الاحتلال يحول "باب العمود" إلى منطقة أشباح

الحدث الأحد ٢٦/يونيو/٢٠١٦ ٠٥:٤٦ ص
الاحتلال يحول "باب العمود" إلى منطقة أشباح

القدس المحتلة – زكي خليل

من يقترب من منطقة باب العمود في البلدة القديمة بالقدس المحلتة في الاسابيع الاخيرة قد يعتقد بان هذه منطقة عسكرية مغلقة تخضع لحظر التجول وتحول الاضواء المعلقة على الباب الاجمل من ابواب البلدة القديمة الى صورة سيريالية قاتمة اذ يبدو بان الوحيدين الذين يتمتعون بجمال الباب تحت الاضواء هم عشرات افراد شرطة الاحتلال الذين ينتشرون حول الباب.
الساحة الرئيسة المجاورة لباب العمود تحولت الى منطقة يحتشد فيها جزء كبير من قوات شرطة الاحتلال وذلك لانها نقطة المراقبة الرئيسة التي عليهم مشاهدة جميع الداخلين والخارجين الى ومن الباب وتم نصب حواجز حديدة للشرطة حول جميع المنطقة بحيث لا يستطيع فلسطيني او سائح المرور بدون تفتيش، او على الاقل بدون مراقبة مشددة، اما اليهود فيحظر عليهم الدخول الى المنطقة بعد الساعة الثامنة مساء. ونصب موقع قناصة على سطح المبنى المقابل للباب يشهرون فيه بنادقهم نحوه طوال ساعات النهار والليل، ونشرت قوات اخرى حول الباب غير بعيد عنه.
قررت بلدية الاحتلال في القدس ابعاد جميع باعة البسطات خصوصا بسطات الاغذية من محيط الباب، رغم ان هؤلاء كانوا يشكلون احد مظاهر بهجة الاعياد وخصوصا في شهر رمضان، ويؤكد الفلسطينيون بان هذه الخطوة استهدفت تسهيل عمل القوات الاسرائيلية، لان البسطات تبشر باجواء العيد وتجتذب اليها مشترين كثيرين، الامر الذي يضع عقبات امام عمل رجال الشرطة.
وقال مقدسي : "من المرعب التجول هناك،عندما امر في باب العمود يرن هاتفي ولا ارد عليه خوفا من أن أمد يدي في جيبي ويعتقد رجال الشرطة بانني اريد سحب سكين، إذ أن المكان يغص بقوات حرس الحدود، وقد يفسر اي منهم اي حركة اقوم بها بانني منفذ عمليات وقد يطلقون النار علي ولهذا يجبر الانسان الذي يمر بينهم على دراسة كل حركة ينوي القيام بها بصورة جيدة. ان الاجواء متوترة جدا ولا يشعر الانسان بالارتياح لدى مروره من المنطقة".
ويؤكد تجار البلدة القديمة انخفاض مبيعاتهم بعشرات بالمئة بالمقارنة مع العام الماضي وذلك بسبب قلة الناس الذين يتخوفون من الدخول الى البلدة القديمة جراء الرعب الذي يفرضه الانتشار الموسع للقوات الاسرائيلية.
يذكر ان باب العمود.. أو باب دمشق.. هو أحد أبواب القدس القديمة وأشهرها في السور الذي بني على يد السلطان سليمان القانوني في العام 1536 م، ويعد هذا الباب من أوسع وأكبر أبواب القدس الستة المفتوحة للمارة والسكان، وهو المنفذ الرئيسي للبلدة القديمة من الجهة الشمالية.