعابر والشاباك، يكشف قليلاً من القدرات التي تسعى حماس إلى بنائها استعدادًا للمواجهة المقبلة: قدرات كوماندوس بحري".
وأوضح المُحلل أنّ "عملية زيكيم الجريئة" التي في إطارها قامت وحدة من الكوماندوس البحري في "حماسِ" بالسباحة من شواطئ غزة وصولاً إلى شاطئ عسقلان بهدف التسلل إلى كيبوتس في غلاف غزة، جرى القضاء عليها في مهدها بعد اكتشاف أفراد المجموعة فور خروجهم من البحر، والقضاء عليهم على الفور، لكن الأسطورة ما تزال حية.
وقال أيضًا إنّ بدلات الغطس التي هُربت إلى القطاع خبئت داخل شحنة بريئة ظاهريًا من المعدات والألبسة الرياضية المستوردة من الخارج إلى مناطق السلطة الفلسطينية، ومن هناك أرسلت إلى قطاع غزة.
وقد صودرت الشحنة وفتح تحقيق من أجل تحديد الأشخاص المتورطين في عملية التهريب، وبالإضافة إلى بدلات الغطس، زعم المُحلل، يتدربون في "حماس" أيضًا على قدرات إضافية في الجو، ففي الفترة الأخيرة جرى اعتراض شحنة روبوتات طائرة (Octocopter) كان من المفترض أنْ تصل إلى قطاع غزة، من أجل اكتساب قدرة استخباراتية للحصول على معلومات عن منطقة غلاف غزة والحدود الإسرائيلية.
وخلُص المُحلل، إلى القول إنّ عمليات التهريب إلى قطاع غزة تُشير إلى جهود حثيثة مبذولة من أجل إدخال منتجات يمكن أنْ تُستخدم لأغراض مدنية وعسكرية، مثل إدخال مادة بولياستر التي يمكن أنْ تستخدم في إنتاج الصواريخ ونوابض للقنابل اليدوية، ثمة أمر واحد واضح، وهو أن حركة حماس لا تضيّع الوقت.
وكان قائد الكوماندوز البحريّ الإسرائيليّ، قال في مُقابلة مع "يديعوت أحرونوت"، إنّ "حماس" تعمل بدون كللٍ أوْ مللٍ على تقوية القوّة البحريّة الخاصّة بها، وفي الوقت عينه يُحذّر الجمهور الإسرائيليّ قائلاً: "إنّ العملية التي قامت بها القوّة البحريّة في زيكيم، خلال العدوان الإسرائيليّ الأخير على قطاع غزّة، في صيف 2014، قد تتكرر في المُستقبل المنظور وشدّد على أنّ العملية، التي يُقّر بأنّها كانت نوعية وفاجأت المخابرات الإسرائيليّة وجيش الاحتلال، يُمكن أنْ تقوم حركة حماس بتنفيذها في عكّا وحيفا والخضيرة".
وفي معرض ردّه على سؤالٍ للصحيفة يقول الجنرال الإسرائيليّ إنّ الحلّ الوحيد لمُواجهة قوّة حماس البحريّة هو ضربها في عقر دارها، بحسب تعبيره، لأنّ الوسيلة الأنجع للدفاع، هي الهجوم، حسبما ذكر.
وفي خطوةٍ تعكس مستوى القلق الإسرائيليّ من قدرات المقاومة الفلسطينية، أجرى سلاح البحرية التابع لجيش الاحتلال أخيرًا مناورة ضخمة للتدرّب على مواجهة عمليات تسلّل تنفذها "حماس" إلى حقول الغاز الإسرائيلية والسيطرة عليها.
وبحسب الصحيفة، المناورة حاكت هجومًا ينفذه عناصر من "الكوماندوز البحري" في كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، على أحد حقول الغاز والسيطرة عليه، والهيمنة على المنظومة التقنية التي تتحكم باستخراج الغاز في الحقل.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ السيناريو الذي يثير الفزعَ لدى القيادة الإسرائيلية، يتمثّل في تمكّن عناصر "كوماندوز حماس" البحري من الوصول إلى الحقل عبر قوارب صيد أوْ من خلال وسائل الغوص ومن ثم السيطرة عليه.

*-*
الرئيس الفلسطيني يرفض اتهامه بالإساءة للديانة اليهودية
رام الله – ش
رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) للاتهامات والتصريحات الإسرائيلية الموجهة ضده وضد الشعب الفلسطيني بالإساءة للديانة اليهودية، وأدان ما تم اتهامه به على أنه عداء للسامية. وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية بانه بعد أن تبين أن الأنباء التي تناولت التصريحات المزعومة عن الحاخام حول تسميم آبار المياه الفلسطينية التي تناقلتها وكالات الأنباء عارية عن الصحة، "فإن الرئيس محمود عباس واستنادا إلى احترامه العميق لجميع الديانات بما فيها الديانة اليهودية، يؤكد أنه لم يقصد الإساءة لليهودية ". وأضافت "ولكن الرئيس عباس يدين في الوقت ذاته الممارسات والإجراءات غير الشرعية لسلطات الاحتلال ومستوطنيها ضد شعبنا الفلسطيني، بما فيها التحريض ضده وضد حقوقه." وكان قد صرح الرئيس أبو مازن بأن حاخامات دعوا إلى تسميم الآبار الفلسطينية، ما أثار غضب إسرائيل التي اتهمته بتشويه سمعة اليهود وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو إن "أبو مازن أظهر وجهه الحقيقي في بروكسل". وقال أبو مازن الخميس في تصريحات، مرتجلة على الأرجح، أمام البرلمان الأوروبي وبثتها قناة الاتحاد الأوروبي، إنه مؤخرا "قام عدد من الحاخامات في إسرائيل وأعلنوا إعلانا واضحا مطالبين حكومتهم بتسميم المياه لقتل الفلسطينيين". وأشار، الى أن تلك الدعوة تأتي في إطار الهجمات التي رأى فيها تحريضا على العنف ضد الفلسطينيين. وقالت حركة فتح إن عملية إطلاق النار على الشهيدة مجد الخضور اليوم ما هي إلا جريمة مُشبّعة بشهوة القتل، فاقت كل حدود الإنسانية المفقودة لدى جيش أصبح مكاناً للمنُافسة على قتل أطفالنا وأبناءنا في كل مكان.